مفوضية اللاجئين: 3.5 ملايين طفل لاجئ لم يلتحقوا بالتعليم في 2016

12 سبتمبر 2017
الطلب على التعليم يفوق الإمكانيات المتاحة(أود أندرسن/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 3.5 ملايين طفل لاجئ تراوح أعمارهم بين 5 أعوام و17 عاماً لم تتح لهم فرصة الالتحاق بالمدرسة في العام الدراسي الماضي.

وأوضحت المفوضية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "منسيون: أزمة تعليم اللاجئين"، أن نحو 1.5 مليون طفل لاجئ غير مسجلين في المدارس الابتدائية، في حين أن مليوني لاجئ في سن المراهقة ليسوا في المدارس الثانوية.

وأشار فيليبو غراندي، المفوض الأممي لشؤون اللاجئين، إلى أن "نصف اللاجئين البالغ عددهم 17.2 مليون شخص الذين تشملهم ولاية المفوضية هم من الأطفال، وإن تعليم هؤلاء أمر أساسي لتحقيق التنمية السلمية والمستدامة في البلدان التي رحبت بهم، وفي أوطانهم متى استطاعوا العودة إليها. ولكنْ، مقارنة بغيرهم من الأطفال والمراهقين في كافة أنحاء العالم، فإن الفجوة من حيث الفرص المتاحة للاجئين آخذة في الازدياد على نطاق واسع".

ويقارن التقرير بين مصادر وإحصائيات المفوضية حول تعليم اللاجئين وبين بيانات منظمة "يونيسكو" بشأن الالتحاق بالمدارس في مختلف أنحاء العالم، ويستخلص بأنه على المستوى العالمي، يلتحق 91 في المائة من الأطفال بالمدارس الابتدائية، في حين ينخفض هذا العدد بالنسبة للاجئين إلى أقل من 61 في المائة، وفي البلدان المنخفضة الدخل يقل عن 50 في المائة.

ويلفت إلى زيادة العقبات كلما زادت أعمار الأطفال اللاجئين، موضحاً أن 23 في المائة فقط من اللاجئين الشبان في سن المراهقة يلتحقون بالمدارس الثانوية مقارنة بنحو 84 في المائة على الصعيد العالمي. أما في البلدان المنخفضة الدخل، لا يستطيع سوى 9 في المائة من اللاجئين ارتياد المدارس الثانوية.



ويتطرق التقرير إلى "الوضع الحرج للتعليم الجامعي" بين اللاجئين، ويبيّن أن معدل الالتحاق بالتعليم الجامعي في كافة أنحاء العالم تبلغ نسبته 36 في المائة، أما بالنسبة للاجئين، وعلى الرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على الأعداد الإجمالية بفضل الاستثمار في المنح الدراسية وغيرها من البرامج، فإن النسبة لا تزال عالقة عند 1 في المائة.

وأكد تقرير المفوضية على إخفاق المجتمع الدولي في تحقيق أهدافه المتعلقة بالتنمية المستدامة، وهي 17 هدفاً ترمي إلى تحقيق تحوّل في العالم بحلول عام 2030. وأشار إلى أن الهدف الرابع المتمثل بـ"ضمان التعليم الشامل والجيد للجميع وتعزيز التعليم مدى الحياة" لن يتحقق من دون تلبية الاحتياجات التعليمية للسكان الضعفاء، بمن فيهم اللاجئين وغيرهم من الأشخاص النازحين قسراً.


ودعا التقرير إلى اعتبار التعليم من أساسيات الاستجابة لحالات الطوارئ الخاصة باللاجئين، وأن يدعمه التخطيط الطويل الأجل والتمويل الموثوق به، مطالباً الحكومات بإدراج اللاجئين في نظمها التعليمية الوطنية باعتبارها الاستجابة الأكثر فعاليةً وإنصافاً واستدامةً، مسلطاً الضوء على بعض الجهود البارزة التي بُذلت من أجل تنفيذ هذه السياسة، حتى في بلدان تعاني من شح في الموارد.

كما تؤكد النتائج التي خلص إليها التقرير على أهمية التعليم النوعي، وشبكات الدعم الوطنية والدولية اللازمة للحفاظ على المدرسين المدربين والمحفزين والقادرين على إحداث أثر إيجابي في أصعب الصفوف الدراسية في العالم.

واعتبر التقرير أن اللاجئين وإن كانوا يائسين من الحصول على التعليم، إلا أنهم يدركون جيداً أثره الممكن على حياتهم، لافتاً إلى أن الطلب الهائل على التعليم تقابله قلة أعداد المعلمين والصفوف والكتب المدرسية وآليات الدعم.

تعليم اللاجئين من أساسيات الاستجابة للطوارئ (محمود زيات/فرانس برس) 


يشار إلى أن تقرير مفوضية اللاجئين السنوي الخاص بالتعليم هو الثاني من نوعه، سبقه التقرير الأول الذي نشر تحت عنوان "غائبون"، قبل انعقاد قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين في سبتمبر/أيلول 2016 الماضي.

ووجد تقرير المفوضية أن التحاق الأطفال اللاجئين في سن التعليم الابتدائي بالمدارس ارتفع خلال العام الدراسي الماضي من 50 في المائة إلى 61 في المائة، بفضل تحسن السياسات والاستثمار في تعليم اللاجئين السوريين، فضلاً عن وصول الأطفال اللاجئين إلى أوروبا، حيث التعليم إلزامي، في حين ظل الحصول على التعليم الثانوي راكداً خلال الفترة الزمنية نفسها، وبلغ أقل من واحد من كل أربعة لاجئين في سن المراهقة ملتحقاً بالمدرسة.



وأرجع التقرير الأمر إلى أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة لاجئين يعيش في بلدان منخفضة الدخل، حيث تقل احتمالات الالتحاق بالمدرسة بنسبة ست مرات من باقي الأطفال في كافة أنحاء العالم.

وأشار إلى أن مهمات إضافية تلقى على عاتق البلدان المضيفة للاجئين، التي تصارع غالباً من أجل إيجاد الوسائل لتعليم أطفالها، تتمثل في إيجاد أماكن مدرسية ومدرسين مؤهلين ومدربين تدريباً مناسباً، ومواد تعليمية كافية لعشرات أو حتى مئات الآلاف من الوافدين الجدد الذين لا يتقنون في كثير من الأحيان التحدث بلغة التدريس، وكثيراً ما يكونون قد فوتوا نحو أربعة أعوام من التعليم.


(العربي الجديد)