جوامع بنزرت التونسية ترتدي حلّة رمضان الجديدة

جوامع بنزرت التونسية ترتدي حلّة رمضان الجديدة

بنزرت (تونس)

الأناضول

avata
الأناضول
06 يونيو 2016
+ الخط -
الحركة على أشدها في مدينة بنزرت بتونس، مع قدوم شهر رمضان المبارك، من تحضيرات البيوت والمطابخ لكل ما يلزم سفرة رمضان المميزة، وسباق المسؤولين عن المساجد مع الزمن لتزيينها وتجهيزها حتى تبدو في أبهى حلة عند استقبال روادها من المصلين لأداء صلاة التراويح طيلة الشهر المعظم.

مساجد بنزرت، شمال العاصمة تونس، باتت على أهبة الاستعداد، بعد أن أنجزت حملات التنظيف، وتركيب الأضواء والفوانيس، والصيانة الكهربائية للمكيفات، ومكبرات الصّوت، وفرش السجاد، وطلاء الجدران.

ففي جامع "القصيبة"، أقدم جوامع المدينة، يليه جامع "المدينة"، الجميع مشغولون بعمليات الصيانة، فالكل يتطوّع بجهده لكي تكون أماكن العبادة مهيأة لرمضان. صغار وكبار، شيوخ وشباب، بعضهم قدّم مساعدات مالية، والآخر تكفّل بعمليات الصيانة، والكهرباء، والتنظيف.

لطفي بن صالحة، إمام هذا الجامع، يصف، الحركة التي تسبق رمضان بقوله: "ترحيبا بشهر رمضان نهيئ أنفسنا لاستقباله في مناخ طيّب، وقبل كل شيء نشرع في حملات النظافة، ننظف الجامع من الدّاخل والخارج، ونقوم بدهن حيطانه، ومن ثم تبدأ التحضيرات لصلاة التراويح، بالتناوب بين حفظة القرآن الكريم، فهو رمز لتاريخ مدينتنا، ويجب صيانته خاصة في مثل هذه المناسبات الدّينية".

وحسب الإمام، فإن "أغلب هذه الأعمال تتم ببوادر فردية، وتأتي في شكل تطوع، سواء بالمجهود الجسدي، أو بتقديم مواد تنظيف، أو معدّات جديدة يحتاجها المسجد، أو المساهمة ببعض الأموال للجامع لشراء مقتنيات من سجاد، ومعدات كهربائية وغيرها".

علي بن صالحة (21 عامًا) حافظ للقرآن الكريم، ويؤم أحيانًا المصلين في صلاة التراويح في جامع القصيبة، يقول: "نحن كشباب نساهم في هذه الأعمال الخيرية حفاظًا على تاريخ وتراث مدينتنا، وهذه التحضيرات التي تقام قبل شهر رمضان بأيام اعتياديّة ودأبنا عليها في كل سنة".

مسجد القصبة في بنزرت ينتظر مريديه لأداء صلاة التراويح (الاناضول)


أمّا محمّد سطا، وهو أحد سكان المدينة العتيقة، ساهم مع جيرانه وأصدقائه في عمليات الصيانة والتّنظيف، يقول: "قبل رمضان يكون هناك اهتمام كبير لدينا بالعناية بالجوامع ومحيطاتها، وظل العمل التطوعي عادة حميدة بالنّسبة إلينا، نتبعها ونأمل أن تُعمم وتتواصل".

وفيما تذكر قطعة رخام تصدّرت باب جامع "القصيبة" أن تأسيسه يعود إلى عام 95 هجريًا، يقول أستاذ الآثار الإسلاميّة بالجامعة التونسية رياض المرابط: "لا توجد نصوص ثابتة تشير إلى التّاريخ الصحيح لبناء جامع القصيبة وجامع المدينة، لكن وفقًا لطراز البناء فإن جامع القصيبة يعود إلى العصر الإسلامي المبكر، أي قبل القرن الخامس للهجرة، وجامع المدينة يعود إلى الفترة الحفصية (الحفصيون أو بنو حَفْص سلالة أمازيغية حكمت في تونس ما بين 1229-1574)، مع بعض اللمسات والبصمات الأندلسية التي تعود للقرن السابع عشر".

ويعتبر كل من جامع "القصيبة" و"المدينة" من أبرز وأجمل المعالم الإسلامية التي تتوسط قلب المدينة العتيقة ببنزرت.

المتطوعون ينشغلون بتهيئة المساجد قبل رمضان المبارك (الأناضول)

وحسب رواية الأهالي، يرتكز جامع "المدينة"، أيضًا، على أعمدة تعود إلى العهد الروماني، بطراز معماري حافظت البلاد على مقوماته منذ النشأة مع القيام ببعض عمليات الترميم الطفيفة.

كما أضيفت لجامع "القصيبة" لمسات أندلسية كانت ظاهرة أساسًا من خلال المئذنة ذات الشكل المربع، وبعض النقوش، التّي تزوّق الجامع من الدّاخل.

جامع الفتح، أيضًا، الذّي يتوسط مدينة بنزرت، والذّي شيّد في سبعينيات القرن الماضي، عرف هو الآخر الاستعدادات المكثفة لاستقبال المصلين في رمضان. 

ذات صلة

الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.