بعد عقود من التحذيرات... أطباء: أعيدوا الملح إلى موائدكم

بعد عقود من التحذيرات... أطباء: أعيدوا الملح إلى موائدكم

07 اغسطس 2017
ملح الطعام ضرورة لصحة أفضل (وارين أبوت/Getty)
+ الخط -
طغت الدعوة إلى تناول كميات أقل من الملح، على أغلب الدراسات والنصائح الصحية، خلال العقود الأربعة الأخيرة، في بريطانيا كمثال، انخفض استهلاك الملح بنسبة 11 في المائة، خلال السنوات العشر الماضية، وفقاً لبيانات النظام الغذائي الوطني للصحة. لكن دراسات حديثة أظهرت خطورة غياب الملح عن الجسم، بحسب ما أوردت "ديلي تلغراف".

وأظهر استطلاع رأي حول التغذية، انخفاض معدل استهلاك الملح اليومي إلى ما يقدر بـغرامات للبالغين في بريطانيا، استجابة لكثير من الأبحاث والدراسات التي حذّرت من خطورة تناول الكثير من الملح على الصحة.

لكن كتاباً جديداً بعنوان "إصلاح الملح" يحذّر من المخاوف الخاطئة تجاه الملح، وينصح أن نأكل من الملح بقدر الشعور بحاجتنا إليه. يقول جيمس دينيكولانتونيو، عالم القلب والأوعية الدموية في معهد القلب الأميركي، إننا "ينبغي ألا نرفض الملح، بل بالعكس علينا أن نتعامل معه بإيجابية".

ويضيف "يستخدم الملح منذ عشرة آلاف سنة كحافظة طبيعية، وربما كنا نتناول منه 10 أضعاف ما نتناوله اليوم"، ولفت إلى أنّه "في الأماكن التي يعيش فيها الناس عمرا أطول، مثل اليابان وكوريا وبلاد البحر المتوسط، لا يزال الملح يستخدم بحرية أكبر".

ويشيع أطباء أن الملح ضار بالصحة منذ ما يقارب الأربعين عاما. ووفق مؤسسة القلب البريطانية، فإنّ تناول الكثير من الملح يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، الذي بدوره يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

بدورها، تنصح مجموعة اللوبي العلمية المستقلّة، بتناول 6 غرامات من الملح يوميا، أي ما يساوي ملعقة شاي تقريبا بالنسبة للبالغين وأقل نسبياً للأطفال، وتؤمن بالتأثيرات الإيجابية لذلك على الصحة العامة، مؤكّدة أنّ: "هذا المعدل سيكون له تأثير كبير في تقليص السكتات الدماغية بنسبة 22 في المائة والسكتات القلبية بمعدّل 16 في المائة، ما ينقذ حوالي 17 ألف حياة في بريطانيا وحدها، فضلاً عن الفوائد الصحية الأخرى".

وفي عام 2013، راجعت منظمة الصحة العالمية توجيهاتها، واقترحت تناول ما يقل عن 5 غرامات من الملح يومياً للبالغين.

في المقابل، يقول الدكتور دينيكو لانتونيو، إنّه لم يقتنع بتلك النصائح، خاصّة في ظل غياب أدلة على فوائد قلّة تناول الملح، وأضاف "الاعتقاد بأننا نحتاج إلى تخفيض ضغط الدم عبر تناول كمية أقل من الملح ليس صحيحا، و80 في المائة منا لن يلحظوا أي اختلاف، إن فكرة تخفيض ضغط الدم جيدة، لكن تناول كميات أقل من السوائل سيحقق ذلك. لكننا سنصاب بالجفاف، والجفاف ليس صحياً".

ولفت إلى أن جسم الإنسان قادر على تنظيم مستويات الصوديوم، وما يحتاجه من معادن أساسية، ثم أضاف: "إنّنا نفقد الكثير من الملح حين نتناول كوباً من الكافيين. أنت تخسر معدّل ملعقة شاي من الملح، حين تحتسي أربعة أكواب من القهوة. حين نفقد الكثير من الملح، تحتاج أجسامنا إلى بديل".

ويحذّر دينيكو لانتونيو، أنّه "لا يمكن أن نتبع توجيهات تخفيض الملح بشكل يومي، لنتوقّف فجأة ونتناول كيسا من الفشار حين نتوق إلى الملح. حين يشعر جسمك بنقص في الصوديوم يصبح على استعداد لإفراز الهورمونات حين تتناول شيئاً مالحاً. لكن الأطعمة السكرية أو المصنوعة من الكربوهيدرات المكرّرة يمكنها أن تخدم الجسم، فتشعر بالحاجة لتناول لوح من الشوكولاتة، وليس الملح الذي تحتاجه بالفعل".

ويكمل أنّنا "حين لا نتناول حاجتنا من الملح، من الممكن ارتفاع معدّل ضربات القلب، والإصابة بالدوّار وفقدان الوعي وتشنّج العضلات، وأيضاً قد يؤدي ذلك إلى تدهور معرفي وضعف في الذاكرة، لأنّنا بحاجة إلى الصوديوم ليحمل فيتامين (سي) إلى الدماغ".

ومن مخاطر قلة الملح، أن ترتفع مخاطر الأمراض القلبية، لأنّ نقص الملح يزيد من تخثر الدم ونشاط الصفائح الدموية. وربما يتسبب في ضغط دم مرتفع، لأنّ نقص الملح قد يزيد من مقاومة الأنسولين والسمنة، وكلاهما يزيدان من معدل ضربات القلب الذي يرفع بدوره ضغط الدم.

ويضيف دينيكو لانتونيو:"لا تلوموا الملح على ما تفعله الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة. إنّه مادة طبيعية نحتاجها جميعاً. فلنعيده إلى موائدنا".



دلالات

المساهمون