فيديو ضرب فتاة بسبب حجابها يثير زوبعة في إيران

فيديو ضرب فتاة بسبب حجابها يثير زوبعة في إيران

22 ابريل 2018
حوادث متتالية بسبب إلزامية الحجاب في إيران (تويتر)
+ الخط -


أثار فيديو تبادله إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي ووصل للمواقع الرسمية جدلا كبيراً في البلاد، إذ ظهرت شرطية تابعة لدوريات شرطة التوجيه والإرشاد وهي تضرب شابة إيرانية بسبب عدم ارتداء الحجاب بشكل مناسب.

وكانت الشابة برفقة صديقاتها في إحدى الحدائق العامة، حين وصلت الدورية النسائية التي ضمت عدة أفراد، وكانت إحدى الفتيات تصور الفيديو بهاتفها، وسُمع صوت إحداهن وهي تدعو الجميع لعدم تصعيد الموقف. وأصرت الشرطية على التعامل مع الفتاة بعنف، لتبدأ الأخيرة بالصراخ، تبعه أصوات صديقاتها وهن يطالبن الشرطية بتركها وعدم ضربها، وظهرن في الشريط المصور وهنّ يحاولن سحبها من بين يدي الشرطية التي كانت تعنف الفتاة وتردد الشتائم أيضاً.

وأبدت مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، معصومة ابتكار، أول رد فعل حكومي على الحادثة التي وقعت يوم 19 أبريل/نيسان الجاري، فشجبتها بشدة ورفضت طريقة التعامل مع الفتاة، ورأت أن هذا تصرف عنيف غير مبرر ويتناقض والشرع، مؤكدة أنها ستتابع القضية عن كثب.

بعد ذلك، كتب وزير الداخلية الإيرانية عبد الرضا رحماني فضلي، تغريدة على "تويتر" أكد فيها أنه أعطى الأوامر لجهاز الشرطة لتقديم تقاريره حول ما حدث. وذكر أن الشرطية التي خالفت القانون ستعامل بحزم وفقاً للقوانين على حد تعبيره.

كما أكدت مستشارة الرئيس للشؤون القانونية، لعيا جنيدي، أن ما حصل يخالف الدستور، فلا يحق لأي شخص سواء كان يتبع جهة رسمية أم لا، أن يهدد أمن المواطنين الذين يحق لهم الحياة بكرامة واحترام، ولا يحق لأي طرف التعرض لهم جسدياً.





أما المتحدث باسم الشرطة سعيد منتظر المهدي، فقال إن "جهاز الشرطة لا يؤيد هذا النوع من التصرفات". وأضاف أن "التحقيقات الأولية تشير لوقوع الحادثة في حديقة عامة في العاصمة طهران، وتم تصويرها بالكامل في الفيديو". وطالب السيدات اللاتي يفرض عليهن الدستور ارتداء الحجاب مراعاة ذلك في الأماكن العامة.



وانتقدت النائبة في البرلمان الإيراني، طيبه سياوشى، ما حصل، وشبهت ذلك بما كان يحدث في زمن الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، مشيرة إلى أنه خلال رئاسته ازداد عدد دوريات شرطة التوجيه، وكانت طريقة تصرفهم مع العديد من الفتيات غير لائقة. وقالت "هذا الأمر يتكرر، ويجب الوقوف بوجهه".

ووافقتها الرأي رئيسة لجنة المرأة في البرلمان الإيراني، بروانه سلحشورى، وقالت: "لا يحق للشرطة التصرف بعنف، وهذه الطريقة لن تقنع السيدات بالحجاب، فهذا ليس سلوكا دينيا".



ووصلت ردود الفعل الشاجبة إلى الساحة الفنية، فكتبت الممثلة الإيرانية المعروفة مهناز أفشار، على "تويتر"، "أخبروا الجميع هنا إيران، حيث لا أهمية للكرامة الإنسانية في الخيارات الشخصية، هنا حيث لا قيمة للإنسان نفسه"، وانضم إليها كل من ترانه عليدوستي، وحبيب رضايي، وكثيرين غيرهم.

وأبدت بعض المواقع المتشددة تحفظها على ما حصل، فشككت بالسيناريو الذي طرح وتم الترويج له، فاعتبرت وكالة "فارس" الإيرانية في تقرير خاص أن ما حدث تم التخطيط له مسبقا، وعنونت تقريرها بـ "حين يبدل السياسيون والمفكرون أدوار المتهمين". وجاء فيه أن أربع فتيات كنّ في حديقة عامة، وإحداهن كانت ترتدي اللون الأبيض ولم تكن تضع حجابا على رأسها، وتخرج من أمام عدسة الكاميرا بعد حصول الشجار بقليل.



وأضافت الوكالة أن هناك فتاة ثانية تردد الشتائم خدشت وجه إحدى عناصر الشرطة وقامت بجرحها. واتهمت الفتيات بتسجيل الفيديو قبل عشرة أيام تقريبا من وقوع الحادثة في حديقة طالقاني. واعتبرت الوكالة أن الكاميرا كانت مثبتة على لباس إحدى الشابات، اللاتي قمن بتفعيل الموضوع، وجاء في التقرير كذلك "صحيح أن أفرادا من دورية الشرطة فقدن أعصابهن، لكن من الواضح وجود مخطط مسبق".

ونشرت صحيفة "كيهان" المحسوبة على الخط المحافظ المتشدد روايتها، وذكرت في مادة عنوانها "حين تصبح إهانة شرف الشرطيات بلا أهمية ويصبح التصرف مع فتاة بلا حجاب فاجعة". وكتبت الصحيفة أن هناك العديد من المؤسسات التي تركت جهاز الشرطة يكافح وحده مسألة عدم مراعاة الحجاب بالشكل القانوني، مرجحة وجود سيناريو مجهز مسبقا لهذه الحادثة بما يخدم الجهات الخارجية، والتي تروج لعدم ارتداء الحجاب في إيران.

وظهرت في إيران حركة تعرف باسم "فتيات شارع الثورة"، بعد أن صعدت الإيرانية ويدا موحد على أحد صناديق الاتصالات في شارع انقلاب أو "شارع الثورة" وهو أحد أهم شوارع العاصمة، وهي ترفع حجابها على عصا، اعتراضا على الحجاب الإجباري، فاعتقلت لأيام، لكنها أطلقت شرارة من دون أن تدري.

وأثار فيديو آخر لإحدى الفتيات اللاتي تبعن خطوة موحد جدلا مشابها، حين كان أحد أفراد الشرطة يحاول إقناعها بالنزول وارتداء الحجاب، لكنها لم تستمع لذلك فدفعها من أعلى المكان الذي وقفت عليه ما أدى لكسر في قدمها، ما تسبب بانتقادات واسعة للشرطة.

دلالات

المساهمون