فلسطينيات تجاوزن الستين ينتصرن على الأمية في غزة

فلسطينيات تجاوزن الستين ينتصرن على الأمية في غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
09 فبراير 2022
+ الخط -

أصبحت الفلسطينية سمية بركات (60 عاماً) من غزة قادرة على قراءة وكتابة النصوص باللغة العربية وإجراء بعض العمليات الحسابية البسيطة، بعد أن ظلّت سنوات عمرها لا تستطيع القيام بهذه العملية كونها لم تتلق تعليمها المدرسي.

وتلقت بركات مع مجموعة من السيدات تعليمهن في الأشهر الأخيرة، ضمن برنامج محو الأمية الذي تقدمه جمعية "رعاية كبار السن" في غزة والذي ركّز على استهداف النساء اللواتي لم يتلقين تعليمهن وتجاوزن حاجز الستين عاماً.

محو الأمية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

انطلق البرنامج قبل 5 سنوات، وهو يستهدف السيدات بالدرجة الأولى من أجل تمكينهن من القراءة والكتابة، ضمن محاولة رفع مستوى الوعي بحقوقهن ومن أجل إكسابهن القدرة على المطالبة باحتياجاتهن، لا سيما الأساسية منها.

وخلال تلك الفترة تمكّن البرنامج من تخريج عدد محدود من السيدات، كون المجتمع الفلسطيني بغالبيته متعلماً، إذ تبلغ نسبة الأمية 2.6 بالمائة بين الأفراد الذين تجاوزوا سنّ الـ15 سنة، بحسب إحصائية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وتقول بركات لـ"العربي الجديد" إنّ رغبتها في قراءة الأوراق والمستندات المختلفة إلى جانب تعلّم قراءة القرآن الكريم كانت الدافع الرئيسي وراء توجّهها لبرنامج محو الأمية.

وتبدي المسنّة الفلسطينية حماساً كبيراً لتعلّم اللغة العربية بتفاصيلها الأساسية المتمثلة في القراءة والكتابة، إذ تخصّص قرطاسية خاصة للبرنامج وتعمل على كتابة وإعادة كتابة كلّ ما تتلقاه من معلمتها في المركز.

محو الأمية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

وتضيف بركات أنها ترغب في مواصلة التعلّم إلى أبعد مدى يمكنها الوصول إليه، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى الدراسة الجامعية حال كان هذا الأمر متاحاً، لتعويض السنوات والعقود التي فقدت فيها فرصتها في التعلم، خصوصاً خلال طفولتها.

أمّا الفلسطينية رضا عودة (62 عاماً)، فلم يختلف حالها كثيراً عن زميلتها بركات، إذ تمكّنت من اكتساب القدرة على القراءة والكتابة خلال فترة زمنية لم تتجاوز 10 أشهر من خلال برنامج محو الأمية، في الوقت الذي تطمح فيه لاكتساب المزيد من المهارات.

وتقول عودة لـ"العربي الجديد" إنها ترغب بشدة في اكتساب المزيد من القدرات المتعلقة بالقراءة والكتابة، في ظلّ تفرّغها حالياً للتعلّم الذي حُرمت منه في الصغر.

وتبدي المسنّة الفلسطينية فخراً بالنتيجة التي وصلت إليها، من قدرتها على القراءة والكتابة ومعرفة مقدّمات اللغة العربية في أشهر بسيطة، بالرغم من أنها لم تلتحق سابقاً بالمدرسة أو المؤسسات التعليمية.

محو الأمية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

في موازاة ذلك، تقول المعلمة يسرى مطر إنها عملت على مدار 5 سنوات بشكل تطوعي، على تعليم السيدات الملتحقات ببرنامج محو الأمية داخل المؤسسة التي تهتم بكبار السن، وتمكنت خلال هذه الفترة من تخريج بعض السيدات.

وتوضح مطر لـ"العربي الجديد" أنّ البرنامج ركّز بدرجة أساسية على استهداف السيدات اللواتي تتجاوز أعمارهن الستين عاماً، واعتمد على المناهج التي يتم تدريسها في برامج محو الأمية التابعة للمؤسسات التعليمية.

وبحسب المعلمة الفلسطينية فإنّ تقدم السن واختلاف الإدراك مقارنة بالتعلّم في سنوات الحياة الأولى، هي من أبرز الصعوبات التي تواجهها خلال عملية تدريس السيدات الملتحقات بالبرنامج عدا عن انشغالهن بظروف الحياة المختلفة.

محو الأمية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

في السياق، يؤكّد المدير التنفيذي لجمعية رعاية كبار السن إياد حلس أنّ المشروع الحالي يستهدف السيدات من أجل تثقيفهن حول حقوقهن والمطالبة بها، ولمعرفة التعامل مع الجهات الرسمية والمعاملات الصادرة عنها.

ويقول حلس لـ"العربي الجديد" إنّه بعد الانتهاء من تعليم كل مجموعة من السيدات يتم البحث عن مجموعة جديدة لاستهدافها، إذ تستمر الدورة الواحدة قرابة 18 شهراً، وهي مكثّفة.

ذات صلة

الصورة
طلاب مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

مجتمع

تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء..
الصورة

سياسة

حصل "العربي الجديد" على نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبلغت حركة حماس قطر ومصر موافقتها عليه مساء اليوم الاثنين.
الصورة
عيد الفصح في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة 1 - الأحد 5 مايو 2024 (رمزي أبو القمصان)

مجتمع

يُحيي المسيحيون من الطوائف التي تتّبع التقويم الشرقي عيد الفصح في غزة اليوم، في حين أنّ درب جلجلتهم مستمرّ وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ212.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.

المساهمون