أطفال الهول في سورية ضحايا النزاعات وسط تراجع عمل المنظمات الإنسانية

أطفال مخيم الهول في سورية ضحايا النزاعات العسكرية وسط تراجع عمل المنظمات الإنسانية

26 مايو 2022
مخيم الهول ليس بيئة مناسبة ليكبر فيها الأطفال (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

لا يكاد يمرّ يوم على مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، من دون حوادث قتل أو شجار، تحدث أمام أنظار الأطفال الذين يزيد عددهم عن 20 ألفاً كانوا ضحية للأعمال العسكرية التي تشهدها المنطقة، بين كل من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري من جهة، وفصائل المعارضة و"قسد" من جهة أخرى، يضاف إلى ذلك تراجع عمل المنظمات الإنسانية.

ويقول رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية شيخموس أحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأطفال في المناطق الواقعة شمال شرقي سورية  يعانون من الضعف العام في الاستجابة، وخاصة في مخيم الهول الذي يعاني صغاره  بسبب ضعف الخدمات في المنطقة، إذ يعدّ تمويل منظمات شرق سورية محدوداً جداً، وهناك حصار مفروض من العديد من الجهات العسكرية، فضلا عن تأثيرات الإغلاق المتكرر للمعبر الوحيد مع إقليم كردستان العراق.

ويشير إلى أنّ الجزء الموجود من الخدمات لا يلبي أدنى الاحتياجات لسكان المنطقة، وشهدت المنطقة أخيراً تراجعاً في المساعدات التي تقدّمها المنظمات العاملة في مخيم الهول، وذلك عائد إلى الخلافات التي دارت، أخيراً، بين قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية وقوات النظام، لافتاً إلى أنّ النقص في سيارت الإسعاف والأدوية يدفع ثمنه النازحون، الذين تعرّضوا لحملات تهجير عديدة، وظروف نفسية بالغة الصعوبة بسبب الحظر الذي فرضه فيروس كورونا، والعواصف الغبارية الأخيرة.

بدوره، يقول متطوع في إحدى المنظمات العاملة في مخيم الهول، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوضع داخل المخيم مأساوي، فكثير من الأطفال لا يجيدون القراءة والكتابة، ولا يعرفون شيئاً عن الحياة خارجه، ومنهم من ولد وعاش داخله، و"عندما يرون أناساً يرتدون لباساً مختلفاً أو يحملون أجهزة الهاتف يظنون أن هذه الأشياء قادمة من عالم آخر"، على حد وصفه.

ويؤكد المتطوع، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، الدور الهام لاستمرار عمل المنظمات داخل المخيم، في محاولة لكسر عزلة أكثر من 20 ألف طفل، سيشكّلون مشكلة كبيرة للدول التي ينتمون إليها إذا ما كبروا في هذه الظروف.

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير قد قال، عقب زيارة أخيرة للمخيم الذي يؤوي الآلاف من عائلات مقاتلي "داعش"، ومدنيين آخرين: "إنها ليست بيئة مناسبة ليكبر فيها أطفال المخيم، ولهذا فإننا نبذل قصارى جهدنا، نحن وغيرنا من المنظمات الإنسانية، وكذلك السلطات المحلية الكردية، لمنع حدوث ما هو أسوأ. ولكن عندما لا يبقى بوسعك ما تفعله سوى أن تمنع وقوع الأسوأ في بيئة ما، فهذا يعني أن الوضع صار صعباً للغاية".

وأشار إلى أن مخيم الهول يمثل أكبر الأزمات التي تتصل بحماية الأطفال على مستوى العالم في الوقت الراهن، وذلك بعدما رفضت غالبية الدول إجلاء الأطفال بسبب شكوك ترى أن أهلهم تعاونوا مع "داعش" أو قاتلوا بين صفوفها، إلا أن بعضاً من هؤلاء الأطفال ولدوا في سورية، في حين أتى آخرون برفقة أهلهم من دول أخرى.

والثلاثاء، طالب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، في بيان، بإلغاء مخيم الهول حيث يوجد الآلاف من المواطنين العراقيين، الذين أعادت بغداد منهم، منذ أغسطس / آب الماضي، نحو 500 عائلة كانت تقيم فيه وفي مخيمات أخرى في سورية، ودعا الدول إلى سحب رعاياها منه.

 ويقع "مخيم الهول" جنوبي محافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي سورية، ويضم 15431 عائلة، بعدد أفراد يبلغ  56773 فرداً، من بينهم 2423 من عائلات قتلى ومعتقلي تنظيم الدولة "داعش" الأجانب المُنحدرين من نحو 60 دولة، حسب إحصاءات إدارة المخيم.

المساهمون