الصرخة

الصرخة

31 مايو 2020
(مقطع من عمل لـ إسماعيل شموط/ فلسطين)
+ الخط -

ها هو الوقت المناسب لتصرخ البشريةُ بصوتٍ واحد:

نريد كوكباً نظيفاً من التلوث والاستغلال والحماقات والتعالي!
ليصرخ العمال ومتوسطو الحال وفقراء المعمورة.
ليصرخ الموظفون وكتبةُ المحاكم ونساء المزارع والأمهاتُ وعمال النظافة والباعة المتجولون.
ليصرخ طلبةُ الجامعات المفصولون لأسبابٍ أمنيةٍ، وسائقو الشاحنات المتسلسلة، وحراس العمائر وصانعو الكعك والمحامون.
لتصرخ الطبيباتُ والفاكهانياتُ ومنجّدو الوسائد وعلماء النانو.
ليصرخ الآباءُ وسجناءُ الرأي وفقهاء التنوير والأبرشيات. ليصرخ الوردُ والوَرّاد.
لتصرخ المهندساتُ وسائقاتُ التكسي وأَذَنَةُ المدارس ووصيفاتُ الملكات.
ليصرخ خبراء النفط وحافرو الآبار وعمال الفوسفات وقاطفو الثمار والريفياتُ لاقطاتُ القمح.
لتصرخ الداياتُ وأطباء الأشعة وممرضو الأورام وباعةُ الزهور ومروّضو الصقور وصانعات الخزف الأزرق.
لتصرخ الكاتبات بحناجرهنّ الفضية، والنجديّات السمر، ومُلَوِّناتُ صباحاتِ الربيع، وعابداتُ الهياكل.
ليصرخ الشعراءُ حَمَلَةُ القناديل المطفَأة، وملكاتُ جمال الشرق، والحراثون وفرسانُ الأطلس العظيم.
لتصرخ حائكاتُ السجاد، ونجارو الموبيليا، والمحاسبون وسعاةُ البريد، وكذلك الأفاقون وغجرُ الدانوب، وسكان النيل الأعلى.
لتصرخ النسويات والمؤوِّلون الجدد، وغازلات الحرير الطبيعي، ومعلمو الأطفال والمبرمجون والدادائيون.
ليصرخ مغنو الموجة الجديدة، وموسيقيو الشرفات.
لتصرخ الجداتُ بأصواتهن الهشة، والطفلات المسلولات، والمشاؤون في طرقاتِ الوهم، والفلاسفةُ القطعيون، وحراس الثقوب السوداء، وشهود المجازر!
لتصرخ المشرفات التربويات، والوزراء المستقيلون إثر احتجاجاتٍ شعبية عارمة، وأولئكَ الإصلاحيون ومحللو الأخبار الدولية.
ليصرخ نواب الرئيس، وكهنةُ المعابد وسكان الكهوف والسقوفِ الواطئة والإنكا والبدول.
ليصرخ البهائيون والبدون وشعوب الإنويت، والشوام المهاجرون، والنحاتون التشبيهيون، والفلكيون.
ليصرخ فنانو التجريدِ القلقون، والكلاسيكيون السعداء، والحكّاءاتُ خياطاتُ الأجنحة.
ليصرخ الكيميائيون حواةُ الألوان، والصوفيون المستغرقون في الوجد، وصانعات الجميد، ورعاةُ الطواويس.
ليصرخ أصحابُ المطاعم والمخابز والفلافل. ليصرخ الشرطيون والعسكر. ليصرخ حراس المدافن والسيميائيون وقارئات الكف.
ليصرخ علماء الاجتماع والآثاريات والرحالات الاستوائيات والقطبيات، وحبيباتُ الشعراءِ العصرياتُ، والعاكفون على ورق الأمس.
لتصرخ الحجازياتُ والتيموريات، وبناتُ الكرك وأربيل وفاس وإكستر وأمازون. ليصرخ مهندسو المدن وعلماء اللغة وأساتذة الجامعات وأهل الفكر ومعبِّئو الاستمارات الخاصة بالمعونة الوطنية.
لتصرخ الجبالُ والأنهارُ وراعياتُ الماعز، ومدللاتُ القطط، وضابطاتُ المواقع الإلكترونية، واللاأدريون، وسكان الغياهب، ومتسلقو الجبال، وعلماء الحشرات.

ليصرخْ هذا الكوكب ويئنّ..
ليصرخ هذا الكوكب ويئنّ..
ليصرخ هذا الكوكب ويئنّ....

عمان، الجمعة 2020.5.22


* شاعرة من الأردن

المساهمون