إسرائيل والعواصف تشردان الفلسطينيين

إسرائيل والعواصف تشردان الفلسطينيين

28 يناير 2022
يحاولون تدفئة أنفسهم (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه أهالي المناطق المهددة بالترحيل جنوبي الخليل في الضفة الغربية غطرسة المستوطنين في نحو تسع مستوطنات مقامة على أراضيهم بالقوة، وتنكيل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنعهم من البناء أو تعبيد الطرقات، وحرمانهم من الخدمات الأساسية، كالكهرباء. وما زاد الطين بلة هو المنخفضات الجوية المصحوبة بالأمطار الغزيرة والبرد القارس في ظل شح وسائل التدفئة.
في مسافر يطا، جنوبي الخليل، التي تعتبر رأس الحربة في مواجهة الاحتلال في الريف الفلسطيني ولا سيما محافظة الخليل، تبدو معاناة الأهالي كبيرة خلال الشتاء. ويقول الناشط نصر النواجعة، لـ"العربي الجديد": "يتخوف الأهالي خلال ذروة العاصفة ومع اشتداد الرياح من تضرر أو فقدان بيوتهم، وخصوصاً أنها غير مجهزة كونها مبنية من الصفيح أو الطين، فيما يقطن البعض في خيام". 
ويحاول أهالي مسافر يطا الحد من الأضرار من خلال تدعيم أسقف المنازل بالحديد وتأمين وسائل تدفئة، كإشعال الحطب في المدافئ المعدنية المغلقة أو المواقد الحجرية وغير ذلك، بحسب النواجعة.
ويوضح النواجعة أنه "في حال لم يتمكن الأهالي من تثبيت منازلهم أو تدعيمها خلال الشتاء، يلجأ بعضهم إلى الكهوف كونها توفر لهم دفئاً أكبر بالمقارنة مع الخيام أو بيوت الصفيح. لكنهم يواجهون خطراً أكبر وهو انهيارها من جراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال في المنطقة، والتي أضعفت بنية وتماسك الكثير من التشكلات الصخرية الطبيعية في المنطقة".

الصورة
مسافر يطا (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وليس الحال أفضل في قرية زنوتة، جنوب شرق بلدة الظاهرية، جنوبي الخليل، كونها منطقة مهمشة يعيش جزء من أهلها في الخيام أو بيوت من صفيح أو حجارة ليست مخصصة للبناء. كما أن التيار الكهربائي ضعيف للغاية ويعتمد الأهالي على الطاقة الشمسية. لكن ذلك ليس كافياً لإشعال المدافئ الكهربائية، كما يقول رئيس مجلس قروي زنوتة فايز سويلم الطل  لـ"العربي الجديد".

يضيف: "لا تتوفر لدى المجلس القروي أي إيرادات تمكننا من تحسين أحوال الناس في زنوتة خلال المنخفضات الجوية، أقله تزويد المنازل بالحطب من أجل التدفئة"، مشيراً إلى أن "الحطب هو خيارنا الوحيد في الوقت الحالي للتدفئة. ولو أعطينا الخيار لاخترنا مدافئ الكهرباء تجنباً للاختناق، وخصوصاً لدى كبار السن والمصابين ببعض الأمراض المزمنة. وإذا ما تجاوزنا مسألة التدفئة في المنازل، نواجه خطر الانزلاق على الطرقات، وخصوصاً أن زنوتة منطقة جبلية وعرة بعض الشيء. وأحياناً، يتعرض بعض الأهالي لإصابات خلال المنخفضات الجوية من جراء الانزلاقات". 

الصورة
مسافر يطا (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ويخشى أهالي زنوتة من اندلاع حرائق في البيوت أو الخيام نتيجة المدافئ التي يستخدمونها، بالإضافة إلى أضرار قد تصيب الثروة الحيوانية التي يعتاشون من تربيتها. ويقول الطل: "انهار كهف فوق قطيع من الأغنام خلال ذروة منخض جوي تعرضت له المنطقة قبل بضع سنوات أدى إلى نفوق نصف القطيع". 
وفي تجمع "الجوايا" القريب من مسافر يطا، جنوبي الخليل، تقطن غالبية السكان في مبان من حجر. وتقول الناشطة عدن النواجعة، في حديث لـ"العربي الجديد": "حال البيوت جيدة. إلا أن ضعف شبكة الكهرباء وانقطاعها بين الحين والآخر يجعل أهلها يعانون من جراء الصقيع. ويسعى البعض إلى تأمين الحد الأدنى من التدفئة للمواشي في الخيام أو الكهوف. كما تقضي غالبيتهم الوقت في إزاحة الثلوج عن البلاستيك الذي يضعونه حول الحظائر".

وتشير إلى أن التيار الكهربائي ينقطع كثيراً بسبب ضعف الشبكة، ما يجعل الأهالي عاجزين عن تأمين وسائل التدفئة. وتتعرض بعض المنازل لأخطار معينة خلال الشتاء، وتوضح النواجعة أن الرياح أدت إلى اقتلاع أحد الأعمدة الكهربائية بشكل جزئي، وقد تأخر إصلاح الأمر، وخشيت إحدى العائلات من سقوط العمود على منزلها، وقد استغرق إصلاحه أربعة أشهر.

المساهمون