الصمت يخيّم على مدارس سورية بعد وفاة معلمين وتلاميذ جراء الزلزال

الصمت يخيّم على مدارس سورية بعد وفاة معلمين وتلاميذ جراء الزلزال

12 فبراير 2023
صورة على الهاتف للتلاميذ قبل أن يدمر الزلزال كل حضانتهم (رويترز/خليل عشاوي)
+ الخط -

خيّم صمت مطبق، اليوم الأحد، على ساحة روضة أطفال في شمال سورية، بينما كان مديرها رمضان السليمان يشق طريقه داخلها وسط حطام المبنى الذي تعرّض جزء كبير منه للدمار جراء الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي.

وقال السليمان إن مدرسة كوكب الطفولة الكائنة في بلدة جنديرس، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً من مدينة حلب، ضمت بين صفوفها ذات يوم 100 طفل. مضيفاً أن بعض هؤلاء الأطفال والمعلمين لن يعودوا، فـ"معلمتان من أهم الكوادر في روضتي وسبعة أو ثمانية تلاميذ فقدوا أرواحهم بعد انهيار منازلهم جراء الزلزال".

الصورة
حضانة دمرها الزلزال في سورية (رويتزر / خليل عشاوي)
دمر الزلزال أكثر من 115 مدرسة في سورية (خليل عشاوي/ رويترز)

وكان هؤلاء من بين 2600 شخص لقوا حتفهم حتى الآن في الزلزال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سورية. وقُتل أكثر من 3500 في أنحاء سورية إجمالاً، وما يقارب 30 ألف شخص في تركيا.

وتضرر تعليم الأطفال في سورية بشدة جراء الحرب التي اندلعت عام 2011. وعلى مدى أعوام، كانت المدارس تغلق أبوابها بانتظام بسبب القتال ونيران قذائف المورتر التي تطلقها جماعات المعارضة أو الغارات الجوية التي تشنها الحكومة السورية أو روسيا.

ودمر الزلزال أكثر من 115 مدرسة في سورية، وسبّب أضراراً في مئات المدارس الأخرى، بحسب إفادة نشرتها الأمم المتحدة، أمس السبت.

الصورة
حضانة دمرها الزلزال في سورية (خليل عشاي/رويترز)
تحولت أكثر من 100 مدرسة إلى مراكز مؤقتة لإيواء المشردين (خليل عشاوي/رويترز)

وتحولت أكثر من 100 مدرسة أخرى إلى مراكز مؤقتة لإيواء آلاف المشردين جراء الزلزال الذي سبّب انهيار المباني السكنية، وحتى المنازل الريفية الصغيرة، فوق رؤوس ساكنيها.

ويسعى السليمان للسؤال عن بعض أطفال الروضة من خلال محاولة التواصل مع أسرهم، مشيراً إلى أنه ذهب إلى مبانٍ يعرف أن بعض تلاميذه يعيشون فيها، ليجد أن نحو 90 بالمئة منها دُمِّرت. وعبّر عن اعتقاده بوفاة بعض التلاميذ، لأنه لم يتمكن من التواصل مع أسرهم.

ولحق بجنديرس، على وجه التحديد، دمار كبير، وتهدم فيها الكثير من المباني، بينما يواصل رجال الإنقاذ في أنحاء سورية، بما في ذلك في شمال البلاد، انتشال أطفال من تحت الحطام، وبعضهم ظلوا على قيد الحياة، رغم مرور أسبوع تقريباً على وقوع الزلزال، لكنهم صاروا أيتاماً.

وقال محمد حسن إنه لا يعلم حتى الآن مصير أصدقاء ابنته لفين ذات السبعة أعوام وزملائها في المدرسة، موضحاً أنه بينما كانت ابنته بين يديه، اكتشف أن واحدة من معلماتها توفيت، ودعا لها بالرحمة.

ويعرب حسن عن صدمته، وخاصة مع سؤال ابنته المتكرر عن حال الروضة وعمّا إذا كان قد أصابها سوء، فيجيبها في كل مرة: "ما صار لها شيء، اليوم يللي بدهن يفتحوها مناخذيك على الروضة".

(رويترز)

المساهمون