موجة كورونا الثالثة تضرب أوروبا... إغلاق وقيود لكبح زيادة الإصابات

موجة كورونا الثالثة تضرب أوروبا... إغلاق وقيود لكبح زيادة الإصابات

16 مارس 2021
بدأت فرنسا نقل مصابي كورونا بطائرات الإسعاف (لوي بينانس/فرانس برس)
+ الخط -

انحسر التفاؤل الذي ساد بين سكان الدول الأوروبية مع انطلاق حملات التطعيم المضاد لفيروس كورونا مع بدء موجة ثالثة من تفشي الجائحة، تسببت في فرض إجراءات وقيود جديدة، وعودة التظاهرات الرافضة لتلك القيود إلى عدد من الدول.
في العاصمة النرويجية أوسلو، قررت الحكومة إغلاقا موسعا يشمل المدارس، حتى السادس من إبريل/نيسان المقبل، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إن تي بي"، صباح الثلاثاء، عن عضو مجلس المدينة، ريموند يوهانسن، أن الإغلاق "إجراء اضطراري لمواجهة الموجة الثالثة من العدوى"، معتبرا أن "الإجراءات الأخيرة هي الأعمق والأشمل" منذ ظهور الفيروس قبل نحو عام في اسكندينافيا.

وشهدت أوسلو الكبرى ارتفاع عدد الإصابات اليومي إلى 1960 إصابة، وهو رقم لم تسجله سابقا، وتؤكد السلطات الصحية أن كل 10 مصابين ينقلون العدوى إلى 15 شخصا آخرين، وهو رقم مفزع للنرويجيين الذين أصيبوا بالذعر عقب وفاة عاملة في القطاع الصحي بجلطة بعد تلقيها لقاح أسترازينيكا، والذي تم تعليق استخدامه.
وأكدت دراسة  أكاديمية أن نحو 61 في المائة من مصابي كورونا أظهروا أعراضا جانبية متأخرة، وخصوصا بين النساء، وأنه بعد 6 أشهر من التعافي "رأينا أن 60 في المائة يعانون من أعراض طويلة المدى"، وقالت الأستاذ في جامعة بيرغن، رييكا كوكس، إن الأعراض تشمل "صعوبة في التركيز، والإرهاق، وتغير حاسة الشم والتذوق. المقلق للغاية أن العديد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة يعانون من مشاكل في التنفس والذاكرة". 

في ألمانيا، قررت السلطات تشديد الإجراءات الاحترازية، واعتبر أطباء العناية المركزة أن "الإغلاق ضرورة لتجنب الموجة الثالثة الخطيرة"، وقال مسؤول وحدات العناية المركزة، كريستيان كارغانيدس، إنه "بناء على البيانات المتوفرة لدينا، ومع انتشار السلالة البريطانية، نوصي بشدة بالعودة الفورية إلى الإغلاق تجنبا لموجة ثالثة قوية".

ويوم الجمعة الماضية، نشر معهد روبرت كوخ الألماني توقعات بزيادة ملحوظة في الإصابات بحلول عيد الفصح، مقارنةً بما كانت عليه عندما بلغت الموجة الثانية في البلاد ذروتها في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وارتفع عدد الإصابات مباشرة بعد الفتح الجزئي للمدارس وصالونات تصفيف الشعر وعدد من المهن في نهاية فبراير/شباط الماضي. 
في روما، يبدو المسؤولون الإيطاليون في حالة تشاؤم، وقال وزير الصحة الجديد، روبرتو سيبرانزا، إن "الأسابيع المقبلة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال"، مؤكدا أن بلاده تدخل الآن الموجة الثالثة، إذ سجل عدد الإصابات خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا بنسبة 10 في المائة عن الأسبوع الذي سبقه.

وفرضت الحكومة قيودًا جديدة في معظم أنحاء البلاد، وأعلنت إغلاقًا وطنيًا في عيد الفصح، وأكد رئيس الوزراء الإيطالي الجديد، ماريو دراغي، الأحد، أنه "بعد عام على بدء الأزمة الصحية، نواجه للأسف موجة جديدة من العدوى"، وأمس الاثنين، بدأ تطبيق الإجراء على كل إقليم تجاوز عدد الإصابات فيه 250 إصابة لكل 100 ألف مواطن.

في فرنسا، بدأ النظام الطبي يعاني من ضغوط زيادة الإصابات، وخصوصا في العاصمة باريس، وبدء العمل بنظام نقل المصابين من ذوي الحالات الخطرة عبر طائرات الإسعاف، ويتوقع أن تتخذ السلطات إجراءات مشددة مع اقتراب عيد الفصح، درءا للموجة الثالثة التي باتت تستشعرها دول الجوار الأوروبي.

وذهبت السلطات في البرتغال إلى تمديد الحظر المفروض على الرحلات الجوية من وإلى المملكة المتحدة والبرازيل، مع انتشار سلالة الوباء بنسختيه البريطانية والبرازيلية، وسجلت البرتغال حتى الآن أكثر من 814 ألفا و257 إصابة، وأكثر من 16 ألف وفاة، وبعد شهرين من الإغلاق، تسير بحذر شديد نحو إعادة الفتح التي وعدت بها السلطات قبل عيد الفصح. 
في فيينا، وجه المستشار النمساوي، سبستيان كورتز، الاثنين، انتقادات لاذعة لسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن اللقاحات، واتهم مالطا والدنمارك، بأنهما "تأخذان كمية لقاحات كبيرة من دون وجه حق، وتتجاوزان حصة بقية الدول نسبة إلى عدد السكان"، وهو يسعى إلى إقامة تحالف مع بلغاريا وكرواتيا والتشيك ولاتفيا وسلوفينيا والمجر، وهي دول تنتقد الاتحاد الأوروبي بسبب "التوزيع غير العادل للقاحات".

وردت المفوضية الأوروبية على تلك الانتقادات، السبت، معتبرة أن اللقاحات توزع بالتناسب، ومنذ يناير/كانون الأول الماضي، أعلنت المفوضية حجز 100 مليون جرعة من اللقاحات، وجاءت أزمة أسترازينكا لتعقد المشهد، خصوصا مع وقف بعض الدول استخدامه بسبب ما قيل عن آثاره الجانبية.

المساهمون