"منسقو استجابة سورية": 98% من الدعم الأممي ذهب لمناطق سيطرة النظام

"منسقو استجابة سورية": 98% من الدعم الأممي ذهب لمناطق سيطرة النظام

16 فبراير 2023
خيام للمتضررين من الزلزال في جنديرس (عمر ألفين/الأناضول)
+ الخط -
أكّد فريق "منسقو استجابة سورية"، أن 98 بالمائة من المساعدات الأممية ذهبت إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بينما لم يحصل المتضررون من الزلزال شمال غربي سورية على الحد الأدنى من الاحتياجات، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تحدثت عن دعم بقيمة 50 مليون دولار منذ بدء تدخلها.
وأضاف الفريق في تقرير صدر عنه مساء الأربعاء، أنّ "الأمم المتحدة أصدرت نداءً عاجلاً لجمع تمويل بقيمة 400 مليون دولار للسوريين وتمكنت من توجيه أكثر من ثلثي المحتاجين للنظام السوري، بينما النسب عكسية تماماً".

وأوضح الفريق أن عدد النازحين من المناطق التي ضربها الزلزال بلغ نحو 154 ألف شخص، بعدد عوائل يقدر بنحو 30796، لافتاً إلى أن عدد المنازل المدمرة كلياً بلغ 1123 مع وجود 3484 منزلاً مهددة بالانهيار، كما تجاوز عدد المنازل غير الصالحة للسكن 13733 منزلاً، منها 9637 منزلاً بها تشققات، كما قارب عدد الأشخاص المتضررين من الزلزال نحو 853849 في مناطق الحريم، سلقين، أرمناز الجنديرية سلقين أزمارين وأطارب.

وفيما يتعلق بالشق الإغاثي والأعمال الإنسانية، بيّن الفريق أن عدد قوافل الأمم المتحدة التي دخلت، بلغ 92 شاحنة (6 شاحنات عبر باب الهوى، واحدة عبر باب السلامة)، أما عدد شاحنات الإغاثة من المنظمات الدولية والتبرعات فبلغ 67 شاحنة، وبلغ عدد الشاحنات من التبرعات المحلية 158 شاحنة.

ووقف الفريق في تقريره عند طريقة تعاطي الأمم المتحدة مع دعم المتضررين، مبيناً حجم التمويل الذي وصل إلى النظام السوري عبر المطارات في مناطق سيطرته، مشيرا إلى أن عدد الطائرات بلغ 107 من مختلف الدول محملة بـ450 طنا من المساعدات.

وقال الفريق: "زادت مساعدات الأمم المتحدة بمعدل 9 عن الوضع السابق، بينما كان النظام يسيطر سابقاً على 70% من مساعدات الأمم المتحدة، ويقوم حالياً بهدم وتدمير المباني داخل حلب ليظهر أنها تأثرت بالزلزال"، مشدداً على تعمد النظام تغطية دمار القصف في حلب باستغلال الكارثة.

وأكد أن الاحتياجات الأساسية لشمال غربي سورية على مستويات عدة، منها قطاع الصحة، وتقديم دعم عاجل بالمستلزمات الطبية والمعدات الجراحية ومواد التعقيم وغيرها من المواد اللازمة لـ14 مستشفى تقع في 8 مناطق بمحافظة إدلب وما حولها، بالإضافة إلى 6 مستشفيات بريف حلب الشمالي. أما قطاع الإيواء، فالحاجة إلى توفير معدات المخيمات (خيام أو وحدات سكنية دائمة/مؤقتة) لـ18,748 أسرة كمرحلة أولى، مع دراسة واقع المباني في المنطقة، مما سيسمح بعودة بعض الأسر إلى منازلهم.

وبالنسبة لقطاع المواد غير الغذائية، قدّر الفريق الاحتياجات بمواد الإيواء بـ21,843 سريرا كمرحلة أولى. وفيما يخص  التدفئة والمواد الاستهلاكية، طالب بالعمل على توفير مواد التدفئة والملابس لجميع النازحين داخليا المسجلين والمتضررين. أما المواد الغذائية، فدعا الفريق لتجهيز 14 مطبخا ميدانيا لضمان الأمن الغذائي للنازحين مع تخصيص 8 أفران على الأقل لضمان استمرار توريد الخبز لجميع النازحين.

وفيما يخص قطاع المياه والصرف الصحي، طالب الفريق بتوفير مياه نظيفة ومعقمة بمعدل 3 ليترات يومياً للكبار الحد الأدنى، بالإضافة إلى إزالة النفايات يومياً بمعدل مرتين يومياً في مراكز الإيواء والتجماعات السكنية والمخيمات التي تسكن النازحين الجدد.

الشاب مصطفى السيد، الذي كان يقيم في مدينة حارم، أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن العوائل في الوقت الحالي بأمس الحاجة للخيام بالدرجة الأولى، إضافة للحمامات والخبز، مبينا أنه مع بعض الشبان يتدبرون أموره في المبيت ليلا في محال تجارية متضررة جراء الزلزال في المدينة.

وأشارت مصادر محلية في منطقة جنديرس بريف حلب لـ"العربي الجديد"، إلى أن العوائل المتضررة بسبب الزلزال والتي فقدت المأوى بحاجة ماسة لمواد التدفئة والخيام، كون درجات الحرارة وصلت الليلة الماضية لدرجتين دون الصفر، مع التأكيد على الحاجة الملحة لأدوية الأطفال.

وفي تقرير صدر أمس عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قال فضل عبد الغني مدير الشبكة: "من حق ذوي ضحايا الزلزال معرفة لماذا تأخرت المساعدات الأممية والدولية عن الدخول لأيام عديدة، والساعات الـ24 الأولى هي الأكثر حرجاً وأهمية، يجب على الأمم المتحدة فتح تحقيق داخلي، كما يجب على المنظمات الحقوقية الدولية والصحافة الاستقصائية الكشف عن هذا الجانب السوداوي، وعلى الدول المانحة الاستفادة من هذا الخطأ الكارثي لبناء منصة تنسيق دولية، تتمتع بالحيادية، وتلعب دوراً إغاثياً مركزياً في توزيع المساعدات الدولية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري".

 

 

 

المساهمون