مئات المهاجرين يعبرون القنال الإنكليزي إلى بريطانيا في قوارب صغيرة
عبر مئات الأشخاص القنال الإنكليزي "بحر المانش" على متن قوارب صغيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما أفاد مسؤولون بريطانيون، الإثنين، بعد أكثر من أسبوع لم يتم الإبلاغ خلاله عن خروج أي من تلك الرحلات الخطرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن 254 شخصا وصلوا إلى الساحل الإنكليزي على متن سبعة قوارب قادمة من شمال فرنسا، أمس الأحد، وإن المزيد تم نقلهم إلى الشاطئ بواسطة قوارب النجاة البريطانية اليوم الإثنين.
كانت كل محاولات العبور قد توقفت تقريبا منذ 20 إبريل/نيسان الماضي، بعد أيام قليلة من إعلان بريطانيا خطة لإرسال بعض طالبي اللجوء إلى رواندا. غير أن المسؤولين قالوا إن الطقس السيئ، وليس السياسة الجديدة، كان السبب وراء توقف الرحلات.
ويحاول الآلاف كل عام اجتياز أكثر مسارات الشحن البحري ازدحاما على متن زوارق وقوارب بالية أملا في حياة جديدة في المملكة المتحدة، ودخل أكثر من 28 ألف مهاجر إلى بريطانيا عبر القناة خلال العام الماضي، مقارنة بـ8500 شخص في عام 2020.
أعلنت حكومة المحافظين البريطانية، الشهر الماضي، أنها أبرمت اتفاقا مع رواندا لإرسال بعض طالبي اللجوء الذي يصلون خلسة لبريطانيا على متن شاحنات أو قوارب، إلى البلد الواقع شرقي إفريقيا، وينص الاتفاق على معالجة طلبات اللجوء الخاصة بالمهاجرين في رواندا، وفي حال قبولها، فسوف يبقون هناك بدلا من المجيء إلى بريطانيا.
تقول الحكومة البريطانية إن الخطة سوف تثني الناس عن القيام برحلات خطرة، وستوقف نشاط عصابات تهريب البشر. لكن منظمات اللاجئين وجماعات حقوق الإنسان أدانتها، وتواجه حاليا دعاوى قضائية.
أقرت الحكومة أيضا قانونا جديدًا يجرم الوصول عن عمد إلى المملكة المتحدة من دون تصريح، وهي خطوة يقول النقاد إنها ترقى إلى حد تجريم اللجوء.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الأربعاء، عن أسفها لإقرار النص الذي "يقوض القوانين والممارسات الدولية الموضوعة لحماية اللاجئين".
وقالت منظمة "كير 4 كاليه" الخيرية، التي تقدم المساعدة للمهاجرين في شمال فرنسا، إن العديد من طالبي اللجوء عازمون على القيام بالرحلة بالرغم من القواعد الجديدة.
ووصل نحو سبعة آلاف شخص إلى السواحل البريطانية من طريق عبور قناة المانش على متن قوارب منذ مطلع العام الحالي، وفقًا لإحصاءات وكالة "بي أي"، ويشكل ذلك ثلاثة أضعاف حصيلة العام الماضي في الفترة نفسها.
وفي حين جعل رئيس الوزراء، بوريس جونسون، مكافحة الهجرة غير الشرعية من أولوياته بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استمرت عمليات العبور في الازدياد، وتضاعفت ثلاث مرات في 2021.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)
