مصر: إضراب عن الطعام وشكاوى من انتهاكات في سجن "برج العرب"

مصر: إضراب عن الطعام وشكاوى من انتهاكات في سجن "برج العرب"

22 مايو 2023
في مطبخ سجن برج العرب في خلال حملة إعلانية رسمية سابقة (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

 

أفادت عائلات سجناء في "برج العرب" بمحافظة الإسكندرية مراكز ومنظمات حقوقية في مصر بأنّ هؤلاء بدأوا إضراباً عن الطعام، اعتراضاً على الانتهاكات والأوضاع في السجن.

ونقل مركز الشهاب لحقوق الإنسان عن الأهالي أنّ الانتهاكات تمثّلت في منع إدخال الطعام المحمول للسجين في خلال الزيارة، بما في ذلك الخضراوات المطبوخة والفاكهة، في حين سُمِح بـ"قطعة بروتين" وملعقتَي أرزّ. كذلك مُنِع إدخال أيّ من السلع المتوفّرة في الكانتين، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأدوية. يُذكر أنّه في خلال الزيارة، كان يلتقي كلّ خمسة مساجين مع أهاليهم في قاعة واحدة.

أضاف مركز الشهاب أنّ الأهالي أشاروا إلى سبع محاولات انتحار في داخل سجن برج العرب، إلى جانب نقل عدد كبير جداً من السجناء إلى زنازين التأديب، فيما بدأ هؤلاء إضراباً جماعياً كلياً عن الطعام.

المعلومات نفسها أكّدها مركز جوار لحقوق الإنسان، الذي تلقّى بدوره استغاثات من أهالي سجناء تتعلّق بانتهاكات في سجن برج العرب، بالإضافة إلى تنكيل وإهانات للأهالي في أثناء الزيارات تحت إشراف ضابط الأمن الوطني. 

وأفاد فريق مركز جوار بأنّ السجناء نظموا إضراباً جماعياً عن الطعام نتيجة الانتهاكات والتعديات الجسدية التي طاولت عدداً منهم، فيما نُقلت مجموعة كبيرة إلى زنازين التأديب بسبب اعتداء المسيّر الجنائي الذي يُعرَف باسم "نجم" على أحد السجناء. فقد تدخّل الأمن عشوائياً وحبس عدداً كبيراً من السجناء في تلك الزنازين.

وأوضح مركز جوار أنّ الأهالي بمعظمهم مُنعوا من الزيارات في الأيام الماضية، ومُنعت الأدوية والفاكهة والخضراوات، وأُعيد ما حمله الأهالي إلى أبنائهم، ما عدا "2 ملعقة أرزّ وقطعة لحم في كلّ زيارة"، في حين أُغلقت الكانتين.

في السياق نفسه، أفادت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بأنّ ضابط أمن الدولة في سجن برج العرب يواصل انتهاكاته بحقّ السجناء بمساعدة نزيل جنائي. وذكرت الشبكة في بيان لها أنّه "استمراراً لممارساته غير القانونية، قال حمزة المصري -اسم حركي- ضابط أمن الدولة بسجن برج العرب للسجناء السياسيين: محدّش يقدر يعمل معايا حاجة، وأبويا لواء شرطة ومش عايز من الشغلانة دي حاجة، وإنتو اللي هتخربو على نفسكم. فأتى ردّ السجناء عليه: هي خربانة وإحنا معندناش حاجة نخسرها وعايزين حقوقنا"، بحسب ما جاء في الرسالة الثانية التي وصلت الشبكة من قبل سجناء برج العرب. هؤلاء وصفوا في رسالتهم ما يجري بحقهم من انتهاكات وتهديدات على يد الضابط حمزة المصري، علماً أنّ العادة جرت على إخفاء هوية ضباط الأمن الوطني.

ولفت بيان الشبكة المصرية إلى أنّ "حمزة المصري ضابط الأمن الوطني بسجن برج العرب الذي بات معروفاً بمملكة حمزة، نظراً إلى كثرة الانتهاكات التي تجري على يدَيه، ونائبه النزيل الجنائي محمد عبد السلام النجم، تاجر البانجو، والذي يدير فعلياً السجن مع حمزة المصري"، مضيفاً أنّه سبق لحمزة المصري أن قال للسجناء إنّه والنزيل الجنائي واحد وكلمتهما واحدة. وتابع البيان أنّه "بسبب التشجيع المتواصل وغياب الرقابة، توالت تهديدات محمد عبد السلام النجم للسجناء بعد رفضهم دفع الإتاوات له".

وكانت الشبكة المصرية قد نشرت، في الرابع من مايو/ أيار الجاري، رسالة أولى بعث بها سجناء برج العرب كشفت "مخالفات ضابط الأمن الوطني حمزة المصري لمواد الدستور والقانون، واللائحة الداخلية للسجون وتسلّطه واستغلال نفوذه في التضييق على الزيارات ومنع الأكل". وهو ما أدّى إلى "إرجاع أغلب ما جاء في الزيارات. بالإضافة إلى التهديد بتنقلات بين العنابر، والتهديد بالتجريد، وزيادة أسعار الكافيتريا والكانتين بعد رفض السجناء السياسيين دفع الإتاوات".

تجدر الإشارة إلى أنّ قرار إنشاء سجن برج العرب صدر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في عام 2004، وذلك في منطقة صحراوية تقع غربي محافظة الإسكندرية. وبحسب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، يضمّ السجن 25 عنبراً في خمس مجموعات، تضمّ الواحدة منها خمسة عنابر. ويحتوي العنبر الواحد على 18 زنزانة موزّعة على جناحَين بالتساوي في طبقة أرضية. يُضاف إلى ذلك عنبر "شديد الحراسة" يُقسَم إلى قسمَين، أحدهما "المخصوص" يستقبل المحكوم عليهم بالإعدام إلى حين تنفيذ الأحكام.

وقد جاء في شهادة أحد المحتجزين السابقين نقلتها الجبهة المصرية أنّ المجموعة الأولى من العنابر تضمّ عنبرَي "الإيراد" و"التأديب". كذلك ثمّة مبانٍ واقسام أخرى في السجن، مثل المستشفى الذي خُصّص له أحد العنابر، وورشة نجارة، ومكتبة صغيرة، وملعب كرة قدم، ومخبز، ومطبخ السجن، ومغسلة.

في الإطار نفسه، جاء في شهادات سجناء سابقين أدلوا بها للجبهة المصرية أنّ وضع زنازين الإيراد أكثر سوءاً من غيرها. ويُمنَع المحتجزون من التريّض ويُعَدّ ذلك أسلوباً للتنكيل والعقاب في حال اعتراضهم على بعض الممارسات أو الانتهاكات. كذلك كشف هؤلاء أنّهم يُمنعون أحياناً من تلقّي ما تحضره عائلاتهم من أدوات نظافة شخصية أو أخرى لتنظيف السجن، وذلك بهدف إجبارهم بطريقة غير مباشرة على شرائها من داخل السجن.

المساهمون