من السذاجة الزعم بأنّ القوات المسلحة بوصفها مؤسسة يمكن أن تكون داعمة للديمقراطية أو التحوّل الديمقراطي، وذلك لأنّ الجيوش بطبيعتها مؤسسات غير ديمقراطية.
مع تمدّد قوات الدعم السريع وهجومها على مدن آمنة، وتواصل انتهاكاتها في مناطق سيطرتها، ومناورات السلطة العسكرية، لا يظهر أنّ صوت البنادق سيصمت قريباً في السودان.
الشعب السوداني وحده من عانى من تأخر الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. أي اتفاق يمكن توقيعه في يناير المقبل، لو كان الطرفان قبلاه قبل أشهر لحفظ الكثير من الدماء.
تحوّل الخطاب العسكري في السودان إلى خطاب عرقي ومناطقي، تتبادل فيه أقاليم السودان الاتهامات. ولن يطول الوقت حتى تتحول هذه الخطابات، من الجانبين، إلى خطابات إبادة
مع تعقد سير العمليات العسكرية، وتأخّر تحقيق انتصار حاسم لصالح الجيش السوداني، وسقوط عدة مدن في قبضة قوات "الدعم السريع"، بدأت حملة ضغط واسعة ترى أن قائد الجيش جزء من المشكلة، وأن رحيله عن السلطة هو بداية طريق تحقيق انتصار عسكري حاسم.
قالت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، إنها سيطرت بالكامل على قاعدة جبل الأولياء العسكرية، جنوب الخرطوم، بما يشمل الجسر الذي يربط المدينة بأم درمان، مشيرة إلى أنها "كبدت العدو خسائر فادحة"، في إشارة إلى الجيش السوداني.