الأربعاء الأحمر.. إيزيديو سورية يحتفلون بعيد رأس السنة

الأربعاء الأحمر.. إيزيديو سورية يحتفلون بعيد رأس السنة

17 ابريل 2024
إيزيديو سورية يحتفلون بـ"الأربعاء الأحمر"، نيسان 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- احتفل الإيزيديون في سورية والعالم بـ"الأربعاء الأحمر"، رأس السنة الإيزيدية، بفعاليات فنية وثقافية جمعت مختلف الأديان والثقافات، مؤكدين على الوحدة والتنوع.
- "الأربعاء الأحمر" يعكس تقاليد عميقة ترمز إلى الخلق والخصوبة، مع تقدير خاص للطبيعة والتعايش السلمي، ويشهد تقاليد مثل تلوين البيض وزيارة الأماكن المقدسة.
- بعد الثورة السورية وتأسيس الإدارة الذاتية، حظي الإيزيديون بحرية أكبر في ممارسة طقوسهم، مع اعتراف متزايد بديانتهم وثقافتهم، في سياق يبرز التعددية الثقافية والدينية في المنطقة.

احتفل إيزيديو سورية والعالم، اليوم الأربعاء، بمناسبة رأس السنة الإيزيدية، والمعروف محلياً بـ"الأربعاء الأحمر"، وقد تم تنظيم احتفالين مركزيين في كل من منطقة سد مزكفت في ناحية القحطانية وفي ريف عامودا، بريف محافظة الحسكة شمال شرقس سورية.

وتضمنت الاحتفالات تقديم عروض فنية فولكلورية غنائية وراقصة وعروض مسرحية بمشاركة مثقفين وفنانين وسياسيين وحضور شعبي لافت ومميز من الكرد والعرب والمسيحيين والمسلمين، الذين شاركوا الإيزيديين فرحتهم بقدوم رأس السنة الجديدة، إذ أقيمت فعاليات منذ ليلة أمس، منها زيارة الأماكن المقدسة وتحضير وجبات العيد والحلويات والبيض الملون.

الصورة
إيزيديو سورية يحتفلون بـ"الأربعاء الاحمر"، نيسان 2024(العربي الجديد)

وقال أحمد علي من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "نحتفل وأولادنا اليوم بعيد الإخوة الإيزيدية، ونبارك كمسلمين أعيادهم دوماً، وهم أيضاً بنفس الوقت يهنئونا بأعيادنا ومناسباتنا".  

وقال خبات شاكر، وهو مواطن إيزيدي من ألمانيا، لـ"العربي الجديد": "الأربعاء الأحمر هو تاريخ قديم جداً منذ آلاف السنين، وهو عيد يرمز إلى الطبيعة، وهناك أمور ربانية كثيرة فيه، مثل البيض الذي يرمز إلى كروية الأرض والزينة وعيد طاووس ملك"، مشيراً إلى تحضيرات العيد التي تسبقه كتجهيز البيض وتلوينه بالألوان الطبيعية، وتجهيز الأكل، وزيارة القبور وفي يوم العيد يخرج الأهالي إلى الطبيعة.

الصورة
إيزيديو سورية يحتفلون بـ"الأربعاء الاحمر"، نيسان 2024(العربي الجديد)

أضاف شاكر "سابقاً قبل الثورة السورية لم يكن هناك اعتراف بالديانة الإيزيدية وكانت احتفالاتنا قليلة وسرية، ولكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية تم الاعتراف بها وتأسيس البيت الإيزيدي، وهناك يستطيع الإيزيديون ممارسة كامل طقوسهم وعاداتهم بحرية، ويشارك في احتفالاتنا جميع مكونات الشعب السوري من أكراد ومسلمين وعرب ومسيحيين".

ما هو الأربعاء الأحمر؟

"الأربعاء الأحمر"، وفق تفسير الإيزيديين، هو اليوم الذي ضخّ فيه الربّ الدم في أول جسد بدأت منه الحياة، وهو أيضاً "عيد الخليقة"، وموعد تفتّح شقائق النعمان. وحسب الديانة الإيزيدية، يرتبط "الأربعاء الأحمر" بأربعة احتفالات، هي انفجار الذرة البيضاء وتكوّن الماء والتراب والهواء والنار، وغليان الأرض التي تشبه البيضة، وعيد الخليقة، إضافة إلى "عيد الخصوبة".

الصورة
إيزيديو سورية يحتفلون بـ"الأربعاء الاحمر"، نيسان 2024(العربي الجديد)

وأوضح نسيم فارس، رئيس قسم الديانة الإيزيدية في كلية العلوم الدينية بجامعة روج آفا لـ"العربي الجديد"، في تقرير سابق، أن تسمية الأربعاء الأحمر ربما كانت ترتبط بخلفيات اجتماعية وثقافية، والتسمية الصحيحة في اعتقادي هي الأربعاء الأول من نيسان (عيد الخليقة) ورأس السنة.

ووفقاً لاعتقادات الإيزيديين يمنع في إبريل/ نيسان الزواج وعقد القران، لأنه يعدّ جالباً للنحس، فهذا الشهر بالنسبة إلى الإيزيديين بمثابة عروس في كامل زينتها وحضورها. كذلك يحرم عليهم حرث الأرض، لاعتقادهم أنها حُبلى بالنباتات وغيرها، ويمنعون من السفر بعيداً عن منازلهم أو مكان إقامتهم.
وبحسب آخر أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يقدّر عدد الإيزيديين في العالم بحوالى 800 ألف شخص، يعيش حوالى 550 ألفاً منهم في العراق. وتوجد أقلية إيزيدية في سورية يقدَّر عددها بنحو 30 ألفاً تعيش في عدد من قرى محافظة الحسكة وفي منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب.

المساهمون