أوحال الطرق معاناة إضافية لنازحي مخيمات الشمال السوري

أوحال الطرق معاناة إضافية لنازحي مخيمات الشمال السوري

15 يناير 2022
الطرق الطينية تؤرق النازحين في مخيمات الشمال السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

تتحول الطرق في غالبية مخميات شمال غربي سورية، عقب هطول الأمطار إلى أوحال تزيد من مصاعب تنقل النازحين، وتعرقل ذهاب الأطفال إلى المدارس، ووصول سيارات المياه والأغذية، وكأنها مشكلة بلا حلول رغم مرور السنين.

يعاني النازحون في "مخيم آدم" بمنطقة خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، من تلك الأزمة السنوية المتكررة مع هطول المطر، ويقول مدير المخيم، عدنان سليمان، لـ"العربي الجديد"، إن "طرق المخيم تصبح سيئة للغاية بعد الأمطار، إذ تتحول إلى طرق طينية موحلة تعيق حركة مرور السيارات وصهاريج المياه القادمة، كما تعيق حركة النازحين بين الخيام، كون الأراضي المقام عليها المخيم زراعية".
ويضيف سليمان: "ليس لدينا حلول للخلاص من هذه المشكلة في الوقت الحالي، وننتظر حلولا من المنظمات الإنسانية، فالوضع المعيشي للنازحين صعب، ولا يمكن التعامل مع المشكلة بأنفسهم، وقد حاولت التواصل مع منظمات وجهات داعمة، لكن حتى الآن ليس هناك رد من أي جهة".
وتتفاقم أزمة الطرق في المخيمات العشوائية التي أقامها النازحون بجهود فردية، وغالبيتها أقيمت على أراض زراعية يتم دفع إيجارها من قبل النازحين، أو في مناطق وعرة تعود ملكيتها للدولة، وهذه المخيمات تفتقر إلى الخدمات الأساسية، فلا بنية تحتية، ولا شبكات مياه أو صرف صحي، ولا يحصل سكانها على مساعدات إنسانية، كما هو الحال في المخيمات المسجلة لدى المنظمات الإنسانية.

يقول عبد الله محمد علي صالح، مدير "مخيم حربنوش"، لـ"العربي الجديد"، إن "طرق المخيم الترابية تجعل تنقل النازحين صعبا بعد هطول المطر، والأطفال يجدون صعوبة في التنقل أكثر من الكبار، وأغلب وعود فرش الطرق بالحصى لم تنفذ".

ويوضح مدير "مخيم أهل التح"، عبد السلام يوسف، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك بعض المخيمات المكفولة من قبل المنظمات الإنسانية، وفيها تنظيم للطرق التي تنشئها المنظمات قبيل إنشاء المخيم، ومنها مخيمات وطن، ومرام، وبنيان في ريف إدلب الشمالي، بينما في المخيمات العشوائية يجد الأطفال صعوبة في الذهاب إلى المدرسة، ويعاني الكبار للذهاب إلى القرى والبلدات المجاورة، ونأمل أن يكون لدى المنظمات مشاريع استباقية لتجهيز الطرق قبل حلول فصل الشتاء".
تعيش الطفلة نعمة الضاهر مع عائلتها في مخيم "البركة"، قرب بلدة دير حسان، وتؤكد لـ"العربي الجديد"، أنها كانت تعاني خلال الذهاب إلى المدرسة قبل تعبيد الطريق، إلا أن المشكلة زالت بعد تعبيده العام الماضي، لكنها رغم ذلك تستغرق وقتا للوصول إلى المدرسة كون الطريق منحدراً.

رحلة أطفال النازحين إلى مدارسهم في مخيمات الشمال السوري (العربي الجديد)
رحلة أطفال النازحين إلى مدارسهم في مخيمات الشمال السوري (العربي الجديد)

الوضع مختلف هذا العام في "مخيم الأيادي" بعد فرش الطرق بالحصى، ويؤكد مدير المخيم، فواز العليوي، لـ"العربي الجديد"، أن "المخيم مقام في منطقة صخرية جبلية بريف إدلب الشمالي، والمدرسة داخل المخيم، ومن السهل وصول الأطفال إليها، وخفف فرش الطرق بالحصى معاناة الأهالي، والأزمة القائمة حاليا في المخيم هي تلف الخيام".
وبلغ عدد المخيمات في شمال غرب سورية 1489 مخيما، تضم نحو مليون ونصف المليون نازح، من بينها 452 مخيما عشوائياً، وتتعرض المخيمات للتغيرات المناخية الطبيعية، وألحق هطول الأمطار أضراراً بـ537 مخيماً، ودمر 3187 خيمة.

المساهمون