حتى يتذكّرني في منازل العالم السفلي

حتى يتذكّرني في منازل العالم السفلي

10 يناير 2020
بامبوس كوزاليس (العربي الجديد)
+ الخط -

الغد

في مكان في مواجهة الجميع
ثمة ثمانية تيجان

إكليل الغار المزهر للمنتصرين
الذين سيتوّجهم غداً
غصن زيتون مجدول بمهارة
وفرعين من الصنوبر
على مقربة، يوجد اللبلاب الثَمل
وكرفس الحداد

من يرغب في احتساء النبيذ
فليزين خصلات شعره بالورود
ومن يرد فليمش وسط
الزهور البيضاء
لكن أفروديت الممسكة بباقة الآس
تطوّق الحب بيديها

وأنا؟
من يدري
أي إكليل ينتظرني؟


■ ■ ■


الطقس السيئ

الطقس بارد جداً هذا المساء
لنترك
صنبور النافورة مفتوحاً
قطرةً قطرةً
فليتواصل سقوط الكلمات
بلا انقطاع
رفقة الطقس السيئ كما داخل البيت
حالما سأنغمس في الصمت
سيتجمّد الغفران
في قلبي.


■ ■ ■


قصيدة حب 1

أيامنا كالقوافي
صباح الخير يبادرني الصباح
أعدّ له فنجان بنّ ساخن
اسمَك
الظهيرة تؤلف مقاطع تجلب الحظ السعيد
أروي عطشها بكوب شايٍ مثلج
اسمَك
يجلس الليل على طاولتنا
أُسكِره بالنبيذ الأبيض
اسمَك.


■ ■ ■


قصيدة حب 2

بإبرة من الصنوبر وخيط ذهبي
بكشتبان فضي من النبيذ الساخن
نخيط حاشية الأيام بعناية
ونحشوها ببطانة
بطول مقاس السماء الزرقاء العميقة
تتوارى حبكة الذكريات جيدا
كلما أراد المقص
العبور من أقرب حاشية.


■ ■ ■


أوديب

ضريراً
منذ الولادة
بينما كانت الشمس تفتح أزرار قميصه
واشتعلت النيران في ساحة اللقاء
أطال التحديق بنظرته الخفيّة إلى رقبة الأم
كانت الدبابيس تنغرس بحثاً عن قلب ممزّق
يبكي
"هذا ما كنت أبحث عنه حقاً"– قال في نفسه –
"ثوب جديد يخيطه
خيّاط الأقدار".


■ ■ ■


بينيلوب

منذ أربعين عاماً
وأنا حبلى بحجر
زوجي رفض أن يكون له أباً
فتركني، واقترن بالظلال ذات ليلة
خلال الأربعينية الأولى تحوّل إلى ريح
كثيفة
تطفئ مصابيحي الزيتية
وتتركني للظلام
أحيك سنواتي
لكن الخيوط نفذت
في اللفائف العقيمة
بإبرة بلا خيط كشوكة
أخيط من الحِدادات ثوب عرسي
في ليالي الشموع الذائبة
أقيسه فتخزني الدبابيس التي تسقط
وتتجعد طياته
الإخفاقات وصيفاتي
رداء ثوبي التصق بمسمار في الجدار
صدري كان يتنفس نسائم الخزامى
كان زوجي يحبّ الخزامى، ويتذكرها الآن
لقد وضعت خفية في جيبه أزهارها
حتى يتذكرني في منازل العالم السفلي.


■ ■ ■


مريانثي

يتحلّق أطفالها الثلاثة عشر حول المائدة
أولئك الذين غادروا البيت مبكراً جداً
في ثياب الثلاث سنوات
جائعون إلى كل ما افتقدوه
أولئك الذين لم يغادروا أصبحوا شيوخاً
بإمكانهم الابتسام لرؤية أطفالهم
الأم تتقاسم الخبز باليد
السكين في يد الأب
منتصبا في الجهة الأخرى من الحياة
يفتح أظرفة سرية
رسائل حب لهيلين الجميلة الغريبة

بظهر يدها
تنفض ميريانثي عن صدريتها
فتات الخبز، السنوات، والأرواح
"امضغوا الخبز ببطء
تذكروا السعي والسنبلة
وحزن حجر الرحى"
قالت ميرياثي.


■ ■ ■


إلى عمّتي


هنالك
بقدمين غائصتين في المياه الجارية
وعصير ليمون طازج
في حديقة الحياة اللامتناهية
حيث لا توجد آلام ولا أرقام
هنالك بعيداً
من المؤكد أنك نسيتِ حساب الزمن
لكن هنا
أحصينا منذ رحيلك أربعين يوماً
ثم شربنا فناجين البن
مع حبّات القمح، السمسم، الرمان،
واللوز
في صيحاتنا، ضحكاتنا، وعناقنا
فيما نتفحص عن كثب حزناً أرحب من السماء
يترقب رفّة رمش عينيك
في الصورة الخرساء على الطاولة.


* شاعر من قبرص

** ترجمة ميشرافي عبد الودود

المساهمون