نازحون سوريون وسط عواصف الشتاء: "كدنا نطير نحن والخيام"

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
11 مارس 2022
عاصفة تحرم نازحي الشمال السوري من النوم
+ الخط -

لا تزال الرياح تعصف بخيام النازحين السوريين في شمال غربي سورية، وقد حرمتهم النوم الليلة الماضية بسبب خوفهم من انهيار خيامهم تلك فوق رؤوسهم، فحاولوا تثبيتها بما لديهم من حبال أو غيرها من دون جدوى.

عيوش السلطان من هؤلاء الذي يقيمون في مخيمات المنطقة، وتحديداً في مخيم عشوائي إلى الشمال من مدينة إدلب، تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العاصفة صعبة، ونحن نقيم في الخيمة بلا مدفأة. ابنتي تعمل حتى توفّر الدخل لنا، لذا عندما تعمل نأكل وعندما لا تعمل لا نأكل". تضيف أنّ "مياه الأمطار تتسرّب من الخيمة، ونحاول دعمها بأعواد ونضع شوادر فوقها، فيما ندفّئ أنفسنا بالحرامات (أغطية من الصوف)".

وتتابع السلطان أنّ "البرد كان قارساً في الليلة الماضية، لكنّنا نقيم هنا مجبرين"، مشدّدة "أحلم بالعودة الى بلدتي والعيش فيها. الحياة في البيت ليست كالحياة هنا... هناك الحياة مختلفة تماماً، في حين نعيش حالياً في ما يشبه الموت".

الصورة
عاصفة في مخيم في الشمال السوري 2 (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

أمّا بديع عبد الرزاق ربيع فيخبر "العربي الجديد": "نحن من معرّة النعمان وقد نزحنا إلى الأتارب ومنها إلى كفرتخاريم، ثمّ إلى أرمناز وبعدها إلى معرّة مصرين". ويؤكد أنّ "ما نعيشه ليس حياة. هجّرونا ولم يتركوا لنا مكاناً. الليلة لم ننم وكذلك الأولاد، إذ كدنا نطير نحن والخيام".

يضيف ربيع أنّ "البرد شديد ولا تدفئة والمعيشة سيئة هنا جداً. نريد العودة إلى مناطقنا وبلادنا. ليس لدينا طعام ولا حليب، والأولاد يبكون في الليل. المياه باردة والهواء بارد"، لافتاً إلى أنّ "كلّ ما لدينا تبلل بسبب المطر. ولأنّ المياه تنبع من الأرض تحتنا، وضعنا أكياساً لتفادي دخولها إلينا". ويتابع ربيع: "لا نملك أيّ شيء... نحتاج إلى كلّ شيء... مدافئ وخيام وأغطية. فلا معونات متوفرة ولا طعام، ولا عوازل للخيمة فيما لا إمكانيات لدينا لإصلاحها".

من جهتها، تلفت أمّ اسماعيل إلى أنّ "الحياة صعبة في الخيمة، وتتقطّع الحبال التي تثبّتها، فيما الحاجيات فيها مبللة بالمياه". وتؤكد أنّ "الخيمة لا تتحمّل الرياح" ولا هي تفعل، موضحة أنّ "الطبيب أخبرني بأنّ الضجيج لا يناسبني". وهذا أمر يجعلها "حزينة على الدوام".

وفي تقريره الصادر اليوم الجمعة، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" أنّ أضراراً جديدة وقعت داخل مخيمات النازحين في الشمال السوري، عقب هطول مطري وهبوب عواصف في المنطقة أدّيا إلى تضرر عدد من الخيام في تلك المخيمات، خصوصاً المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة.

أضاف الفريق في التقرير نفسه أنّه خلال شهرَي يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط (2022)، ونتيجة العوامل الجوية المختلفة، "لم تستطع المنظمات تأمين 35 في المائة من الأضرار السابقة"، ولا يتوقّع أن تصل النسبة إلى "50 في المائة في أفضل الأحوال".

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
خلّف القصف حفرة عميقة ابتلعت الخيام (العربي الجديد)

مجتمع

يكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر الإخلاء في قطاع غزة، ويطالب الأهالي بالتوجه إلى ما يصنفها "مناطق آمنة"، ثم يقصف خيام النازحين، وأخرها في مواصي خانيونس.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
اختفى ولدا جورية دون ذنب (العربي الجديد)

مجتمع

لا تنحصر التأثيرات السلبية لجريمة الإخفاء القسري في البعد الجسدي للشخص عن عائلته، والحالة التي يُترك فيها أحباؤه، بل يضرب النسيج الاجتماعي أيضاً.
المساهمون