حكاية هدم منزلي عائلتي كرامة وقرش

حكاية هدم منزلي عائلتي كرامة وقرش

29 يناير 2022
ترفض هدم المنزل (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

تحوّل المنزلان اللذان كانا يؤويان عائلتين مقدسيتين إلى ركام خلال ساعات. ببساطة، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى هدم المنزلين، وقضى على حلم عائلتي كرامة وقرش. ولم تكن عملية الهدم التي نفذتها جرافات الاحتلال عصر الثلاثاء الماضي بالسهولة التي توقعها الاحتلال في ظل مقاومة عائلتي كرامة وقرش دفاعاً عن منزليهما في حي جبل الطور في مدينة القدس، أحدهما تملكه عائلة كرامة والثاني تقيم فيه عائلة قرش في مقابل بدل إيجار شهري.
وواجه الاحتلال الإسرائيلي عناد العائلتين اللتين أصرتا على مقاومة عملية الهدم وقمع الصحافيين من خلال إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي أدى إلى وقوع عشر إصابات نقلت 6 منها إلى المستشفى، في حين اعتقل ثلاثة شبان من أبناء العائلتين، كما اعتدي على النساء بالضرب.
وقابلت قوات الاحتلال هتافات التكبير التي انطلقت في محيط المنزل بإطلاق المزيد من الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. ولم يتردد الاحتلال في توجيهها على الصحافيين، الأمر الذي أدى إلى إصابة المصور الصحافي أحمد غرابلي. ما حدث مع عائلتي كرامة وقرش يعكس فصلاً من فصول مقاومة المقدسيين لسياسة هدم منازلهم. فقبل نحو أسبوع، وقفت عائلة محمود صالحية في حي الشيخ جراح في مدينة القدس في وجه سياسة الهدم، وهدد أبناؤها بإحراق أنفسهم وتفجير منزلهم. واعتقل نحو 20 شخصاً بينهم مالك المنزل محمود صالحية، وبعض أفراد العائلة ومتضامنون. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية القوة في تنفيذ الاعتقال المباغت.

وعلى مدى 11 عاماً، حاولت عائلة كرامة الحصول على الترخيص اللازم للمنزلين، حال جميع المقدسيين المحرومين من رخص البناء، لكنها لم تتمكن من ذلك، فباغتتها قوات الاحتلال بعملية الهدم كما يقول الملك محمد كرامة لـ "العربي الجديد". وكما حصل مع عائلة الصالحية، انضمت عائلتا كرامة وقرش إلى عشرات العائلات التي هدمت بلدية الاحتلال في القدس منازلها منذ مطلع العام الجاري. وتزداد عمليات الهدم وتصل إلى نحو عمليتي هدم يومياً. في المقابل، تتواصل عمليات البناء على مدار الساعة في مستوطنات القدس، وقد أعلن أخيراً عن بناء أكثر من 3500 وحدة استيطانية جنوبي القدس المحتلة.
ما واجهته عائلتا كرامة وقرش ينسحب على عشر عائلات مقدسية في بلدة الطور، وتواجه خطر هدم منازلها وباتت مهددة بالتشرد والبقاء في العراء في ظل منخفض جوي شديد البرودة، بعدما تسلمت إخطارات بهدم بيوتها في مبنى مؤلف من خمسة طوابق بحجة عدم الترخيص، ويقطنها أكثر من 80 مقدسياً معظمهم أطفال.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مركز القدس للمساعدة القانونية، فإن مجموع عمليات الهدم في القدس خلال السنوات الست الماضية بدءاً من عام 2016 وحتى عام 2021، بلغ 1076 عملية هدم، بينها 784 عملية هدم نفذتها قوات الاحتلال، و292 عملية عملية هدم نفذها أصحابها بأمر من الاحتلال تفادياً لفرضها غرامات باهظة.

وعام 2016، نفذت 190 عملية هدم منها 173 من قبل الاحتلال، و17 من قبل أصحابها. وفي عام 2017، نفذت 151 عملية هدم منها 133 من قبل الاحتلال و18 من قبل أصحابها. وفي عام 2018، نفذت 178 عملية هدم منها 160 من الاحتلال و18 من قبل أصحابها.
وعام 2019، نفذت 206 عمليات هدم منها 148 من قبل الاحتلال و58 من قبل أصحابها. وفي عام 2020، نفذت 175 عملية هدم منها 77 من قبل الاحتلال و98 من قبل أصحابها. وفي عام 2021، نفذت 176 عملية هدم منها 93 من قبل قوات الاحتلال و83 من قبل أصحابها.

المساهمون