تونس تحصّن نصف عدد سكانها البالغين بوجه كورونا

تونس تحصّن نصف سكانها البالغين في وجه كورونا قبل اعتماد الجواز الصحي

22 نوفمبر 2021
الحملات مستمرّة وسط تخلّف كثيرين (حسن مراد/ Getty)
+ الخط -

 

تمكّنت السلطات الصحية في تونس من تحصين أكثر من  نصف المواطنين في وجه فيروس كورونا الجديد، فتجاوز عدد التونسيين الحاصلين على جرعتَين من لقاح مضاد لكوفيد-19 خمسة ملايين، وذلك قبل أسابيع قليلة من اعتماد الجواز الصحي الذي يدخل حيّز التنفيذ يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وقد أعلنت وزارة الصحة التونسية، أمس الأحد، عن تحصين أكثر من 174 ألف شخص في سابع يوم من حملة التحصين المكثفة، علماً أنّ الوزارة عملت جاهدة لبلوغ رقم خمسة ملايين قبل انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمي مع بداية فصل الشتاء.

وتوضح عضو اللجنة الوطنية للتحصين رافلة تاج لـ"العربي الجديد" أنّ "عدد المحصّنين ضدّ كوفيد-19 تخطّى 54 في المائة من عموم المواطنين الذين تجاوزوا الخامسة عشرة من عمرهم"، لافتة إلى أنّ "أيام التحصين المكثّف التي نظمتها السلطات الصحية ساعدت على الحدّ من مخاطر الفيروس عبر اللقاح". وتؤكّد تاج أنّ "نسبة التحصين المحقّقة تُعَدّ مهمّة، غير أنّ خطر تفشّي الفيروس مجدداً ما يزال قائماً مع عودة انتشاره في البلدان الأوروبية وتواصل عزوف نحو مليون تونسي ممّن تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً عن تلقّي اللقاح". وتشدّد تاج على أنّ "الفئة العمرية المتخلّفة عن اللقاح تمثّل خطراً، إذ إنّها فئة نشطة وكثيرة التنقّل، الأمر الذي يجعلها عرضة لالتقاط العدوى ونشرها في موجة خامسة تستعدّ لها تونس بالتحصين".

تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الصحية فتحت، أمس الأحد، 345 مركزا للتحصين في اليوم السابع للتحصين المكثّف، وسمحت للمواطنين باختيار نوع اللقاح الذي يرغبون في تلقّيه. كذلك، بدأت وزارة الصحة في دعوة الذين تخطّوا سنّ الخمسين لتلقّي جرعة ثالثة بعد انقضاء ستة أشهر من تلقّيهم جرعتهم الثانية.

وتبدأ تونس الشهر المقبل باعتماد الجواز الصحي الخاص بالتحصين، فيُمنع غير المحصّنين من ارتياد الأماكن العامة ومقارّ العمل، وسط توقّعات بأن تدفع الإجراءات المشدّدة التي تنوي تونس تطبيقها المتخلّفين عن اللقاح إلى الإقبال عليه في الأسابيع المقبلة.

وينصّ المرسوم الرئاسي المتعلق بجواز التحصين الخاص بفيروس كورونا الجديد على تعليق مباشرة العمل بالنسبة إلى أعوان الدولة والجماعات المحلية والهيئات والمنشآت والمؤسسات العمومية، وتعليق عقود الشغل بالنسبة إلى أجراء القطاع الخاص، وذلك إلى حين إبراز الجواز. وتكون فترة تعليق مباشرة العمل أو عقد الشغل غير مدفوعة الأجر.

وفي هذا السياق، تقول وزيرة الصحة السابقة وطبيبة الأمراض الصدرية سميرة مرعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "توافد المصابين على أقسام كوفيد-19 وأقسام الأمراض الصدرية تراجع بشكل لافت". لكنّها تشير إلى أنّ "المصابين الذين يتابعون علاجاتهم في المستشفيات وهؤلاء الذين تُعَدّ حالاتهم حرجة هم ممّن تجاوزوا سنّ الأربعين ولم يتلقّوا أيّ جرعة لقاح مضاد لكوفيد-19"، مشدّدة على "ضرورة التحصّن قبل موجة خامسة مرتقبة".

المساهمون