"الروزنا" تكسر الحدود بين الفلسطينيين

"الروزنا" تكسر الحدود بين الفلسطينيين

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
23 يناير 2020
+ الخط -
انطلقت "الروزنا"، وهي مجموعة شبابية، من العاصمة القطرية الدوحة. ووُجدت لكسر الحدود بين الفلسطينيين أينما حلّوا

قبل نحو خمس سنوات، أسس ناشطون فلسطينيون يقيمون في قطر مجموعة شبابية تطوعية مستقلة، أطلقوا عليها اسم مجموعة "الروزنا". ويشرح أحد أعضاء المجموعة أن الاسم اختير تيّمناً بالروزنا، وهي النافذة بين البيت والبيت الملاصق في ثقافة المشرق العربي، والتي كانت وسيلة لتبادل الحديث بين حبيبين، في ظل الحاجة إلى فتح نافذة شبابية بين الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة وخارجها.

يوضح عضو "الروزنا"، إيهاب محارمة، لـ "العربي الجديد"، أنّ الهدف الرئيسي من تأسيس المجموعة هو السعي إلى تكون نافذة فلسطينية ثقافية تجمع مجموعة من الفنانين والمثقفين الأدباء والشعراء الفلسطينيين، ليقدموا إنتاجهم ومشاريعهم الفنية في الدوحة. وتعمل المجموعة على إثبات حضورها في المشهد الفلسطيني خارج الأراضي المحتلة، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وبناء تجمّع شبابي مؤثّر في المجال العام داخل الأراضي المحتلة وخارجها.

وتعتمد "الروزنا" على ثلاثة مرتكزات أساسية، بحسب محارمة، وهي الشمولية والالتحام والانسجام. في الأولى، تنظر "الروزنا" للمثقفين الفلسطينيين بشكل عام أينما وجدوا، سواء داخل الأراضي المحتلة عام 1948، أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو الفلسطينيين الموجودين في الشتات ومختلف دول العالم.

في الثانية، تعدّ "الروزنا" نفسها ملتحمة مع الثقافة الفلسطينية، ولا تقتصر على فلسطينيي الداخل فقط، إنما تمتد لكل فلسطيني في أي بقعة في العالم. وفي ما يتعلق بالمرتكز الثالث، يشير محارمة إلى أنّ "الروزنا" ترى أن الشمولية والالتحام يتحققان بالانسجام، والمجموعة هي حراك ثقافي فلسطيني ينسجم مع الحراك على الساحة العربية، وتستغل المجموعة التنوع الذي تحتضنه الدوحة من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة.



ودشّنت "الروزنا" موسمها الرابع خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري. إلى أي مدى حقّقت أهدافها؟ يقول محارمة لـ "العربي الجديد" إن "المجموعة استطاعت أن تصنع وجودها داخل الدوحة، بل وفرضت شكلاً من أشكال الثقافة الفلسطينية الشمولية، إذ كانت الثقافة تقدم بشكل مجزأ إلى حد ما". يضيف أن "الروزنا" حجزت مكاناً على الساحة الثقافية الغنية في قطر، مشيراً إلى أنه يمكن ملاحظة النجاح الذي وصلت إليه "الروزنا" من خلال المتابعة الجماهيرية، سواء في الفعاليات الفنية أو الفكرية والأكاديمية.

وفي ما يتعلق بأبرز محطات مواسم المجموعة منذ انطلاقتها، تقول هبة أبو ستة، وهي عضو مؤسس في المجموعة، لـ "العربي الجديد": "الموسم الفلسطيني عبارة عن سلسلة فعاليات شهرية تستقطب فنانين وأدباء ومثقفين فلسطينيين، سواء من داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وتحاول إزالة الحدود وتسليط الضوء على فرق وفنانين ومثقفين جدد لم يعرفوا الشهرة".

بعض من أعضاء المجموعة (العربي الجديد) 


بدأت النسخة الأولى من المواسم عام 2016، من خلال معرض فني للفنان محمد قريقع، وهو طفل فلسطيني من غزة أقام أول معرض له في الخليج، تبعته سلسلة ندوات للكاتب والموثّق طارق البكري "كنا وما زلنا"، وجلسة شعرية فلسطينية ضمت مجموعة شعراء من الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات، حيث التقوا للمرة الأولى في الدوحة، تبعها حفل موسيقي بعنوان "ضحكة بيدر" جمع الزجل والموسيقى والدبكة. وكان للمسرح نصيب من خلال عرض مونودرامي للفنان عامر حليحل، إضافة إلى ورشتين عن الإعلام والقصص والحكايا الشعبية. واختتم الموسم الأول بعرض فيلم "3000 ليلة" للمخرجة مي المصري.



أما الموسم الثاني، فشهد أسبوعاً للتطريز الفلسطيني بمشاركة جمعية "الحنونة للثقافة الشعبية"، ومعرضا للوحات الفنانة والروائية زهيرة زقطان، وعرضا فلكلوريا عربيا للفنانة الفلسطينية حنة الحاج حسن، غنت فيه لفلسطين والعراق وسورية. أما الموسم الثالث، فعرض فيه فيلم البرج للمخرج النرويجي ماتس جيرود، وحضر الكوميدي الفلسطيني علاء أبو دياب. وكانت هناك عروض مسرحية للأطفال بعنوان "يويا" للمخرج راضي شحادة، واختتم الموسم بحفل موسيقي للفنانة سناء موسى.



أما الموسم الرابع، فافتتح قبل أيام بحفل لفرقة "رباعي الجليل". وتوضح هبة أبوستة أن المجموعة حاولت أن يشهد كل شهر فعالية مختلفة. ففي شهر فبراير/شباط المقبل، ستركز المجموعة على عرض تجارب فلسطينية لشخصيات مبدعة عدة. وخلال مارس/آذار المقبل، سيقام معرض فني لإحدى الفنانات. وستعرض في شهر إبريل/نيسان مسرحية "ما بين الحكاية والغناء" التي تُقدّم لأول مرة في الدوحة. وتلفت إلى أن الإقبال يزداد بشكل ملحوظ، إذ أن التذاكر المجانية التي توزعها المجموعة من أجل التنظيم تنفد في غضون ثلاثة أيام، أو خلال أسبوعين، إذا كانت الفرقة غير معروفة. وتعطي "الروزنا" المبادرات الشبابية الفلسطينية مساحة لعرض أفكارها وتطويرها، بهدف خلق بدائل أكثر إبداعاً نابعة من المجتمع المحلي. أما "الجامعة الشعبية"، فتُعدّ استكمالاً للموسم الفلسطيني في الجانب الثقافي، إذ نظمت "الروزنا" سلسلة من المحاضرات واللقاءات والورشات والمناقشات التي قدمها أساتذة وناشطون متخصصون بالدراسات الفلسطينية في مواضيع مختلفة كالإعلام والاقتصاد والسياسة.

خلال أحد العروض (العربي الجديد) 


وفي ما يتعلق بالتمويل، يؤكد أعضاء في المجموعة أن "الروزنا" تضم شباباً متطوعين، وما كانت لتصل إلى هذه المرحلة من دون الدعم الذي تحصل عليه من جمهورها الشغوف المهتم بحضور ومتابعة فعالياتها، ومن دون الدعم الذي تحصل عليه من السفارة الفلسطينية في الدوحة، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، وغيرها من الجهات العامة والخاصة.

ذات صلة

الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.
الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة
طارق الدحدوح نازح فلسطيني في رفح جنوبي قطاع غزة 1 (العربي الجديد)

مجتمع

من شمالي قطاع غزة المحاصر والمستهدف عسكرياً إلى أقصى الجنوب، نزح الفلسطيني طارق الدحدوح مع شقيقَيه وعدد من بقراته ومجموعة من الدجاج.
الصورة
نازحون فلسطينيون يلعبون الكرة الطائرة في المواصي في جنوب غزة (العربي الجديد)

مجتمع

من وسط أحد المخيّمات العشوائية في رفح جنوبي قطاع غزة، تصدح ضحكات النازحين. ويحاول هؤلاء إيجاد هامش لهو لهم في ظلّ المأساة، فيلعبون كرة الطائرة.