"البنكرياس الصناعي" لعلاج مرضى السكري من النوع الأول في بريطانيا

"البنكرياس الصناعي" لعلاج مرضى السكري من النوع الأول في بريطانيا

17 ابريل 2024
مضخة البنكرياس الصناعي بيد مصاب بالسكري في هيوستن في 5 فبراير 2015 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إنكلترا تبدأ توزيع "البنكرياس الصناعي" لمرضى السكري من النوع الأول، وهو يراقب ويضبط نسبة الغلوكوز وجرعات الأنسولين تلقائيًا، مما يمثل ثورة في إدارة المرض.
- المبادرة تلقت موافقة بعد تجربة ناجحة وأوصى بها المعهد الوطني البريطاني للرعاية الصحية للأطفال دون 18، النساء الحوامل، والأشخاص بقراءات سكر تراكمي أعلى من 7.5%.
- البنكرياس الصناعي يحسن بشكل كبير جودة حياة المرضى وأسرهم بتقليل المخاطر الصحية ونوبات نقص السكر الخطيرة، ويساهم في نوم أفضل وتقليل التوتر.

من المقرر أن يحصل عشرات الآلاف من الأطفال والبالغين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء إنكلترا على "بنكرياس صناعي"، في مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم التي أطلقتها هيئة الصحة العامة (NHS) في إبريل/ نيسان الجاري.

وأعلنت هيئة الصحة العامة، مؤخراً، عن بدء تنفيذ خطة استراتيجية لتوفير تقنية Hybrid Closed Loop "حلقة مغلقة هجينة" والتي تعرف باسم "البنكرياس الصناعي". ويقوم هذا الجهاز المبتكر بمراقبة نسبة الغلوكوز في الدم لدى الشخص باستمرار، ثم يضبط تلقائياً كمية الأنسولين المقدمة له من خلال مضخة مرتبطة به. وأوضحت الهيئة أنها بدأت مطلع إبريل/ نيسان الحالي تنفيذ خطة استراتيجية لتوفير هذا الجهاز لجميع المرضى الذين يحتاجونه في المملكة المتحدة خلال 5 سنوات، وأشارت إلى أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في العالم.

وبحسب هيئة الصحة العامة، فإنه يوجد حالياً 269.095 شخصاً يعيشون في إنكلترا مصابين بداء السكري النوع الأول، وستعمل أنظمة هيئة الصحة المحلية على تحديد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم قد يستفيدون من البنكرياس الصناعي. واعتمدت في الإطلاق الشامل للتقنية في بداية إبريل/ نيسان على تجربة ناجحة أجرتها هيئة الصحة العامة في إنكلترا، وشهدت إعطاء 835 شخصاً بالغاً وطفلاً مصابين بداء السكري من النوع الأول أجهزة لتحسين إدارة حالتهم.

ووافق المعهد الوطني البريطاني للرعاية الصحية (NICE) على طرح هذه التكنولوجيا في ديسمبر/كانون الأول 2023، وأوصى المعهد باستعماله لمرضى سكري النوع الأول من الأطفال دون سن 18 عاماً، والنساء الحوامل، ومن تسجل قراءاتهم للسكر التراكمي نسبة أعلى من 7.5 في المائة.

وقال البروفيسور بارثا كار، المستشار الوطني المتخصص لمرض السكري في هيئة الصحة العامة: "يكتشف الجهاز مستويات الغلوكوز لديك، وينقل القراءات إلى نظام التوصيل، المعروف باسم المضخة، الذي يبدأ بعد ذلك عملية تحديد جرعة الأنسولين المطلوبة، هذه التكنولوجيا المستقبلية لا تعمل على تحسين الرعاية الطبية فحسب، بل تعمل أيضاً على تحسين نوعية الحياة للمتضررين".

بدوره، أوضح عامر شيخوني، أستاذ جراحة القلب والصدر، والمشرف على موقع "صحتك"، لـ"العربي الجديد"، أن "الدراسة أظهرت كفاءة وسلامة استخدام البنكرياس الصناعي خاصة عند الأطفال الصغار، وهو ما لم يتوفر في دراسات مشابهة سابقة، كما أن ضبط السكري عندهم يشكل هاجساً وتوتراً شديداً في الأسرة". وأضاف أن "ضبط سكر الدم آلياً، ومنع زيادته ونقصه، وخاصة في أثناء الليل، يريح الطفل وأسرته، ويسمح لهم بالحصول على فترات كافية من النوم والراحة في أثناء 80% من الليل".

ويعاني مرضى السكري النوع الأول من عجز البنكرياس لديهم عن إفراز الأنسولين، وهو الهرمون المساعد في تحويل الغذاء إلى طاقة، وعليهم بالتالي أن يراقبوا عن كثب مستويات السكر أو الغلوكوز في الدم، وأن يحقنوا أنفسهم بالأنسولين يومياً مدى الحياة؛ لكن هذه التكنولوجيا تفعل ذلك بطريقة آلية، مثلما يفعل البنكرياس تماما، ولكن لا بد من تزويدها بمعلومات عن كمية الغذاء لتعمل بشكل دقيق.

ويمكن أن تساعد هذه التقنية في منع نوبات نقص السكر التي تهدد الحياة، والتي يمكن أن تؤدي إلى غيبوبة أو حتى الموت للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول.

المساهمون