25 إبريل/ نيسان في مصر هو ذكرى تحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي عام 1982. ويوافق اليوم نفسه في إيطاليا ذكرى تحريرها من الحكم الفاشي عام 1945. الملفت هنا أن الحكم في مصر أصبح فاشيا وقتل أحد أبناء إيطاليا التي انحسرت عنها الفاشية.
على الرغم من كل ما تتعرّض له من ضغوط عنيفة، وملاحقات وتهديدات، لم تتوقف الحركة الحقوقية المصرية يوماً واحدا عن ممارسة دورها من داخل مصر وخارجها، تماماً كما كانت تفعل قبل أن يضطر قسم منها إلى الانتقال إلى خارج مصر.
قامت نخب الربيع العربي بدور تاريخي تقدّمي مهم، ولكن آن الأوان لإعادة تقييم شاملة، وتطوير ثقافة سياسية جديدة، وطرق مختلفة في العمل، واقترابٍ ملموسٍ ومعمقٍ من الواقع وليس عوالم متخيلة، ودراسة هذا الواقع علميا، وتحويل الشعارات إلى خطط عمل.
وجه المفارقة مع مسألة حقوق الإنسان ليس فقط في أن الغرب قد تحوّل، بين يوم وليلة، من تجسيدٍ للشيطان الأعظم والعدو الأخطر للإسلام والمسلمين إلى "بابا نويل" المنتظر منه أن يُمارس ضغوطه من أجل الإفراج عن 60 ألف سجين! إنما في أن أحدا لم يحاكم "عطب الذات"
تنطلق أغلب التحليلات لمخاوف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من توعد الرئيس الأميركي المنتخب، بايدن، له بالاسم، بألا يصمت على انتهاكاته حقوق الإنسان، ما قد يوحي بالعودة إلى استخدام المعونة الأميركية للضغط عليه لتخفيف قبضته على أعناق المصريين.
عفا عبد الفتاح السيسي أخيرا عن آلاف المجرمين الجنائيين، بينهم أشهر قاتل مأجور في مصر. وتلفق النيابة كل يوم اتهاماتٍ لنقّاده المسالمين، بدعم جماعة إرهابية لا يعرف المحققون اسما لها، ما يعني أن على الرئيس الأميركي ترامب إعادة تقييم دكتاتوره المفضل
تراجعت وضعية حقوق الإنسان إلى مستوى أدنى بكثير مما كان عليه عند نشأة الحركة الحقوقية، إلا أن مستوى الوعي بحقوق الإنسان صار أوسع مما كان عليه قبل 35 عاما، وتراجعت حالة الاستقطاب بين الإسلاميين والليبراليين على القضايا الحقوقية.
قاد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال السنوات الخمس الماضية، عملية قمع غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث، شملت ارتكاب مذابح دموية ضد مئات المدنيين، وسجن عشرات الألوف من النشطاء السياسيين، واختفاء المئات قسريا، وتعذيب مئات آخرين، بعضهم حتى الموت.
مهّدت المذبحة في ميدان رابعة العدوية الطریق إلى مستویاتٍ غیر مسبوقة من القمع في مصر، طاول كل الأطراف السیاسیة، باستثناء السلفيين. إذ شكلت نقطة فارقة في اعتیاد وتطبیع قطاع واسع من المصریین مع مثل تلك الجرائم، وليس مع "رابعة" وحدها.
اتخذ عبد الفتاح السيسي منفرداً أخطر القرارات، بما في ذلك إطلاق مشاريع اقتصادية عملاقة بمليارات الدولارات، من دون مشاوراتٍ أو دراسات جدوى اقتصادية. وإبرام صفقات شراء أسلحة ثقيلة بمليارات الدولارات في دولةٍ مفلسة.