رؤية جديدة لـ"مستقبل العمل": ساعات أقل وفراغ أكبر

رؤية جديدة لـ"مستقبل العمل": ساعات أقل وفراغ أكبر

24 أكتوبر 2021
أصحاب العمل معنيون برفاه حياة العمال (مارك كيريسون/ Getty)
+ الخط -

يتناول تقرير نشره موقع "سترايتز تايمز" حقيقة عدم رضا الناس عن نمط عملهم ومقدار الإرهاق الذي يصيبهم من ممارسته، وصولاً حتى إلى رفض فكرة أن محاولتهم إثبات قيمتهم الذاتية وقدراتهم للآخرين تنحصر في مجرد قيامهم بعمل ما. وينقل عن خبراء قولهم إن "عدم الرضا والإرهاق على نطاق واسع واكبا مرحلة ما قبل انتشار وباء كورونا، لكن مساحة تتوافر الآن لإعادة تصوّر كيف يتناسب العمل مع متطلبات الحياة الجيدة، بعد استئناف الملايين أعمالهم إثر نحو عامين من البطالة الجماعية، أو العمل من المنزل".
ويتحدث هؤلاء عن "ضرورة اعتماد هيكل أخلاقي جديد في العمل يتخطى مهمة كسب لقمة العيش إلى البحث عن الكرامة والحق في الاعتماد على المجتمع والتمتع بفوائده، علماً أن العمل لا يرقى في كثير من الأحيان إلى مستوى هذه المُثل، رغم أن وجود الوظيفة أو عدمها لا يحدد فعلياً القيمة البشرية للشخص".
ويجادل الخبراء بأن "أشخاصاً يعملون في السجون والمسالخ وحقول النفط يعانون من أذى معنوي واضطراب ما بعد الصدمة، ما يناقض فكرة أن كل عمل يبني الشخصية، فبعض الأعمال تلحق أذى بطرق خفية وخبيثة، وتخلق أخرى ضغوطاً بسبب محاولة التكيّف مع ما يريده أصحاب العمل. وحين تتعارض هذه الضغوط مع الاحتياجات البشرية والرفاهية قد يصاب الناس بإرهاق واكتئاب ويأس".

ويطالب هؤلاء بـ "الحدّ من الآثار الأخلاقية السلبية للعمل عبر وضع قيود أكثر صرامة على ساعات العمل". وتدعو الدكتورة في جامعة ديوك الأميركية كاثي ويكس إلى يوم عمل مدته ست ساعات بلا خفض في الأجور، وأن يتعامل أصحاب العمل مع فكرة تعريض عدد أقل من الأشخاص لإجهاد ولإضعاف قدراتهم خلال تأديتهم وظائفهم".
تضيف: "يجب أن تشمل رؤية العمل الأقل منح المزيد من أوقات الفراغ للموظفين وتسهيل استعادتهم أنشطة مآدب العشاء وحفلات الموسيقى واللقاءات الشخصية والعبادة الدينية التي تدور حولها عجلة الحياة، فليس الغرض من حياة الإنسان إرهاق الأجساد، والغرق في رسائل بريد إلكترونية تافهة. وركائز وسياسات الرؤية الجديدة للعمل تشكل مجرد وسائل لدعم توفير رعاية أفضل لمواهب الموظفين، أو إيجاد إطار مناسب لكسبهم الراحة مع من يحبون".
وتشير ويكس إلى أن "الهدف هو إخضاع العمل للحياة التي تحتاج أيضاً إلى تضامن رب العمل، واعترافه بأن مصالحه قد تلتقي مع مصالح الموظفين في تجنيبهم الحياة البائسة. ونحن نعلم أن تهديد العمل لازدهار الناس قائم وموجود، لكن تطبيق فضائل الهيكل الأخلاقي أمر ممكن، وقد لا يؤثر على الإنتاجية".


 

المساهمون