الفلسطيني محمد ربايعة يروي مأساته: حطّموا أحلامي قبل أن يهدموا منزلي

الفلسطيني محمد ربايعة يروي مأساته: حطّموا أحلامي قبل أن يهدموا منزلي

25 نوفمبر 2021
عمليات الهدم هي جزء من مسلسل مستمر يكابده الفلسطينيون (Getty)
+ الخط -

لن يكون بمستطاع الفلسطيني محمد ربايعة من منطقة وادي الحمص جنوب القدس المحتلة، تحقيق حُلمه بالزفاف من شريكة حياته، بعد أن سوّت جرافات الاحتلال منزله بالأرض وحوّلته إلى ركام أول من أمس الثلاثاء.

محمد كان قد انتهى من تجهيز بيته وشراء أثاث العرس الذي كان مقرراً أن يتم مطلع الربيع القادم، متوجاً بناء المنزل بحلم الاقتران بشريكة حياته. هذا ما قاله محمد لـ"العربي الجديد"، وهو يروي مأساته الشخصية وصدمة عائلته التي استيقظت على هدير الجرافات.

ويضيف: "عبثاً حاولنا الحصول على رخصة بناء، كانوا في كل مرة يرفضون طلباتنا، إنهم فقط يشيدون المستوطنات".

المبنى الذي هدمته جرافات الاحتلال في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، والمكون من ثلاثة طوابق يشتمل أيضاً على شقق سكنية تؤوي عائلات أربعة من أشقائه، لقد تم تدميرها بالكامل، وبات على محمد وأشقائه بعد أن هدمت مساكنهم التكفل بسداد أكثر من 450 ألف شيكل (نحو 145 ألف دولار) كديون عليهم من مجمل تكاليف البناء التي وصلت إلى نحو 4 ملايين شيكل أي ما يزيد عن مليون دولار.

استنزف بناء المبنى جميع مدخرات محمد وإخوانه، وهو يقول لـ"العربي الجديد": "لم يبق لنا شيء، كل ما عملنا عليه من أجل أن يوفر لنا المأوى ذهب في لمح البصر، لا أعتقد أن موعد الزفاف سيبقى على ما هو عليه، لا أظن أنه سيكون هناك عرس!".

لم يعد لمحمد وأشقائه، مكان يذهبون إليه سوى البقاء حيث هم، حتى ولو كان ذلك في خيام سيقيمونها على أنقاض مساكنهم هم وأفراد عائلاتهم الذين يزيد عددهم عن 20 فرداً.

ويعيد ما جرى مع محمد وأشقائه بهدم بنايتهم في واد الحمص، الذاكرة إلى ما وقع في يوليو/ تموز 2019، حينما هدمت قوات الاحتلال 11 بناية تضم أكثر من 77 شقة سكنية في واد الحمص التابع لبلدة صور باهر في القدس المحتلة، وتقع معظمها في المناطق المصنفة "أ" التابعة للسيادة الفلسطينية بالكامل، على ما أفاد توثيق لمكتب محافظة القدس.

ولم تكن عمليات الهدم هذه الوحيدة، بل هي جزء من مسلسل مستمر يكابده المقدسيون، منها ما هدم ذاتيا تفاديا لغرامات محتملة، ومنها ما هدمته آليات الاحتلال.

ومنذ مطلع الشهر الحالي، هدم 8 مقدسيين منازلهم قسراً بضغط من بلدية الاحتلال في القدس، ونفذت آلياتها 34 عملية هدم أخرى، لتكون حصيلة عمليات الهدم خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ما مجموعه 44 عملية هدم.

وعلى صعيد إخطارات الهدم، فإنّ 18 عائلة مقدسية تسلمت إخطارات هدم لمنازلها، من بينها إخطارات هدم لـ11 عائلة مقدسية في حي البستان في بلدة سلوان جنوب القدس، وإخطار لعائلة نصار من حي وادي قدوم في بلدة سلوان حتى نهاية العام الحالي، لهدم منازلهم التي تؤوي 70 فردًا غالبتيهم من الأطفال، بزعم نيتها إقامة مدرسة على تلك المساحة التي بنيت عليها المنازل، بالإضافة إلى إخطارات هدم منازل لعائلات مقدسية في بلدة جبل المكبر وبلدة بيت سوريك وتجمع أبو النوار البدوي شرق القدس المحتلة.

ووفقاً لمعطيات مركز معلومات وادي حلوة في القدس المحتلة، فقد بلغ عدد المنازل والمنشآت التي هدمتها سلطات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، وحتى الآن، 140 منزلاً ومنشأة، منها 91 هدمت ذاتياً من قبل أصحابها بموجب أوامر هدم صادرة عن بلدية الاحتلال في القدس تحت طائلة الغرامة المالية الباهظة.

أما في العام 2020، فقد بلغ عدد المنازل التي هدمتها بلدية الاحتلال في القدس حتى نهاية ذلك العام، 193 منزلاً ومنشأة، منها 107 منازل ومنشأة هدمت ذاتياً من قبل أصحابها بموجب أوامر هدم صادرة أيضاً عن بلدية الاحتلال في القدس.

المساهمون