أزهار اللحظة

أزهار اللحظة

24 ديسمبر 2019
(كو أُنْ)
+ الخط -

كنْ على طريقك
أنتَ الأول وأنتَ بعد الأول.
تقدّمْ وتقدّمْ.
يُنظرُ إليك مقلوبًا،
سريعًا تتقّدم
لسان نرجس ربيع وليد في زهرة عبّاد شمس.


■ ■ ■


وقت الغروب
بي رغبة:
لأصير ذئباً تحت بدرٍ سمين.


■ ■ ■


أمضيتُ كلّ ثانية
أمضيتُ النهار كلّه
أتحدّث عن بشرٍ آخرين
والأشجارُ تراقبني
عائدًا إلى البيت.


■ ■ ■


متعبة
الأمّ أخدها إليه النوم
طفلُها ينصتُ وحيدًا
إلى صوت قطار الليل.


■ ■ ■


نهارُ ربيعي ممطر
نظرتُ إلى الخارج مرّة أو مرّتين
أتساءل هل من أحد قادم.


■ ■ ■


أجنحةٌ مقطوعة على أحد الجانبين
راجفة تزحف الذبابة بعيداً

وصل اليوم إلى نهايته.


■ ■ ■


مقدّس ثلج الشتاء المتمهّل
أشجار اللاريس
عارية من الأوراق
واقفة متردّدة
متردّدة
لا تكذب أبداً- ولو في كلمة واحدة

بجرأة أمضي تاركاً ورائي هذا المكان.


■ ■ ■


لو أستلقيت، سأنتهي
كحيوان مريض
أبقى واقفاً بصعوبة طوال النهار .


■ ■ ■


طائر الليل يغنّي بكلّ قوته
والنجوم تلمع بكلّ قوتها
في عالم كهذا سأستلقي واثقاً
وأطلبُ من النوم أن يجيء.


■ ■ ■


19 ابريل
أوّل ثُعبان في الربيع بانَ
ومات!
لقد عشتُ زمناً طويلاً.


■ ■ ■


لم يحزن أبداً
لم يقع في مشاكل أبداً
ألهذا
توجد ابتسامة وليدٍ جديدٍ؟

وجه وليد جديد.


■ ■ ■


أجدّفُ بمجداف واحد
لقد فقدتُ ذلك المجدافّ!

لأول مرّة،
أُمعن النظر في رقعة الماء الشاسعة .


■ ■ ■


خارج الكهف عواءُ الرّيح والمطر
في الداخل
كلامُ الوطاويط الصامت يملأ السقف.


■ ■ ■


شحّاذان
يتشاركان وجبة أُعطيت لهما

القمر الجديد يلمع بشدّة.


■ ■ ■


"ها قد أتيتُ يا عزيزتي
الشتاء القاسي انتهى الآن"

ضريحُ الزوجة يبتسمُ في هدوء.


■ ■ ■


ذات يوم يمكنهم استعادة ألف سنة
ذات يوم يكونوا قد زاروا ألف سنة لاحقة
في يومٍ عاصفٍ
أنا في انتظار الحافلة.


■ ■ ■


ما تظنّين أنّكِ فاعلة تحطّين هكذا
على ظهر يدي وأنا أكتب رسالة إلى ابنتي
أوّل زائرة في ربيع هذا العام
أيّتها الفراشة الصفراء.


■ ■ ■


تحت السماوات وسحبها المبعثرة
حمقى هنا وحمقى هناك.


■ ■ ■


جرادَ البحر، لماذا كلّ هذا الغموض؟

بمجساتك
سيقان فكّك
سيقانك المشعرة
سيقان صدرك
سيقان بطنك
وكلّ ما تبقى.


■ ■ ■


أنتِ، يا خنفساء مايو
تهزّين أحنجتك
أنت أيضا تغنّين.


■ ■ ■


في الحديقة، يتساقط الثلج
في الداخل، لا أحد يدري.


■ ■ ■


على الثلج أتبع آثار حيوان
نظرتُ، ورائي آثاري.


■ ■ ■


صيحةُ الجدجد تلك!
طالعة بعد عشرة أو خمسة عشر عام تحت الأرض
علينا جميعاً أن نكون ممتنّين.


■ ■ ■


كنْ كبذرة الهندباء تحوّم في النسيم
كنْ كبذرة قصب آخر الخريف الملتحية
انطلقْ وحيداً، اخلقْ عالماً جديداً عظيماً.


■ ■ ■


في صمت
يتحوّل الراتنج المدفون تحت الأرض إلى عنبر
بينما في الأعلى يتساقط أوّل الثلج .


■ ■ ■


ذلك الممرّ الشديد الانحدار!
حيث
يعيش الناس في سعادة
السعادة الحقيقية في بيوت الفقراء!

* Ko Un شاعر كوري من مواليد عام 1933، ترجمة: عاشور الطويبي

المساهمون