دول توسع حملات التلقيح ضد كورونا بموازاة تكثيف القيود

دول توسع حملات التلقيح ضد كورونا بموازاة تكثيف القيود

18 يناير 2021
ممرضة تحضر حقنة من لقاح كورونا (سيباستيان بوزون/ فرانس برس)
+ الخط -

وسط مخاوف من نقصٍ محتمل في اللقاحات، وسّعت فرنسا حملة التطعيم ضد فيروس كورونا لتشمل جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 سنة. ودعا وزير الصحة أوليفييه فيران إلى "الصبر" لأنّ اللقاحات لا تصل إلا بشكل تدريجي. وأكد أنّ أكثر من مليون عملية تلقيح سيتم إجراؤها بحلول نهاية يناير/كانون الثاني، وما بين 2.4 مليون و4 ملايين بنهاية فبراير/شباط.

ولا يظهر الوباء أي علامة على التراجع، مع وصول عدد المرضى في أقسام الإنعاش الأحد إلى 2766، ما دفع باريس لتقديم موعد حظر التجول حتى الساعة السادسة مساء في أنحاء البلاد منذ السبت.
وقررت المملكة المتحدة أن توسع حملة التطعيم ضد فيروس كورونا لتشمل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 سنة. في وقت يبدأ فرض حجر صحي على جميع الوافدين مع إلزامية إبرازهم اختبار كوفيد-19 نتيجته سالبة لتجنب استيراد النسخ المتحورة بعد أن رصدت سلالة تُعتبر أكثر عدوى بنسبة تصل إلى 70 في المائة.

وسجلت المملكة المتحدة أكبر عدد من الضحايا من جراء الوباء في أوروبا، بأكثر من 89 ألف وفاة. وفي تصريح لافت، قال وزير الخارجية دومينيك راب: "ستكون هناك عمليات تفتيش منزلية، وعلى الحدود. هذه هي أكثر الإجراءات فاعلية التي يمكن اتخاذها في هذه المرحلة". وصرح لـ"بي بي سي"، الأحد، "سننظر في إجراءات أخرى، لكنها يجب أن تكون قابلة للتطبيق". ومنذ بدء حملة التطعيم في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، تلقى أكثر من 3,8 ملايين شخص الجرعة الأولى من اللقاح في المملكة المتحدة.


وفي أماكن أخرى من العالم، حيث أودى الوباء بما لا يقل عن 2,022,740 شخصاً، تكتسب حملات التطعيم أيضاً زخماً. فقد بدأت روسيا، الاثنين، حملة تطعيم مستخدمة لقاح "سبوتنيك-في" المحلي، الذي اعتبره الرئيس فلاديمير بوتين "الأفضل في العالم".
كما بدأت الهند، السبت، حملتها، وتعتزم تلقيح 300 مليون شخص بحلول يوليو/تموز، أي ما يعادل عدد سكان الولايات المتحدة تقريباً.
وفي الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء من حيث عدد الوفيات، فإنّ تحقيق هدف 100 مليون جرعة من اللقاح خلال أول 100 يوم من ولاية جو بايدن، هو "أمر ممكن"، وفق الطبيب أنطوني فاوتشي، الذي سيصبح المستشار الرئيسي بشأن الوباء في البيت الأبيض.
أما البرازيل، فقد أجازت يوم الأحد استخدام لقاحي "أسترازينيكا" البريطاني و"كورونافاك" الصيني. وسجلت البلاد 210 آلاف وفاة بكورونا. ووسط التهافت، تلقى أكثر من 100 شخص لقاح "كورونافاك" في ولاية ساو باولو، ما أحبط خطط الحكومة التي كانت تعتزم بدء الحملة الأربعاء.
وفي قطر، أعلنت وزارة الصحة العامة، الأحد، تعديل الحدّ الأدنى للفئة السنية من أجل الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وخفضته إلى 60 عاماً بدلاً من 65 عاماً، مع إضافة فئات أخرى من الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة. وقالت الوزارة، في بيان، إنّ الاستراتيجية الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا تتكون من أربع مراحل موزعة على مدار العام الحالي، ويعطي برنامج التطعيم الأولوية للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الطبية المرتبطة بالفيروس، والعاملين في الخطوط الأمامية، إضافة إلى الطلاب الحاصلين على منح حكومية الذين يدرسون في الخارج.


وفي الوقت نفسه، تستمر القيود الوقائية المشددة والتباعد الاجتماعي حول العالم. فقد أصبحت الكمامات إلزامية في وسائل النقل العام والمحال التجارية في بافاريا  جنوبي ألمانيا، والنمسا، التي أعلنت الأحد تمديد إغلاقها الثالث الذي بدأ قبل عيد الميلاد، حتى 8 فبراير/شباط.
وفي سويسرا، من أجل تجنب الموجة الثالثة، أصبح العمل عن بعد إلزامياً. كما أغلقت المتاجر غير الأساسية أبوابها وحُدّد عدد الأشخاص في التجمعات بخمسة.
وبدورها، حظرت إيطاليا السبت الرحلات الجوية الآتية من البرازيل بسبب نسخة متحورة من الفيروس رصدت في هذا البلد. وستعيد إغلاق ثلاث مناطق اعتباراً من الاثنين يعتبر خطر العدوى فيها مرتفعاً.
أما البيرو، فقد مددت تعليق الرحلات الجوية من أوروبا حتى 31 يناير/كانون الثاني، في محاولة لمنع استيراد النسخة المتحورة التي رُصدت في بريطانيا.
وبالنسبة لأستراليا، أعلن الأمين العام لوزارة الصحة الأسترالية والمستشار الرئيسي في مجال الاستجابة للفيروس، بريندان مورفي، أنّه من غير المرجّح أن تُفتح الحدود الدولية لأستراليا أمام المسافرين هذا العام، على الرّغم من طرح اللقاحات.

لكنّ، وفي سياق متصل، تعتبر قيود السفر هذه مكلفة للاقتصاد عموماً والنقل الجوي خصوصاً. فقد تكلف غالياً "يوروستار"، شركة السكك الحديد العابرة لقناة المانش. فقد طالبت مجموعات بريطانية الحكومة بالمشاركة في إنقاذ "يوروستار" التي تضررت جراء إغلاق الحدود بسبب وباء كوفيد-19. وفي الوقت الراهن، تؤمن الشركة رحلة واحدة فقط في اليوم بين باريس ولندن، فيما كانت "يوروستار" قبل الوباء تنظم رحلتين في الساعة خلال فترات الذروة.


من ناحية أخرى، سجلت الصين ناتجاً محلياً إجمالياً إيجابياً في العام 2020 . فبالرغم من أنّها شهدت تراجعاً تاريخياً بنسبة 6,8 في المائة في الربع الأول من العام،مع اكتشاف فيروس كورونا على أراضيها، إلاّ أنّ اقتصادها انتعش بفضل الطلب الخارجي القوي على المنتجات الطبية ومعدات العمل عن بعد، وفق محللين.
ومع فرض تدابير إغلاق مشددة حول العالم لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، أصبحت دبي وجهة لكثيرين لتمضية الإجازة، على الرغم من الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بالفيروس في الإمارات. وتبدو الحياة طبيعية في دبي، حيث لا إغلاقات أو حجر صحي، وتزدحم المراكز التجارية والشواطئ والمطاعم بالرواد. ويتوجّب على السياح التزود بنتيجة سالبة لفحص للكشف عن الفيروس أجري قبل أربعة أيام على الأكثر من الرحلة، أو إجراء الفحص في دبي حال وصولهم من جهات معينة، ويتوجب عليهم حينها عزل أنفسهم حتى يحصلوا على النتيجة التي تكون جاهزة في العادة خلال أربع وعشرين ساعة. وأعلنت مجموعة طيران الإمارات في دبي، الاثنين، برنامج تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد لعشرات الآلاف من موظفيها.

(فرانس برس)

المساهمون