منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 إبريل/ نيسان 2023، تستقبل المناطق البعيدة عن العاصمة الخرطوم، خصوصاً مدينة بورتسودان، مئات من العائدين من أبنائها يومياً.
إنها الحرب في السودان التي يختفي فيها أنين المرضى تحت أصوات القصف، وتسود جلجلة آليات الموت والدمار. وتتوقف عمليات الوقاية من الأمراض، وتتدمّر المستشفيات.
قُدّر للفارين من جحيم الحرب في العاصمة الخرطوم ومدن السودان الأخرى إلى بورتسودان، أن يدخلوا جحيماً آخر، ويشهدوا واحدة من أعتى موجات الحر التي عرفتها المدينة وفق سكانها
ارتبطت زياراتنا لمتحف التاريخ الطبيعي التابع لجامعة الخرطوم بالجلوس إلى من ربط بين مفردتي "زول"، التي تعني السوداني البسيط، و"زولوجي"، أي علم الحيوان، سمير هاشم، نقتلع من بين لحظات صمته حكاياته مع حيوانات وطيور وحشرات المتحف، وقد باتوا أصدقاء له
في عيادة أحد الأطباء جلست أراقب ردة فعل أحد المسنين حين انقطع التيار الكهربائي، وانطفأت ملطفات الجو، فبعد أقل من دقيقة بدأنا نغرق في العرق. نزع الرجل عمامته، وصار يمسح بها على وجهه تارة، ويحرك بها الهواء تارة أخرى وهو يتمتم لاعناً.