أهالي شمال غزة يحاولون إحياء شهر رمضان

أهالي شمال غزة يحاولون إحياء شهر رمضان

غزة

محمد الحجار

avata
محمد الحجار
13 مارس 2024
+ الخط -

تتذكّر سمر عطا الله (13 عاماً) بحسرة وقهر أجواء شهر رمضان الماضي المعتادة، وتقارن بين ما كان عليه الحال وما تعيشه اليوم هي ومَن بقي من عائلتها في شمال قطاع غزة.

وتقول عطا الله لـ"العربي الجديد": "اعتدنا تزيين المنازل والشوارع والحارات والمساجد، والاجتماع على مائدة طعام كبيرة مع وجود كل أفراد العائلة. اعتدنا الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح. الآن لم يبق منزل أو شارع أو حارة أو مسجد أو عائلة. دمر الاحتلال كل شيء. نحنّ إلى سماع أذان المغرب وصوت الإمام خلال تأدية صلاة التروايح. كل المساجد في منطقتنا وفي شمال غزة قُصفت ودمرت، ولم يُعد بإمكاننا أداء طقوس وشعائر رمضان كما جرت العادة. نريد أن نعيش مثل بقية أطفال العالم".

ويعاني الغزيون في الشمال المحاصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، إذ واجهوا آلة الحرب الإسرائيلية والإبادة والحصار، وأخيراً التجويع، وفقدوا عائلاتهم وأحبابهم ومنازلهم وشوارعهم ومساجدهم ومدارسهم ومرافقهم العامة والبُنية التحتية والكهرباء وخطوط المياه والصرف الصحي.

ومع حلول شهر رمضان، تفاقمت الأزمة الغذائية، وبات أهالي غزة لا يجدون ما يأكلونه، إلى درجة أنهم تناولوا علف الحيوانات والطيور. وباءت محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة بالفشل، بسبب ممارسات الاحتلال حيال المدنيين وشاحنات المساعدات وعدم وصولها إلى مستحقيها.

موائد رمضان في شمال غزة عبارة عن مياه وخبز لا يُغني عن جوع، ولم يعد هناك مسجد يمارسون فيه شعائرهم الدينية.

يقول محمود عطا الله لـ"العربي الجديد": "كنا نجتمع يومياً خلال رمضان لتأدية صلاة التراويح في المساجد. نجتمع مع أبناء الحي والعائلة والأقارب. اليوم، لم يُعد هناك مساجد ولم نسمع الأذان منذ أسابيع طويلة. تفرّقت العائلة وأبناء الحي والأقارب بين شهيد وجريح ونازح وآخرين ذهبوا إلى الجنوب، وهذا أصعب رمضان يمُر علينا منذ عشرات السنوات، ولا طاقة لنا بما هو آتٍ. كل ما نريده أن تتوقف الحرب ويعود الأهالي وتصِل المساعدات إلى الجميع".

يبيع عطا الله زينة رمضان، لافتاً إلى أن الأغراض كانت مخزنة عنده سابقاً. يضيف: "نحاول زرع البسمة على وجوه الأطفال في ظل حرب الإبادة، علماً أن الإقبال عليها شحيح. ويرتبط شح الإقبال بنزوح المواطنين من الشمال، وعدم توفر الأموال، كما أنه بات في كل بيت أسير أو شهيد". 

مواطن آخر يشير إلى أن الفلسطينيين في غزة يحاولون صنع الأجواء الرمضانية من لا شيء: "نحاول زرع البسمة على وجوه الأطفال رغم الحرب. يبحث الناس فقط عن لقمة العيش. نسعى إلى الفرح والسعادة، وقد تمكنا من تزيين بعض الحارات والجدران وبعض الفوانيس وغيرها من الحاجات. الإقبال يرتبط بمحاولة نسيان الحرب رغم طغيانها". 

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة
جدارية داعمة لفلسطين وغزة في حرم جامعة بيتزر كولدج في الولايات المتحدة الأميركية - 10 إبريل 2024 (Getty)

مجتمع

أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل أنّ مجلس جامعة "بيتزر كولدج" الأميركية صوّت لمصلحة مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، غير أنّ رئيسها استخدم حق "الفيتو".
الصورة

منوعات

تواجه المذيعة الدولية لشبكة "سي أن أن" الأميركية كريستيان أمانبور، غضباً وردات أفعال منتقدة، بعد أن زعمت أنه لا يوجد صحافيون على الأرض في غزة.
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة

المساهمون