توقف التمويل يهدد بتعطيل مشفى أطمة في الشمال السوري

توقف التمويل يهدد بتعطيل مشفى أطمة في الشمال السوري

31 ديسمبر 2023
مستشفيات الشمال السوري لا تكفي أعداد المراجعين (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت إدارة مشفى أطمة الخيري في شمال غربي سورية، استمرار العمل بشكل تطوعي اعتباراً من مطلع العام الجديد، مع تقليص الخدمات المقدمة للمراجعين بسبب توقف التمويل، موضحاً في بيان صدر الخميس أن "جميع الخدمات الطبية ستقدم ضمن الإمكانات المتاحة ريثما يتم تأمين منظمة داعمة للمشفى بالتنسيق مع مديرية الصحة في إدلب".
وسبق بيان المشفى بيان آخر لمنظمة "يداً بيد للإغاثة والتنمية" تعلن فيه انتهاء تمويلها لمشفى أطمة الخيري، مؤكدة أن القرار يتعلق بتغيير أولويات المنظمة ولا يعكس أداء المشفى. ويقول المدير الإداري لمشفى أطمة الخيري، محمود عبد الوهاب، لـ"العربي الجديد"، إنه المشفى الوحيد الذي يضم أقسام الجراحة والداخلية والعامة والقلبية في منطقة مخيمات عدد سكانها يبلغ نحو 600 ألف نسمة، إضافة إلى القرى المأهولة المحيطة.
ويشير إلى أنه "قبل تخفيض الدعم الذي حدث في مطلع 2023، بلغ عدد المراجعين 25 ألفاً شهرياً، وفي الوقت الحالي يبلغ عدد المراجعين 13 ألفاً شهرياً، والمشفى يضم 9 عيادات خارجية، و4 غرف عمليات، وجناح إقامة للرجال وجناحاً للنساء، وغرفة عناية قلبية بثمانية أسرة، إضافة الى تصوير طبقي محوري، ومختبر يعمل 24 ساعة في اليوم، ويوفر خدمة الإسعاف، وجميع هذه الخدمات مجانية، ويعمل نحو 20 طبيباً في المشفى حالياً، إضافة إلى 110 من أفراد الكادر الطبي والإداري".


بدوره، يقول مدير المشفى، الطبيب مهيب قدور، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك منظمات تجري دراسة على المشفى لتقديم الدعم مع بداية العام الجديد، مع إعادة الخدمات التي توقفت، وعودة المشفى للعمل بطاقته القصوى. الجراحات التي تجرى في المشفى تشمل الجراحة العامة والبولية التنظيرية، والجراحات الترميمية، ويضم المشفى عيادات داخلية لأقسام الغدد والأعصاب وأمراض الدم والأورام، إضافة إلى عيادات عامة وقلبية، فضلاً عن أقسام الإيكو والعيادة النفسية، ومركز ثلاسيميا، ومركز لقاحات".
ويقول علي السعيد، وهو مدير "مخيم شحشبو" للنازحين، لـ"العربي الجديد"، إن "إتاحة الخدمات الصحية بالمجان في منطقة المخيمات مهمة جداً لسكانها، وتضم منطقة أطمة أكثر من 100 مخيم، وإغلاق مشفى أطمة الخيري يؤثر على الجميع، ويأتي بعد توقف برنامج الغذاء العالمي عن دعم هذه المخيمات، لذا نطلب من جميع الجهات المعنية إيجاد بديل في ظل توقف الداعم السابق، ونطالب وزارة الصحة بإيجاد مشفى بديل فوراً لتوفير الرعاية الطبية لسكان المخيمات".


ويوضح مصطفى عبد الوهاب، وهو أحد سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد": "يعد مشفى أطمة الخيري المنشأة الصحية الكبرى في المنطقة التي تؤوي مئات آلاف النازحين، والمئات يقصدون المشفى يومياً لتلقي الخدمات الصحية بشكل مجاني. توقف الدعم عن المنشأة الصحية سيؤثر بشكل مباشر على توفر الخدمات الصحية، وسيجعل السكان والنازحين عرضة لاستغلال المشافي الخاصة التي تتقاضى مبالغ لا يملكها الغالبية منهم، وقد يصل الأمر إلى حرمان كثيرين من الخدمات الطبية. نطالب جميع الجهات المانحة بتوفير الدعم للمشافي، وزيادته لتوسيع الخدمات مراعاة للأوضاع المادية المتدنية لسكان المنطقة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشية، ونتمنى ألا نصل إلى مرحلة تجعل المواطن الفقير يفاضل بين العلاج ولقمة العيش".
ويؤكد علي الخلف، الذي يقيم في تجمع مخيمات أطمة، لـ"العربي الجديد"، أن "توقف الدعم عن المشفى يؤثر على جميع سكان المخيمات، وعلى القرى المجاورة مثل دير بلوط والمحمدية. مشفى أطمة يخدم مئات آلاف السكان في المنطقة، والبدائل المتاحة هي المشافي الخاصة، بينما لا قدرة للسكان على تحمل كلفتها".

بدورها، تناشد الناشطة المجتمعية أحلام الرشيد، وهي مقيمة في أطمة، كل المنظمات الإنسانية دعم المشفى الذي يخدم منطقة جغرافية كبيرة شمال غربي سورية، ويعد المشفى الوحيد في المنطقة الذي يقدم هذا الكم من الخدمات، وبه كادر نسائي متخصص من طبيبات وممرضات، موضحة أن "توقف الدعم يتسبب في ضرر كبير، خاصة للنساء والأطفال وكبار السن في مناطق ريف حلب وإدلب، حيث غالبية النازحين من الفئات الهشة التي لا قدرة لها على مراجعة المشافي الخاصة".
يقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية أن نحو مليوني نازح يعيشون في مخيمات الشمال الغربي، بينما يبلغ عدد السكان 4.5 ملايين نسمة، ويواجه هؤلاء مصاعب كبيرة في الحصول على الخدمات الصحية كونهم غير قادرين على تحمل أعباء المشافي الخاصة.

المساهمون