منخفض جوي يضرب لبنان... سقوط مبنى في بيروت وجملة أضرار تكشف الفساد

منخفض جوي يضرب لبنان... سقوط مبنى في بيروت وجملة أضرار تكشف الفساد

04 نوفمبر 2020
سقوط مبنى في منطقة المدوّر – بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

يستعيد اللبنانيون المشاهد نفسها سنوياً، مع "كل شتوة" أو عاصفة تضرب البلاد، نتيجة ما وصفوه بـ"ممارسات الدولة القائمة على الفساد، وهدر المال العام والمناقصات غير الشفافة، والإهمال، والمماطلة، والتأخر في أعمال الصيانة، وورش الأشغال".

ويمكن اختصار صورة اليوم، التي تكشف وفق مراقبين عجز السلطة وخلافات الأجهزة المعنية على الصلاحيات للتنصّل من المسؤولية وخصوصاً بين وزارتي الأشغال العامة والداخلية، بـ"مياه الأمطار تغمر الطرقات والرئيسية، الدولية والفرعية، في مختلف المناطق والبلدات، ما تسبب بزحمة سير خانقة، وعدد من الصدامات المرورية، والانزلاقات التي تهدد سلامة المواطنين والسّائقين، سيول جارفة تخلّف أضراراً مادية كبيرة، طاولت مزروعات وممتلكات خاصة وعامة".

 

ويشهد لبنان اليوم طقساً ماطراً، مصحوباً بعواصف رعدية، تسبب بسقوط مبنى في منطقة المدوّر – بيروت، كان آيلاً للسقوط، لكنه خالٍ من السّكان وغير مأهولٍ، وهو من المباني المتضرّرة من جراء انفجار بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، علماً أنّ عدداً كبيراً من المنازل ما تزال غير قابلة للسكن في ظلّ الطقس العاصف، ومهدّدة في فصل الشتاء بالسقوط في حال لم يتم الإسراع في أعمال إعادة الاعمار، والتأهيل، وهناك عائلات تسكن  في هذه البيوت، إذ لا مكان آخر يلجأون إليه، وهم يعيشون اليوم تحت سقف هشّ، ونوافذ مفتوحة، تؤدي بسهولة إلى دخول مياه الامطار المنزل، والهواء البارد، بما يحمل ذلك من أضرار صحية في ظلّ تدني درجات الحرارة والبرد القارس.

الصورة
أضرار نتيجة أمطار لبنان (حسين بيضون)

 

 

في السياق، ناشدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي المواطنين في المناطق المتضرّرة من جراء انفجار مرفأ بيروت، عدم التنقّل بالقرب من المباني المهدّدة بالانهيار، وعدم ركن السيارات بالقرب من اللوحات الإعلانية والأشجار، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية بسبب الرياح الشديدة التي يشهدها لبنان وذلك بناءً على تقرير مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني.

 

واستندت المديرية إلى التقرير للتنبيه بأن لبنان يتأثر اليوم وغدٍ الخميس، بمنخفض جوي مصحوب برياح شديدة تتجاوز سرعتها 75 كلم في الساعة وبخاصة في المناطق الساحلية، ما قد يؤدي إلى سقوط لوحات إعلانية وأعمدة وأشجار، وغيرها، وإلى تطاير أي شيء، قد يشكل خطراً على السلامة العامة.

وطلبت المديرية أيضاً من المواطنين تجنّب التنقل سيراً على الأقدام في أثناء نشاط الرياح، والقيادة بحذرٍ وتأنٍّ واتخاذ جميع الاحتياطات الوقائية، وتثبيت الأشياء غير المثبتة لمنعها من التطاير، وتوضيب كل ما يمكن أن تحمله معها الرياح في مكان مغلق وآمن.

وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طلب الرئيس اللبناني من وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجّار الإسراع في تنظيف الأقنية والمجاري على الطرقات العامة تلافياً لحصول فيضانات تنتج من هطول الأمطار الغزيرة خلال فصل الشتاء.

 

وأعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل اليوم في بيان أنّ الورش التابعة للوزارة باشرت تنظيف مجاري الطرقات الدولية والأقنية التي هي من مهمة وزارة الأشغال، أما الطرقات الداخلية، فأشارت إلى أنها من مهام البلدات التي وجب عليها أن تلعب دورها.

ولفت البيان إلى أنّ وزير الأشغال وقع في 28/1/2020 المستندات المطلوبة التي على إثرها باشرت فرق الوزارة تنظيف الأقنية بحسب المواقع المحددة في دفتر الشروط. وأضاف، "كما أعطى الوزير توجيهاته للعناية القصوى بالمناطق المصنفة حمراء والتي تشهد دائماً تجمعاً للمياه والفيضانات، منها أنفاق المطار، وساحل المتن الشمالي، وغيرها".

 

من جهة ثانية، سجلت أضرار في جنوب لبنان نتيجة الطقس الماطر والعاصف، بحيث دخلت المياه إلى بعض المنازل والمحال التجارية، في صيدا. وأكد رئيس البلدية محمد السعودي أنّ ورش البلدية وفرق الإطفاء تعمل على مواجهة تداعيات العاصفة.

بدورها، أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة (بقاع لبنان) أن الأمطار الغزيرة مستمرة طوال اليوم والخميس، وستكون غزيرة في بعض الأحيان، لافتة إلى أن كميات الأمطار لا تزال بعيدة من أرقام السنة الماضية، إلا أن الساعات المقبلة سترفع من حجم التساقطات، وطالبت المزارعين بتحضير أراضيهم للزراعات الشتوية، ولا سيما الحبوب.

واستبق اللبنانيون العاصفة بنشر تغريدات فور ورود أنباء عن المنخفض الجوي الذي سيضرب لبنان، في إطار وسم "#لبنان_يغرق"، تحضيراً للحدث، لمعرفتهم أنّ الأخبار والوقائع نفسها ستتكرّر كما كل عام، في ظلّ فقدانهم الثقة بالمنظومة الحاكمة وإدارات ومؤسسات الدولة.

 


 

المساهمون