ورقة من يوم الإضراب

ورقة من يوم الإضراب

28 ديسمبر 2016
(غونثالو غارثيس)
+ الخط -

أن تخطط في البداية لشيء وترى في الأخير كيف انتهت مخططاتك هو ما جرى معي يومها. أنا الآن في مطار بوردو. الساعة تشير إلى الثانية ظهراً بتوقيت فرنسا. أولادي أخبروني سابقاً عن الهدايا التي يريدون أن أحضر لهم من بوينس آيريس.

شاهدت مع غابرييل على اليوتيوب كيف يكون عرض الدلافين في حديقة حيوانات برشلونة لنذهب إليه حالماً يأتي أولادي إلى برشلونة. نودع بعضنا بعضاً بالجهد المعتاد لنظهر عدم قلقنا ونبدو سعداء. أخذت الحافلة المتوجهة إلى المطار. هنا تبدأ تعديلات الواقع على مخططي، الذي لم يكن بالمناسبة ضرباً من الخيال.

في البداية، كان عليّ أن أستقل طائرة بويينغ في تلك الساعة لكنها وصلت متأخرة. كان عليّ أيضاً أن أجتمع تلك الليلة في برشلونة مع عائشة وأندريس وجيسيكا والرفاق للتحضير للقاء أدبي، لكن عائشة أخبرتني هاتفياً أن الأمر اختلط عليّ، وأن الاجتماع في الغد. ليلة الغد –تحديداً الجمعة الساعة الثانية فجراً- عليّ أن أستقل الطائرة المتجهة إلى بوينس آيريس. لكن غداً ستكون برشلونة بدون مواصلات بسبب الإضراب العام الذي أعلن في إسبانيا.

أتفق مع بول كروغمان أن سياسة التقشف، ورفع الضرائب وخفض النفقات العمومية في زمن الأزمات هو وصفة خاطئة ستفاقم من ركود الاقتصاد. أظن أن حكومة ماريانو راخوي هي أسوأ شيء كان يمكن أن يحدث لإسبانيا وزد على كل هذا سياسة الحزب الشعبي، الذي يخبط خبط عشواء.

لكنني أريد الوصول إلى المطار غدا ليلا. أحتاج أن أكون في بوينوس آيريس بعد غد. أريد رؤية أغوس، أريد أن أبدأ إلقاء دروسي وأريد أن أقدم روايتي الجديدة. ماذا أفعل لكي أصل إلى المطار وليس هناك مواصلات عامة ولا سيارات أجرة؟ لا، هذا ليس سؤالا استنكاريا، إذا كان أحدكم يعلم الإجابة فليقلها لي رجاء!


* Gonzalo Garcés كاتب أرجنتيني من مواليد 1974.

** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي

المساهمون