قال سريعاً واصطَفَقَ الباب

قال سريعاً واصطَفَقَ الباب

18 اغسطس 2019
أحمد نعواش/ فلسطين
+ الخط -

جرَّبَ
أن يَخلع ساعتهُ، مُثقَلَةٌ يَدهُ،
جرَّب
أن يأخذ شيئاً من خَبَر، فتفجأ بالهوّة، مدهشة،
جرَّب
أن يغفو فتذكَّر شيئاً يتحدث معه،
جرَّب
أن يصحو، فَتَقَلَّب،
جَرَّب
أن يفتح باب السيّارة، فَتَقابَضَ معه،
جَرَّب
أن يجلس في صَمْت، فتساءَلَ كل الناسْ.

يَعقد رباط حذاءٍ مُنفلتٍ، لم تكن الفكرة تَرَفاً، أو صَرعَة عصرٍ،
كاميرات سادرة
كانت تفتح فمها، وتُسجِّل أو تقضِم شيئاً، يتشابه معه، أو معنا قالْ

يتبسّم رجلٌ حين يمر علينا، يرمي بالخَيش على أرض، يمسح بالمعصم عَرَقاً،
يرفع أخدوداً يتعرّج في عرض الجبهة، يتهدّج في القول المتبتّل:
أنتم أجمل لوحات الريح.

يَتَشاتَم بعض رجال فوق رصيف مُنْدَلِق، كلمات تَضرب في جُدُرٍ، تَتَكسّر، ناتئة كانت
فأقول كلاماً داخل قلبي،
طَبعاً، داخل قلبي.
ما يُفزع أنَّ قصيدة شِعر، حاضرة كانت تَسبقنا، لا أعرف أين أنزلقَت،
وتشرّد منها ما كان تشرّد.

قالت سيّدة فارهة:
أَنْ تحفظ شِعر المتنبي، لا يعني أنّك في أحسن حالْ.

ولد يتقاتل مع ولدٍ
يَتَنَشّغ مِن صَلَف الخَطأ الجاثم في ورق سوف يذوب.

مرآة تَحْلِق ذقني في كُلّ صباح، أَتَبَسَّمُ، شكراً، أتَفَهَّم أن طريقي مِلح أو شَظَف في كل مكان.

أحتاج لِسَطر شِعرٍ كي أعبر هذا الشارع، أو أغسل حبة تفاح من غَبَش ما.

غُرف ضيّقةٌ، صُدَف ضيّقة، جُمَل، لكن...!
لكنْ ماذا...؟

...............
...............

قال سريعاً،
واصطَفَقَ البابْ.

زَلزَلَةٌ في كل صَباح تتحدّث معنا باللغة الفصحى، وتقول: صَباح الخَير.

الليل تقدم جداً فينا
فلماذا تغضب، يا صاحب
وتُقَطّب أيضاً...!

نعقد أيدينا خلف الرأس تماماً،
ونحدّق،
نُصغي للفادح، والصوت المتفحّم في طرف الشارع.

أتشهى
أن أمشي وحدي في كل مساء.
أرجوك فإنّي...،
لا تكسر فينا إيقاع الحزن المتقدم.


* شاعر من فلسطين

المساهمون