نحن مع الطبيعة

نحن مع الطبيعة

06 يونيو 2017
البحث والتحليل في مكونات بيئاتهم المحلية (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

خمسة أولاد وخمس بنات ما دون الثالثة عشرة واجهوا الكاميرا للمرة الأولى ليناقشوا قضايا التدهور البيئي، وتلوث البيئة البحرية، والتلوث الإشعاعي، والنفايات الإلكترونية. حوار بيئي يشي بأنّ لهذا الجيل قدرات واهتمامات أكبر بكثير مما كنا عليه. كانوا قد أطلقوا على مجموعتهم اسم "نحن مع الطبيعة" في استجابة فورية ومبدعة لشعار اليوم العالمي للبيئة لهذا العام "كن مع الطبيعة".

منتدى الأطفال والبيئة فكرة ولدت في أروقة الجمعية السودانية لحماية البيئة، في إطار المساعي لربط الاحتفال بتخليد ذكرى أحد مؤسسي الجمعية، الذي تقلد منصب الرئيس أكثر من مرة، آخرها هذه الدورة التي لم تنتهِ بعد، فقد رحل الدكتور العالم معتصم بشير نمر عن عالمنا قبل أن يكمل مشروع إدخال مفهوم المسؤولية البيئية في مدارس الأساس، من خلال منهاج الحوار المبني على البحث والتقصي والتحليل. يوم رحيله في حادث سير، كان في طريقه إلى محمية الدندر رفقة فريق من الخبراء والمسؤولين من أثيوبيا والسودان يعملون على بناء علاقة توأمة بين محميات المحيط الحيوي عبر الحدود.

ظل الدكتور نمر يعمل منذ عام 1975 على مختلف قضايا البيئة، ما جعله مصدراً رئيساً للباحثين والدارسين والإعلاميين، وقد سعى مؤخراً ليفيد بعلمه بناة الغد من أطفال المدارس. وبهذا حقّ له أن يقوم منتدى الأطفال والبيئة على ذات النهج الذي بناه، والذي شبهه بالفسائل (الأغراس الصغيرة) التي تحتاج قدراً غير يسير من الرعاية والحماية، إلى أن تكبر فيتفيأ ظلالها الآتون على طريق الإصلاح البيئي من الأجيال المقبلة.

أما غايات المنتدى فتتمثل الأولى في التأكيد على شعار الجمعية "التزام نحو الأجيال المقبلة". والثانية هي ربط مجموعات الأطفال المكونة للمنتديات، ومحيطهم (المدرسة، الأسرة، المعارف)، ومن يتلقى أعمالهم لاحقاً حول البيئة التي "تحتاج لأكثر من تضامن". الهدف التربوي الكامن هو إعلاء قيمة البحث والتنقيب، وتمكين الأطفال من طرق عرض الأفكار والمفاهيم.

من اليسير أن تغزو الفكرة تلك المدارس الساعية للتميز، ويمتلك كلّ تلميذ فيها من الأجهزة ما يعينه على البحث. ومن الممكن الوصول إلى مدارس أخرى تهتم إداراتها بهذه الجوانب، فقط يبقى أن نفكر في كيفية تمديد الفعل ليصل للغالبية العظمى من الأطفال غير القادرين على امتلاك، أو التعامل مع مثل هذه الأجهزة. وهنا اعتبر العالم الراحل أنّ بالإمكان إيجاد الوسيلة المناسبة، وابتكار ما يساعد الأطفال على البحث والتحليل في مكونات بيئاتهم المحلية، وصولاً إلى مناهج التفكير الإيجابي المساعد في وضع الحلول العلمية والعملية بالمشاركة.

*متخصص في شؤون البيئة


دلالات

المساهمون