90 ألف نازح من الفلوجة بالعراء.. جوع وعطش وأمراض

90 ألف نازح من الفلوجة بالعراء.. جوع وعطش وأمراض

بغداد

أحمد النعيمي

avata
أحمد النعيمي
19 يونيو 2016
+ الخط -



تحت لهيب الشمس والعواصف الترابية التي لا تزال تضرب المنطقة، ينتشر آلاف النازحين من الفلوجة لليوم الثالث على التوالي دون غذاء أو حتى ماء للشرب، ما يضطرهم لشرب المياه المشوبة بالطين في بعض المناطق من شدة العطش.

ووصل عدد النازحين من مدينة الفلوجة إلى أكثر من 90 ألفاً، بحسب الناشطين الميدانيين، وتوجه معظمهم نحو عامرية الفلوجة لعدم وجود أي طريق آخر، في وقت أغلقت فيه الحكومة العراقية جسر بزيبز، المعبر الوحيد نحو بغداد.

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها، اليوم الأحد، عدد النازحين بنحو 86 ألفاً غالبيتهم نساء وأطفال، في وقت لم تعد عامرية الفلوجة قادرة على استيعاب أعداد إضافية لقلة الإمكانات.

وكشف رئيس مجلس بلدة العامرية جنوب الفلوجة فيصل العيساوي أن "عدد الأسر التي وصلت الناحية من الفلوجة بلغ نحو 10 آلاف أسرة خلال اليومين الماضيين، أي بما يعادل 40 ألف نازح على أقل تقدير".


وحذر العيساوي الحكومة العراقية والمنظمات الدولية من وقوع "كارثة" إنسانية بحق النازحين، مبيناً أن "الأوبئة والأمراض انتشرت بين النازحين في المخيمات لعدم وجود رعاية صحية أبرزها شلل الأطفال لعدم توفر لقاحات".

وهرع ناشطون مدنيون وعدد كبير من أهالي بلدة العامرية لإغاثة النازحين بإمكاناتهم البسيطة جداً أمام عدد النازحين الهائل، ومع غياب تام للحكومة العراقية ومنظمة الأمم المتحدة.

ويقف النازحون في طوابير بالمئات، في انتظار دورهم للحصول على قنينة مياه صغيرة سعة نصف لتر فقط، في حين يتضور الأطفال جوعاً، ولا يجد ذوو كبار السن والمرضى ما يسعفونهم به.



ولم تكفِ تبرعات الأهالي البسيطة من بعض العشائر لسد الحاجة الهائلة للنازحين من المدينة، إذ يبيت الآلاف منهم في العراء لعدم توفر الخيم لهم بلا طعام ولا مياه.

ويفتك العطش بآلاف النازحين في الأراضي الصحراوية والزراعية الممتدة نحو الخالدية باتجاه الغرب والعامرية باتجاه جنوب الفلوجة، في وقت يحاول فيه ناشطون وأبناء العشائر القريبة توفير ما أمكنهم من مياه الشرب الشحيحة أصلاً.

ولوحظ غياب تام للحكومتين المحلية في الأنبار والمركزية في بغداد التي أغلقت معبر بزيبز لمنع النازحين من التوجه نحو العاصمة أو محافظات العراق الأخرى، حتى إنهاء العملية العسكرية في المدينة.


وأطلق ناشطون منذ يومين حملة واسعة لإغاثة النازحين من الفلوجة على مواقع التواصل الاجتماعي للفت أنظار العالم نحو الكارثة الإنسانية التي من المتوقع أن تفتك بالنازحين، إن لم يحصل تدخل دولي لإنقاذهم.

وناشد مجلس علماء الفلوجة، اليوم الأحد، في بيان كافة العشائر العراقية في بلدتي الخالدية غرب الفلوجة والعامرية جنوبها للاستنفار وتقديم المساعدات والمعونات العاجلة للنازحين.

وانتقد شيوخ ووجهاء الفلوجة الصمت الدولي والعربي وغياب الأمم المتحدة والحكومة العراقية وصمت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئات والمؤسسات الدينية العربية تجاه ما يجري لأهالي الفلوجة من مأساة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ العراق.

من جهته، دق مجلس محافظة الأنبار ناقوس الخطر، معلناً قرب وقوع كارثة إنسانية كبيرة بحق النازحين الفارين من المعارك التي لا تزال مستمرة داخل الفلوجة.

وقال عضو المجلس راجح العيساوي في تصريح صحافي اليوم إن "أكثر من 40 ألف نازح من أهالي الفلوجة يقيمون في مناطق صحراوية في العراء قرب بلدة العامرية جنوب المدينة لعدم وجود مخيمات كافية لاستيعابهم والأعداد في تزايد مستمر".

وكشف ضياء مهدي المدير العام لدائرة الهجرة في وزارة الهجرة والمهجرين أن "وجهة النازحين الآن نحو الخالدية والحبانية لأنهما منطقتان قادرتان على استيعاب الأعداد الكبيرة منهم بعد اكتظاظ عامرية الفلوجة، وستتوجه قافلة مساعدات لهم خلال الساعات القليلة المقبلة".

ذات صلة

الصورة
طارق الدحدوح نازح فلسطيني في رفح جنوبي قطاع غزة 1 (العربي الجديد)

مجتمع

من شمالي قطاع غزة المحاصر والمستهدف عسكرياً إلى أقصى الجنوب، نزح الفلسطيني طارق الدحدوح مع شقيقَيه وعدد من بقراته ومجموعة من الدجاج.
الصورة
نازحون فلسطينيون يلعبون الكرة الطائرة في المواصي في جنوب غزة (العربي الجديد)

مجتمع

من وسط أحد المخيّمات العشوائية في رفح جنوبي قطاع غزة، تصدح ضحكات النازحين. ويحاول هؤلاء إيجاد هامش لهو لهم في ظلّ المأساة، فيلعبون كرة الطائرة.
الصورة
نازحون فلسطينيون في رفح (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

يتخوّف النازحون في رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة من اجتياح قوات الاحتلال هذه المدينة التي تُعَدّ ملاذاً أخيراً لنحو مليون ونصف مليون فلسطيني.
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.