فيصل حاج يحيى... حكاية نازح سوري حرمه التهجير من عادات رمضان

فيصل حاج يحيى... حكاية نازح سوري حرمه التهجير من عادات رمضان

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
27 مارس 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيصل حاج يحيى، نازح سوري، يعيش في مخيم يفتقر لأدنى مقومات الحياة غرب سرمدا، فاقدًا القرب من أسرته والعادات الرمضانية التي اعتاد عليها.
- النزوح أجبر فيصل وعائلته على العيش بعيدًا عن بعضهم البعض، مع فقدان الروابط والتقاليد الرمضانية، مما زاد من مشاق الحياة في مخيمات شمال غربي سورية.
- رغم الفراق والصعوبات، يحاول فيصل وزوجته زهيدة البقاء على اتصال بأبنائهما في تركيا، محاولين الحفاظ على بعض التقاليد الرمضانية عبر المكالمات الفيديوية.

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها ومن عادات وطقوس دأب عليها خلال شهر رمضان.

فيصل حاج يحيى الذي هُجّر قسراً من قريته معردبسة في ناحية سراقب شرقي محافظة إدلب، إلى مخيم على طريق بلدة كفردريان، ضمن منطقة تكتظ بالمخيمات، صاراً بعيداً عن إخوته وحتى ابنيه، حاله كحال العديد من النازحين السوريين الذين خسروا منازلهم وأراضيهم وأرزاقهم بسبب الحرب، وافتقدوا عادات وتقاليد ترعرعوا معها وعايشوها مع أسرهم، ما زاد عليهم من مشاقّ الحياة ومصاعبها، خاصة في الخيام الباردة المبعثرة في مخيمات شمال غربي سورية.

وغيّبت حياة النزوح والتهجير الكثير من الروابط التي اعتاد عليها السوريون في شهر رمضان، ليبقى منها فقط الحنين للماضي والذكريات التي يحملونها معهم. 

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)
غيّبت حياة التهجير الكثير من الروابط التي اعتادها السوريون (العربي الجديد)

يقول فيصل حاج يحيى لـ"العربي الجديد": "كنت أنتظر رمضان كل عام لأجتمع مع عائلتي، سواء على مائدة الإفطار أو في السهرات الرمضانية، أما الآن في حياة الخيام فقد تشردنا في العديد من المخيمات ولم يعد يجمعنا سوى الهاتف".

ويضيف "ما يزيد من الأسى أن ولديّ بعيدان في تركيا، لكنني أتواصل معهما بالفيديو يومياً قبل موعد الإفطار، وهذا ما يمكنني فعله، لأن إمكانية اللقاء بهما وأشقائي الـ13 أصبحت صعبة للغاية بسبب ضيق الحال".

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)
حياة المخيمات صعبة وقاسية (العربي الجديد)

وفرّقت الجغرافيا والنزوح والفقر حاج يحيى عنه أهله، الأمر الذي جعل رمضان صعباً ومختلفاً عما كان خلال سنوات خلت، "لقد اعتدت على الاجتماع مع أهلي وإخوتي يومياً في فترة ما بعد الإفطار، وهو ما أفتقده الآن ولا أملك له جهداً".

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)
فارق فيصل حاج يحيى الكثير من العادات التي ألفها في رمضان (العربي الجديد)

أما زوجته زهيدة فبدورها تحرص على مهاتفة ابنيها بشكل شبه يومي لتطمئن عليهما وتسألهما عن أحوالهما وماذا سيجهزان لإفطارهما وتنصحهما بأصناف معينة أو ترشدهما لتحضير طبق معين، لعل هذا يخفف عنها ألم البعد والغربة.

الصورة
عائلة النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)
افتقاد لمة العائلة الكبيرة في رمضان (العربي الجديد)

تقول زهيدة لـ"العربي الجديد": "في قريتنا كان جميع أقاربي في حي واحد، وفي كل يوم كان الإفطار عند شخص من العائلة، وهذا كان يشعرنا بالسعادة والمودة، حتى عادة تبادل أطباق الطعام مع الجيران افتقدناها، في الوقت الحالي يصعب علينا تأمين قوت يومنا فكيف سنفكر بمصاريف التنقل من مكان لآخر".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
الصورة
المرأة السورية في المخيمات (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير في يوم المرأة العالمي.

المساهمون