البطالة توقع المغاربة في فخ النصب والاحتيال

البطالة توقع المغاربة في فخ النصب والاحتيال

26 يناير 2018
شركات وهمية تنصب على الشباب العاطل (Getty)
+ الخط -
توالت عمليات النصب والاحتيال في الآونة الأخيرة على مئات الشباب العاطلين الباحثين عن فرص شغل في المغرب، إذ تعرّضت نساء باحثات عن العمل في حقول الفراولة بإسبانيا للنصب؛ وهو نفس المصير الذي تعرّض له شباب من قبل شركة نداء للاتصالات الهاتفية بالرباط، فضلاً عن احتيال وكالات أسفار على مغاربة راغبين في العمرة.

وبمجرد الإعلان عن انطلاق عملية تسجيل النساء اللاتي يرغبن في العمل فلاحات وعاملات موسميات في مزارع الفراولة والفواكه الحمراء بالحقول الإسبانية، تناسلت محلات تزعم أنها المخول لها تسجيل العاملات، ويشترط أصحابها على النساء سداد مبالغ مالية صغيرة نظير التسجيل.

ووجدت العديد من العاملات الموسميات أنفسهن أمام عملية نصب واحتيال من طرف "سماسرة النصب" الذين وضعوا محلات صغيرة عبارة عن مكاتب متنقلة في بعض المناطق القروية في بني ملال والفقيه بنصالح ومناطق أخرى، يطالبون العاملات بأداء 20 درهما مقابل مصاريف الفاكس وغيره.

وتبين في ما بعد أن هؤلاء العاملات الراغبات في العمل فلاحات في جني الفراولة كن ضحية عمليات نصب واحتيال صغيرة، وهو ما أثبته تدخل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، التابعة لوزارة التشغيل، التي أكدت أنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن عروض تشغيل العاملات الفلاحيات الموسميات بإسبانيا، وكذلك استقبال ملفات طلبات الاستفادة منه.

وأوضحت الوكالة أن عمليات التسجيل تتم حصريا من طرف مستشاريها داخل وكالاتها المحلية، أو فضاءات التشغيل المحدثة، أو داخل النقط المحددة باتفاق مع السلطات المحلية"، قبل أن تهدد النصابين الذين ينشرون إعلانات بكونهم شركاء في العملية بمتابعتهم قضائيا.


وتظهر بين الفينة والأخرى وكالات أسفار تنصب على عدد من المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى مناطق سياحية أو رحلات العمرة والحج، وآخرها عملية نصب تحدثت عنها وسائل الإعلام، من قبيل شركة أسفار وهمية كانت تعمد إلى تغيير اسمها كل مرة للنصب على المواطنين.

وزعمت شركة سعودية أنها تعمل على توظيف شباب لفروع لها في عدة مدن مغربية كبرى، ما دفع بعشرات الشباب إلى التسابق صوب مقرات هذه الشركة لدفع ملفاتهم ومبالغ مالية لإنشاء ملفات التوظيف، ليتبين بعد ذلك أن الشركة وهمية بعدما أغلقت مقرّاتها واختفى العاملون فيها.

شركة أخرى زعمت أنها تعمل في مجال الاتصالات الهاتفية نشرت إعلانات تغري الشباب العاطلين بالتقدم لوظائف تسبقها ورشات تدريب تتطلب أداء مبالغ مالية تصل إلى خمس مائة درهم للباحث عن العمل، فانطلت الحيلة على الكثير من الشباب الذين اعتقدوا أن الشركة وسيط لتحقيق أحلامهم المؤجلة.

ويقول أحد الشباب الذين تقدّموا إلى هذه الشركة الوهمية في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّه تعرض للتغرير من طرف الشركة ولم يعتقد أبدا أن الأمر يتعلق بنصب واحتيال، لكونه استقبل من طرف موظفين داخل مقرّ الشركة في أحد أحياء الرباط، لكنّه صدم بعدما علم بخبر الشركة الوهمية.

وتعزو الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير، تنامي حالات النصب على الشباب العاطلين عن العمل إلى تبدّل القيم في المجتمع، والرغبة في بلوغ الهدف بأية وسيلة كانت، "وبذلك يلتقي هنا الطماع والكذاب معاً".

وتشرح الباحثة لـ"العربي الجديد"، أنّ "الكذاب هو المحتال الذي يقدّم عروض عمل وهمية لجني الأموال، أما الطماع فهو الشاب العاطل الذي يطمع في الحصول على وظيفة دون التريث والتأكّد من صاحب العروض"، مبرزة أن تفشي البطالة عامل رئيسي لتفاقم حالات النصب، وبالتالي المسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والباحثين عن العمل".

 

المساهمون