كيف أسقط فالفيردي بتكتيكه العبقري ريال مدريد

كيف أسقط فالفيردي بتكتيكه العبقري ريال مدريد في شوط المدربين

24 ديسمبر 2017
فالفيردي قدم لوحة تكتيكية عبقرية (Getty)
+ الخط -

يتحدث الجميع منذ بداية موسم 2017-2018، عن المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي وتكتيكه الباهر الذي غير شكل برشلونة وأعاد إليه هيبته التي فقدها في السنوات الأخيرة. وأنهى فالفيردي كل الشك بقدراته التدريبية، بعد اللوحة التكتيكية العبقرية التي قدمها أمام ريال مدريد في مواجهة "الكلاسيكو"، لكن ما هي أسرار تفوق المدرب الإسباني مع النادي "الكتالوني"؟


الضغط ككتلة واحدة
تحول برشلونة من فريق يضغط بلاعب واحد عندما تكون الكرة مع الخصم إلى فريق يضغط على منافسه، إذ عندما تكون الكرة مع لاعب منافس يضغط النادي "الكتالوني" بلاعبين أو أكثر في بعض الأحيان وينجح في استعادة الكرة، وفي حال لم ينجح في قطع الكرة عبر الضغط ككتلة واحدة، فهو يُكسر الهجمة السريعة ويُحاوط حامل الكرة ويُجبره على العود إلى الوراء.

والمثير أن فالفيردي يُطبق "الضغط العنيف" على الكرة، أي أنه لا يضغط على لاعبي المنافس ويغلق كل المنافذ عليهم، بل يضغط على حامل الكرة بلاعبين أو أكثر وذلك لشل حركته تماماً ومنعه من إيصال الكرة لزملائه بالشكل الصحيح. وهو التكتيك الذي ينجح فيه المدرب الإسباني حتى الآن والدليل هو الأداء الصلب في الخطوط الثلاثة على أرض الملعب.

مثلثات واستحواذ
انتقد الكثيرون المدرب إرنستو فالفيردي في بداية موسمه الأول مع برشلونة بأنه يفوز دون تقديم أداء كبير أو إقناع على أرض الملعب. لكن فالفيردي رد على كل المنتقدين في مباراة كبيرة ضد ريال مدريد وتفوق بثلاثة أهداف في ملعب "سانتياغو برنابيو" وبأداء عالمي.

اعتمد فالفيردي في مباراة "الكلاسيكو" على المثلثات في بناء الهجمة من الخلف، حيثُ يبني هجماته بكل تأن ومن دون تسرع، وذلك عبر اعتماده على منظومة "المثلثات" التي تمنح النادي "الكتالوني" نسبة استحواذ أكبر وفعالية خصوصاً في خط الوسط.

عندما يبدأ فالفيردي الهجمة من الخلف يقترب ميسي دائماً من لاعبي خط الوسط وذلك لتشكيل مثلث، واستحوذ برشلونة على الكرة بهذه الطريقة في الشوط الثاني عبر خلق مثلثات في كل مكان من أرجاء الملعب، انطلاقاً من خط الدفاع وصولاً إلى خط الهجوم، عقلية فريق برشلونة حالياً تتمحور حول صناعة "المثلثات" وتمرير الكرات القصيرة وانتظار ثغرة أو خطأ من المنافس، وهو ما حصل في هدف لويس سواريز الأول، عندما انطلق راكيتيتش بالكرة ومرر إلى سيرجي روبيرتو الذي بدوره مررها إلى الأوروغواياني مباشرةً وسجل الهدف.

ويبدو في إعادة الهدف أن المثلث الأول بدأ بين بوسكيتس وراكيتيتش وإينييستا، والمثلث الثاني كان بين راكيتيتش وسيرجي روبيرتو ولويس سواريز. فالفيردي يعتمد على المثلثات مهما كان الموقف في المباراة، وخصوصاً في المساحات الضيقة التي يُبدع المدرب الإسباني في إيجاد الحلول في أصعب الظروف.

تحرك ميسي وخيارات كثيرة
اكتشف فالفيردي في الشوط الثاني أن لاعب خط وسط ريال مدريد كوفاسيتش حرم ميسي من التحرك براحة خلال 45 دقيقة كاملة، فقرر اللعب عليه وإخراجه من اللعبة تماماً لفتح الثغرات في وسط ملعب "الملكي". وفعلاً لقطة الهدف الأول تؤكد ذلك، إذ ميسي وجد أن راكيتيتش متقدم بمسافة كبيرة فتحرك ببطء خلف زملائه، الأمر الذي أجبر كوفاسيتش على اللحاق به وإغفال المساحة التي تركها للنجم الكرواتي.

هذه الفلسفة تُطبق عند فالفيردي منذ بداية موسم 2017-2018، إذ يضع المدرب الإسباني المهاجم الأرجنتيني في مركز "False9"، والذي يُربك أي دفاع فتارةً يُفكر في إيقاف حركة ميسي عبر الضغط عليه، وتارةً أخرى يعلم أنه بالضغط على ميسي سيفتح خيارات كثيرة لزملائه في منطقة الجزاء، وهذا ما حصل في عدة أهداف هذا الموسم.

وأخيراً أثبت فالفيردي أنه يملك تكتيكياً عبقرياً خصوصاً في المباريات الكبيرة، فبعد أن عانى في الشوط الأول من صعوبة في التمرير وخلق المساحات، وجد الحل السحري في الشوط الثاني وبدأ برشلونة يُهاجم بأكثر من لاعب والأهم أن تمريراته أصبحت أكثر فعالية.

خلق فالفيردي نظام فتح المساحات عبر لاعبيه، فإذا كانت الكرة مع ميسي مثلاً يجد أكثر من حل أمامه ويختار الأنسب ولا يجد صعوبة، وذلك لأن فالفيردي طلب من لاعبيه التحرك مع حامل الكرة بطريقة عمودية وخلق مثلثات معاكسة، الأمر الذي يسمح بوقوف لاعب من الخصم وسط أربعة من لاعبي النادي "الكتالوني"، وبالتاي تصبح عملية التمرير أسهل.

المساهمون