كورونا: إرهاق عاطفي بمدريد

كورونا: إرهاق عاطفي بمدريد

05 مارس 2021
في وداع ممرضة توفيت من جراء إصابتها بكورونا (Getty)
+ الخط -

يهتف صوت من نهاية ممرّ في مستشفى "سيفيرو أوتشوا" الواقع في إحدى ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد: "إنذار أحمر!". نقلت سيارة إسعاف حالة إصابة بفيروس كورونا لمقيم في دار رعاية للمسنين، حالته حرجة. يتبع الفريق الطبي الخطوات التي دأب عليها منذ إدخال أول حالة إصابة بكورونا إلى المستشفى قبل عام. وبمجرد أن تستقرّ حالة الرجل المسن وينتقل إلى ما يسمى بـ "المنطقة الحمراء"، وهي منطقة مخصصة لعلاج مرضى كورونا، تهدأ حركة الفريق. 
قبل عام، كان الفريق يحارب عدواً مجهولاً، ويخشى أعضاؤه من نقل الفيروس إلى عائلاتهم لدى عودتهم إلى بيوتهم في ظل قلة معدات الحماية. في ذروة العدوى، كانت ممرات هذه المستشفى، التي تضم نحو 400 سرير، مزدحمة بالمرضى على الكراسي والنقالات، لأنه لم يكن هناك أسرّة كافية لاستيعاب التدفق المستمر للمرضى الجدد.

ما زال الأطباء والممرضات والحراس وعمال النظافة وغيرهم من العاملين في المستشفى يعانون من الإرهاق العاطفي من جراء تلك الأيام وأرقام الإصابات الكبيرة بكورونا. ويعترف معظمهم بأن الوباء تجربة غيّرت الحياة.
من جهته، يقول الطبيب مانويل ديلغادو، الذي يترأس خدمات الطب النفسي في المستشفى، إن الاستشارات التي يقدمها جناحه لطاقم المستشفى نفسه آخذة في الازدياد، لافتاً إلى أن التأخير في التلقيح وعدم اليقين بشأن نهاية واضحة للوباء هما مصدر قلق لكثيرين. "لدي شك في ما إذا كنا سنتخلص منه في النهاية، أو ما إذا كنا قد خسرنا الكثير من الأشياء التي لن نستعيدها أبداً".
(أسوشييتد برس)

المساهمون