أسباب تراجع أعداد المعلمين في الولايات المتحدة

أسباب تراجع أعداد المعلمين في الولايات المتحدة

19 فبراير 2018
التراجع أكبر في حالة المعلمات الإناث (رونا وايز/فرانس برس)
+ الخط -
لم تعد الاختصاصات التي تجهز طلاب الجامعات في الولايات المتحدة للحصول على البكالوريوس التعليمي تشهد إقبالاً كما في السابق. تشير إحصائية لمكتب تعداد الولايات المتحدة الحكومي نشرها موقع "ماركت شير" إلى أنّ نسبة الطلاب الذين كانوا يقبلون على مثل هذه الاختصاصات عام 1975 بلغت 22 في المائة، بينما تدنت اليوم إلى أقل من 10 في المائة.

هذا الابتعاد عن التخصص في التعليم ملحوظ أكثر في حالة المعلمات الإناث. فعلى مدار السنوات الأربعين الأخيرة، تقلصت نسبة طالبات الاختصاصات التعليمية الإناث من 32 في المائة إلى 11 في المائة.

الأمر لا يقتصر على الطلاب الجامعيين الذين حسموا خياراتهم، بل يمتد إلى خطط التلاميذ الثانويين الذين قال 4.6 في المائة منهم فقط عام 2017، في إحصائية لجامعة "كاليفورنيا، لوس أنجليس"، إنّهم يخططون للتخصص في التعليم لاحقاً، علماً أنّ النسبة كانت في سبعينيات القرن الماضي 10 في المائة.

هذا العرض السريع يطرح مشكلة خطيرة، فالمدارس الرسمية في الولايات المتحدة تُعاني بالفعل من نقص في المعلمين، بحسب وزارة التعليم. وعلى سبيل المثال، فإنّ ثماني وأربعين ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن، تعاني من نقص في معلمي الرياضيات. نقص مماثل سجل في معلمي التربية المتخصصة، والعلوم، واللغات الأجنبية. بعض الولايات حاولت أن تعالج هذا القصور من خلال تخفيض معايير القبول في الوظائف التعليمية، مع ذلك لم تتمكن من تحقيق كثير نجاح في سدّ هذه الفجوة القائمة.

مع ذلك، فإنّ امتناع الطلاب عن التخصص في التعليم ليس وحده المسؤول عن المشكلة، إذ إنّ هناك طلباً متزايداً على المعلمين في المدارس الرسمية عما كان من قبل بسبب زيادة التلاميذ. في خريف العام الماضي 2017، وصل عدد التلاميذ المسجلين في مدارس رسمية في البلاد إلى 50.7 مليون تلميذ، بحسب المركز الوطني لإحصائيات التعليم. ومن المتوقع أن يصل العدد عام 2025 إلى 51.4 مليون تلميذ.




وبالترافق مع زيادة التلاميذ وتقلّص أعداد المتخصصين في التعليم غادر 8 في المائة من المعلمين القطاع في تقاعد مبكر خلال العقد الأخير. هنا بالذات تبرز المشكلة الأساسية التي ينبغي أن يتوجه إليها الحلّ، فإلى جانب الأجور المنخفضة لهم، يشكو المعلمون من فقدان سلطتهم التربوية في المدارس، خصوصاً في القرارات والمناهج التعليمية، ما يتسبب لهم باستياء يقود إلى إحباط مزمن، بحسب البروفسور في التعليم وعلم الاجتماع في جامعة "بنسلفانيا" ريتشارد إنغير سول.

المساهمون