مثل أي عالم آخر

خلــود
كارلوس ألميرا

مات الشاعر المشهور، فنصبوا له تذكاراً نحتوا في أسفله عبارات التمجيد والتخليد؛ عبارات صارت تثير الآن اللامبالاة والسخرية كما تثيره القبعة وربطة العنق ولحية الماعز التي يبدو بها صاحب التمثال المسكين؛ إن الجحيم ليس ناراً ولا جليداً، بل إنه قطعة برونز خالدة.

■ ■ ■

الإصبــع
فانج مينج لونج

التقى الرجل الفقير، وهو ذاهب الى حال سبيله، صديقه القديم. يتمتع هذا الأخير بسلطة خارقة تُمكّنه من صنع المعجزات. وبينما كان الرجل الفقير يشتكي من مصاعب الحياة، لمس صديقه بأصبعه لبِنَة تحولت على الفور إلى ذهب. منحها للرجل الفقير؛ لكن هذا الأخير أعرب عن أسفه لكون أن كمية الذهب قليلة جداً. لمس الصديق بالأصبع أسداً من الحجر تحول للتّو إلى أسد من الذهب الصلب وقدّمه للرجل الفقير زيادة على لبِنَة الذهب. أكّد الأخير على أن الهديتين معاً دون المستوى المطلوب.
- "ماذا تريد أكثر من هذا إذن؟". سأل صانع المعجزات باستغراب.
- "أريد إصبعك". أجاب الآخر.

■ ■ ■

مرساة
لويس برناردو

بعد السنين العديدة التي مضت على غرق السفينة، ظلت المرساة الحديدية متشبثة بالأظفار والأسنان بقاع البحر. لقد كان ذلك نموذجاً لمعنى الواجب.

■ ■ ■

السّر المكنون
إنريكي أنخيل غونزاليس كويفاس

ما البحر بالنسبة للكلب؟ وما الكلب بالنسبة للبحر؟ نتساءل هنا عن لا مبالاة الكلب وهو يسير على الشاطئ وعن التلقائية التي لفظ بها مدّ البحر جثته.

■ ■ ■

الوقت يمضي
مارتين غارديا

في ساحة قرية بالصحراء، توجد أرجوحة دائرية عجيبة تجعل الزمن يتقدم بشكل غريب كلما تحركت الدائرة في اتجاه عقارب الساعة. كل دورة حول المحور تعادل سنة تقويمية واحدة.
إنه لأمر مُفرح، في البداية، أن نشاهد الأطفال وهم يتقدمون نحو سن المراهقة. كما أنه من المثير للعواطف أن يكون بمستطاع بعض الأمهات رؤية أبنائهن وهم يحتفظون بتلك الابتسامات الشبابية رغم أن رؤوسهم أصبح شعرها رمادي اللون. في المقابل، يصير الأمر مرعباً كلما وقع نظرهن على فرس خشبي بدون فارس.

■ ■ ■

البئـــر
لويس ماتيو دييث

سقط أخي "ألبرتو" في البئر عندما كان في سن الخامسة. شكل هذا الحدث إحدى المآسي العائلية التي لم يُهدئ من روعها إلا الزمن وظروف العائلة المُكونة من عدة أفراد. بعد مضي عشرين سنة رفع أخي "إلُوي" ذات يوم الماء من هذه البئر التي لم يقربها أحد منذ ذلك الوقت. اكتشف أن في الدلو زجاجة صغيرة بداخلها ورقة كتب عليها: "هذا العالم مثله مثل أي عالم آخر".