"مرارة النزوح" لا تمحوها الأيام في مخيمات الشمال السوري

"مرارة النزوح" لا تمحوها الأيام في مخيمات الشمال السوري

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
04 مارس 2022
+ الخط -

 

ليلة صعبة تلك التي مرّت أمس الخميس على النازحين السوريين في مخيم أرض السوس القريبة من مدينة حربنوش في ريف إدلب الشمالي، من جرّاء العاصفة الهوائية المصحوبة بالأمطار والتي حرمتهم النوم وتسبّبت في هلع الأطفال وخوفهم وبقائهم في العراء. ويؤوي مخيم أرض السوس نازحين من بلدة معرّة دبسة في ريف إدلب، شمالي سورية، يقدّر عددهم بنحو 100 عائلة. 

يقول مدير المخيم حاتم محمد المطر لـ"العربي الجديد": "منذ أكثر من أسبوع راحوا يحذّروننا من العاصفة، ونحن نقيم في خيام. ومن يقيم في الخيام، من غير الممكن حمايته من هبوب الرياح السريعة التي نبّهوا عنها والتي تصل سرعتها إلى نحو 100 كيلومتر في الساعة، وأحياناً أكثر". ويؤكد: "نحن أخذنا احتياطاتنا قدر المستطاع، وثمّة من ثبّت خيمته في الأرض ومن ردم التراب عند أطرافها... نشكو أمرنا لله".

الصورة
نازحون سوريون في مخيم في الشمال السوري 2 (العربي الجديد)
محاولة لترميم خيمة اقتلعتها الرياح (العربي الجديد)

يضيف المطر أنّه "وسط العاصفة أمس، تمزّقت خيام في خلال النهار. قلنا إنّ العاصفة قد تهدأ ليلاً، لكنّ الأمر اشتدّ صعوبة. ولم يتمكّن كثر من النوم، لا سيّما الأطفال، بسبب الخوف من أن تُقتلع الخيام والأصوات الصادرة عن ارتطام الشوادر بعضها ببعض". ويتابع: "لا أستطيع التعبير، لكنّ ليلة عصيبة جداً مرّت علينا". 

من جهته، يخبر عامر عبد الكريم المحمود المقيم في المخيم نفسه عن "الليلة السيئة" التي شهدها مع عائلته، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أنّه "في خلال العاصفة التي بدأت في الظهيرة، تمزقت الخيمة وكنّا فيها. فنحن في مهب الريح ولا مصدّات أمامنا". يضيف المحمود: "لم نكن نعلم ماذا نفعل. الجيران ساعدونا في نقل حاجياتنا، فقسم منها تبلّل من جرّاء الأمطار المتساقطة. وقد نقلت قسماً إلى خيمة أخي القريبة".

الصورة
نازحون سوريون في مخيم في الشمال السوري 3 (العربي الجديد)
ما بعد العاصفة... (العربي الجديد)

ويتابع المحمود: "بعض من أفراد العائلة بات عند أهلي البارحة، وبعض آخر عند أخي. كنّا نخاف من انهيار الخيمة على الأطفال والمدفأة مشتعلة، لذا أخرجنا الأولاد وجعلناهم تحت الأمطار"، مؤكداً أنّه من الأفضل أن يمرضوا من جرّاء المطر بدلاً من أن تقع الخيمة على رؤوسهم وتحرقها المدفأة وهم في الداخل. ويلفت إلى أنّ "الوضع كان صعباً جداً، ومن غير السهل أن يفكّر المرء بسرعة كبيرة ويقدّر الأمور". بالنسبة إلى المحمود، فإنّ "ثمّة مرارة في النزوح تجعل الإنسان لا ينساها مهما مرّت عليه أيام جميلة".

تفيد البيانات الأخيرة التي أصدرها "فريق منسقو استجابة سورية"، فقد تضرّر أكثر من 58 مخيماً، مع العلم أنّ عمليات حصر الأضرار شملت مناطق الشيخ بحر وكفريحمول وزردنا وحربنوش وأطمة ودركوش وباريشا وعدوان بالإضافة إلى مخيمات ريف حلب الشمالي وبعض مخيمات أطمة وصلوة وقاح.

وأكّد الفريق أنّ 113 خيمة انهارت بشكل كامل، فيما تضرّرت 322 خيمة أخرى جزئياً. أمّا عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة خلال 24 ساعة، فتخطّى 7811، فيما صار أكثر من 2883 شخصاً من دون مأوى نتيجة تضرر الخيام الخاصة بهم.

ذات صلة

الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون