توقف مشاريع خدمية ينذر بكارثة صحية في مخيمات شمال غربيّ سورية

توقف مشاريع خدمية ينذر بكارثة صحية في مخيمات شمال غربيّ سورية

إدلب

هاديا المنصور

avatar woman.jpg
هاديا المنصور
هاديا المنصور مراسلة من إدلب
02 ابريل 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- نازحو شمال غربيّ سورية يواجهون تحديات صحية متزايدة بسبب تراجع المشاريع الخدمية والدعم الإنساني، مع انسحاب تدريجي للمنظمات الإنسانية وإيقاف مشاريع حيوية كالإصحاح وتزويد المياه، مما يهدد بكارثة صحية.
- تتراكم القمامة وتنتشر الأمراض الجلدية مثل الجرب والليشمانيا داخل المخيمات، مع تزايد المخاوف من تداعيات الوضع الصحي المتردي، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
- توقف الدعم الدولي منذ بداية عام 2024 أثر سلباً على الخدمات المقدمة للنازحين، مع مطالبات للمجتمع الدولي بالالتزام الأخلاقي تجاههم وضرورة تمديد وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.

يعاني نازحو مناطق شمال غربيّ سورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة من تراجع ملحوظ في المشاريع الخدمية والدعم المقدّم إلى القاطنين في المخيمات مع الانسحاب التدريجي للمنظمات الإنسانية وإيقاف مشاريعها المهمة منذ مطلع العام الجاري.

وأوقفت عدة منظمات مشاريع الإصحاح التي تضمّ أعمال الصرف الصحي وترحيل القمامة والنفايات والتوعية الصحية وتزويد المخيمات بالمياه، عن أكثر من 178 مخيماً منذ مطلع عام 2024، وفقاً لمديرية التنمية في إدلب، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة على ساكني تلك المخيمات.

ليشمانيا وأمراض جلدية

وقالت مريم القاسم (49 عاماً)، وهي نازحة مقيمة في مخيم الأمل شمال غربيّ سورية: "إن القمامة تتراكم في المخيم ولم تُرحَّل منذ أكثر من شهرين، ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية، كالجرب والليشمانيا التي أصابت الأطفال ولم يسلم منها الكبار أيضاً".

ولم تُخفِ القاسم خوفها من استمرار المشكلة، خصوصاً مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، ما سيزيد من تداعيات المخاطر التي تسببها تلك النفايات.

الصورة
نازحو شمال غربي سورية (عدنان الإمام)
طفل نازح مصاب بالليشمانيا جراء انتشار النفايات (عدنان الإمام)

أما نزار القاسم (44 عاماً)، وهو أيضاً نازح مقيم في المخيم، فيقول: إنّ المكان بات أشبه بتجمع للقمامة، ما يثير استغراب المارين من قدرة السكان على التحمّل والعيش في بؤرة للأمراض والروائح الكريهة.

ويشكو إصابة ابنته بحساسية وجرب جراء انتشار الحشرات، موضحاً أنه لم تستعد عافيتها بعد رغم مراجعته الأطباء كل يوم دون جدوى، بسبب استمرار المشكلة والعوامل المسببة لتلك الأمراض.

الصورة
نازحو شمال غربي سورية (عدنان الإمام)
بؤرة لتراكم النفايات والروائح الكريهة (عدنان الإمام)

ويطالب المتحدث المعنيين بالإسراع في إعادة تفعيل المشاريع الخدمية في المخيم وإنقاذ ساكنيه من مزيد من المخاطر والمآسي المتوقعة.

نفايات ومشاكل صرف صحي

أما النازح الستيني فواز مصطفى حسين، فيوضح لـ"العربي الجديد" أنّ النفايات تعدّت الحاويات وانتشرت بين الخيام، فضلاً عن فيضان دورات المياه بمياه الصرف الصحي، مطالباً المسؤولين بتحمّل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المهجّرين في هذه المخيمات ممّن لا يملكون حولاً ولا قوة.

الصورة
نازحو شمال غربي سورية (عدنان الإمام)
انتشرت النفايات بين المخيمات (عدنان الإمام)

وللحفر التي تُستخدم بديلاً من قنوات الصرف الصحي حكاية أخرى يرويها أحمد شعبان (67 عاماً)، مؤكداً أن هذه الحفر تضررت أيضاً جراء توقف الدعم عن المخيم، ووصلت مياهها إلى المخيمات المجاورة، في الوقت الذي يصعب على السكان شفطها بسبب تكلفتها العالية، بينما لم تلقَ شكاويهم العديدة أي أذن صاغية.

من جهة أخرى، يقول مدير مكتب مؤسسة الإحسان للإغاثة والتنمية وإحدى مؤسسات المنتدى السوري المنفذة لتلك المشاريع سابقاً، محمد عقيل قناص، إنه يعي خطورة تراكم النفايات في المخيمات لما لها من آثار خطيرة على الصحة، غير أن توقف الدعم الدولي عن منظمات المجتمع المدني منذ بداية عام 2024 أدى مباشرةً إلى توقف العديد من المشاريع الخدمية.

الصورة
نازحو شمال غربي سورية (عدنان الإمام)
أكثر من 60 مخيماً تضررت بسبب توقف الخدمات (عدنان الإمام)

ويضيف لـ"العربي الجديد" أن أكثر من 60 مخيماً تضررت في كل من سرمدا والدنا وكفردريان ودير حسان، وسيتوقف أيضاً مع بداية الشهر الجاري تنفيذ مشاريع خدمية عن تسعة مخيمات أخرى جراء توقف الدعم.

ودعا المجتمع الدولي إلى الالتزام الأخلاقي تجاه المجتمع السوري شمال غربيّ سورية والنظر في أحوال النازحين الذين يعانون الفقر وضنك العيش وقلة مصادر الدخل وفرص العمل.

وسبق أن أعربت وكالات إغاثة ومنظمات سورية عن مخاوفها بشأن "ضعف واستدامة" تمديد وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، مطالبة بالوصول غير المشروط وغير المحدود للمساعدات إلى شمال غرب سورية.

وشددت في تقرير سابق على أهمية دخول المساعدات عبر الحدود من دون قيود، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى نحو 4.5 ملايين شخص، بينهم 4.1 ملايين في حاجة ماسة إلى المساعدات، و3.7 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فإن باب الهوى نقطة العبور الرئيسية التي يُسلَّم من خلالها ما يقرب من 90% من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى شمال سورية.

ذات صلة

الصورة
المرأة السورية في المخيمات (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير في يوم المرأة العالمي.
الصورة
سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

أدى استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب شمال غربي سورية إلى تفاقم معاناة قاطني المخيمات، وخاصة العشوائية منها وذات الطرق غير المعبدة والخيام المهترئة.
الصورة
مخيم الكورنيش فس شمال غربي سورية (عامر السيد علي/العربي الجديد)

مجتمع

حذرت الأرصاد الجوية سكان المخيمات شمال غربيّ سورية من بدء منخفض جوي قاسٍ يستمر لعدة أيام ابتداءً من ليلة اليوم الاربعاء، حيث تعيش مجمل المخيمات ظروفاً قاسية.
الصورة
نازحون سوريون في مخيم في الشمال السوري 3 (العربي الجديد)

مجتمع

يتخوّف سكان المخيمات في ريف إدلب شمال غربي سورية من استمرار عرقلة روسيا لتجديد آلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى المنطقة، بعد انتهاء التفويض الحالي في 10 يوليو/ تموز الجاري، كون هذه المساعدات تعتبر بالنسبة لهم منقذة للحياة..

المساهمون