مدارس الرقة السورية تعاني من الإهمال ونقص الكوادر

مدارس الرقة السورية تعاني من الإهمال ونقص الكوادر

04 مايو 2023
تلاميذ بإحدى مدارس الرقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تشتكي الأمّ السورية خالديّة محمود من الواقع التعليمي في المؤسسات التعليمية بمنطقة الرقّة، شمال شرقي سورية، فالمدارس في الريف مهملة وتعاني من نقص في الكوادر، كما تفتقر للوسائل التعليمية، فضلاً عن نقص الاهتمام الكافي بمتابعة الطّلاب ومراقبتهم.

خالدية، التي تقيم بريف الرقة الجنوبي الخاضع لسيطرة "الإدارة الذاتيّة"، لديها ابنتان في المرحلة الابتدائية، كما أوضحت خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، وفي فصل الشتاء كانتا نادراً ما تذهبان للمدرسة بسبب البرد.

وأضافت: "بسبب قلة الاهتمام ونقص الكوادر التعليمية كانتا ترفضان الذهاب إلى الصف، وفي بعض الأيام كانتا ترتجفان من البرد في فصل الشتاء، مدارس الرّيف مهملة وسيّئة للغاية، وأغلب الاهتمام يتركز على مؤسسات معينة، أما الريف فمنسيّ. الكثير من الطلاب فيه خارج المدرسة، لا يوجد حارس ولا أحد يراقب الطلاب".

بدوره، يقول أحمد، ولي أمر الطالب أسعد مصطفى، من منطقة السّحل في ريف الرقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الكثير من العوائل في الرقة لا ترسل أبناءها للمدارس، وخاصة في فصل الشتاء، بسبب عدم وجود وسائل للتدفئة، وسوء الواقع فيها وبعضهم يرسلهم إلى الصناعة ليتعلموا مهنة، فهذا أفضل من وجهة نظرهم من المدارس.

المشكلات كثيرة في المدراس، وفي مقدمتها غياب الكادر التعليمي، وفقدان وسائل التعليم الأساسية للطلاب، كما يبيّن المعلم خليل العلي، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن الدراسة صعبة خاصة في المدارس الريفية في الرقة، فوسائل التدفئة كانت معدومة في الشتاء والكادر التعليمي قليل، في بعض المدارس هناك مدّرس واحد يقدم كل المواد للطلاب، وهناك مدارس يكون عدد الطلاب فيها قليلا جدا، وقال: "نتمنى أن يكون هناك اهتمام بالتعليم في الريف".

من جهته، يقول المعلّم عيسى السلمو، من مدينة الرّقة، إن المدارس ضمن المدينة أفضل حالاً من المدارس الريفية لكنّها تعاني أيضاً من فقدان الوسائل التعليميّة، موضحاً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن هناك نقصا حادّا في الوسائل التربويّة اللازمة للصف.

وأضاف "الوسائل غير موجودة والمدرسون يتفادون الدروس التي تحتاج لأدوات أو قد يستعيرون الوسائل التعليمية. الحلول بدائية حالياً، كلّ معلم يعتمد على وسائل عن طريق الورق المقوى وغيرها، قد يصنع وسيلة من لا شيء، هناك مثلاً دروس تحتاج لوجود مجهر، المدرسون يستعيرون مجهرا أو يحاولون تخطي الدرس".

ولفت السلمو إلى أن لجنة التربية تعمل على ترميم المدارس وستفتح السنة القادمة مدرسة الرشيد، مضيفاً "هناك عمل على صيانة مقاعد تابعة للجنة التربية، كما وزعت طاولات ومستلزمات غرفة إدارة كاملة خلال العام".

إلى ذلك، قالت زليخة عبدي، رئيسة لجنة التربية والتعليم بالرقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "28 ألف تلميذ سوف يبقون من دون تعليم نتيجة الأضرار التي طاولت مدارسهم. وبالتأكيد فإنّ هذا الضرر أتى نتيجة ما تعرّضت له المدينة خلال سنوات الحرب، والتي تسبّبت أيضاً في هدم مدارس كثيرة".

بدوره، يشير الناشط الإعلامي من الرقة أسامة أبو عدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن لجنة التربية والتعليم بالرقة استطاعت ترميم وإعادة بناء العديد من المدارس والمجمعات التربوية بالريف والمدينة، لكن الكثافة السكانية الكبيرة وتوافد العديد من العوائل السورية من مناطق متعددة فاق قدرة وإمكانات اللجنة على إعادة بناء مدارس جديدة تغطي التلاميذ من كافة الفئات العمرية.

يشار إلى أن عدد المدارس في محافظة الرقة السورية قبل عام 2011 بلغ 512 مدرسة، وفي الوقت الحالي هناك 397 مدرسة، منها 307 مدارس ابتدائية، و35 مدرسة إعدادية و3 مدارس ثانوية و52 مدرسة متعددة في المحافظة، إذ رممت لجنة التربية في الرقة 201 مدرسة بدعم من التحالف الدولي بشكل جزئي، كما رممت 91 مدرسة بشكل كامل.

المساهمون