إيزيديو سورية يحيون "الأربعاء الأحمر" بالقناديل والبيض

إيزيديو سورية يحيون "الأربعاء الأحمر" بالقناديل والبيض

سلام حسن

سلام حسن
21 ابريل 2022
+ الخط -

احتفل الإيزيديون في سورية، أمس، برأس السنة الإيزيدية "الأربعاء الأحمر"، وهو من الأعياد المقدسة لدى الطائفة الإيزيدية، ووفقاً للتقويم الشرقي يتأخر هذا العيد عن التقويم الغربي بـ13 يوماً، ويُشكّل الاحتفال به موروثاً لدى الإيزيديين بطقوسه الخاصة وعاداته القديمة.

ما هو الأربعاء الأحمر؟

"الأربعاء الأحمر" وفق تفسير الإيزيديين هو اليوم الذي ضخّ فيه الربّ الدم في أول جسد بدأت منه الحياة، وهو أيضاً "عيد الخليقة"، وموعد تفتّح شقائق النعمان. وحسب الديانة الإيزيدية، يرتبط "الأربعاء الأحمر" بأربعة احتفالات، هي انفجار الذرة البيضاء وتكوّن الماء والتراب والهواء والنار، وغليان الأرض التي تشبه البيضة، وعيد الخليقة، إضافة إلى "عيد الخصوبة".

ويقول نسيم فارس، رئيس قسم الديانة الإيزيدية في كلية العلوم الدينية بجامعة روج آفا لـ"العربي الجديد"، إن تسمية الأربعاء الأحمر ربما كانت ترتبط بخلفيات اجتماعية وثقافية، والتسمية الصحيحة في اعتقادي هي الأربعاء الأول من نيسان (عيد الخليقة) ورأس السنة.

ويمنع في إبريل/ نيسان الزواج وعقد القران، لأنه يعدّ جالباً للنحس، فهذا الشهر بالنسبة إلى الإيزيديين بمثابة عروس في كامل زينتها وحضورها، لذلك يسمونه "بوكا سالي" باللغة الكردية، أي "عروس السنة". كذلك يحرم عليهم حرث الأرض، لاعتقادهم أنها حُبلى بالنباتات وغيرها، ويمنعون من السفر بعيداً عن منازلهم أو مكان إقامتهم.

بيض وقناديل واحتفالات

يتميز هذا العيد بطقوس احتفالية عديدة، وأبرزها إيقاد القناديل في معبد لالش الذي يبعد نحو 12 كم شمال غربيّ قضاء شيخان، في محافظة دهوك بإقليم كردستان. وفقاً لنسيم الذي أكد أنه يُوقَد 365 قنديلاً، دلالة على عدد أيام السنة الجديدة وولادة الربيع وتجدد الحياة ونهاية الشتاء.

أما البيض الذي يرمز إلى الكون، فيجري إعداده وتلوينه وتقديمه للأطفال، وتتزين به المائدة، سواء في المنازل أو في أماكن الاحتفال.
ويتابع نسيم: "في القرى والبيوت، تسلق النساء البيض ويلوّنّه ويُعددن الحلويات ويوزعنها على الجيران، ويجمع الشبان والشابات الورود الحمراء (شقائق النعمان) في صبيحة يوم العيد، ويضعونها مع قشور البيض الملونة ويعلّقونها فوق عتبة الأبواب مع عجينة من الطحين تبركاً بالخير القادم. كذلك تزور العوائل المقابر صبيحة الأربعاء وتتبادل الزيارات للتهنئة بمناسبة العيد".

وتعدّ لعبة تكسير البيض بين أبناء العائلة الواحدة أو أبناء القرية على شكل تجمعات رجالية ونسائية اللعبة الرئيسية لهذا العيد. ويزور الفلاح مزرعته ويرشّ قشور البيض على الأرض لزيادة المحصول والتبرك، كما يوضح نسيم.

تعايش وسلم

من جهته، يوضح فؤاد إبراهيم باشا لـ"العربي الجديد": "أنا من قبيلة ملال الكردية التي تشمل الإيزيدية، نحتفل بالعيد الخاص بكل مكونات الشعب السوري وكردستان، وفي يوم من الأيام يجب أن نحتفل جميعاً، عرباً أو كرداً أو مسلمين ومسيحيين بهذه الأوقات الجميلة من نيسان".

الصورة
إيزيديو سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

أما همبر محمد من مجلس الأعيان الذي يشارك في احتفالات "الأربعاء الأحمر"، فقد قال لـ"العربي الجديد": نحتفل بالأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية، نشاركهم أفراحهم بهذه المناسبة، ونأمل أن تكون سنة خير في شمال شرق سورية والعالم كله". وتابع: "حضورنا باسم هيئة أعيان وشمال شرق سورية، وفي كل عام تزداد المشاركات من العرب والكرد والإيزيديين، في مشهد يعكس التعايش السلمي وتبادل الثقافات".

الصورة
إيزيديو سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

 

 

وبحسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يقدّر عدد الإيزيديين في العالم بحوالى 800 ألف إيزيدي، يعيش حوالى 550 ألفاً منهم في العراق. وتوجد أقلية إيزيدية في سورية يقدَّر عددها بنحو 30 ألفاً تعيش في عدد من قرى محافظة الحسكة وفي منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب. أما في تركيا، فلم يبق منهم أكثر من 500 إيزيدي يعيشون في مدن مثل ديار بكر وشرناخ وباتمان، بينما كان عددهم أكثر من 25 ألفاً في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وهاجر أغلبهم إلى أوروبا، وتوجد أقليات إيزيدية في كل من جمهورية جورجيا وأرمينيا.

 

ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة
ناج من زلزال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاماً)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير.
الصورة
سوريون عند الحدود التركية في اتجاه سورية 3 (هاكان أكغون/ Getty)

مجتمع

يعبّر سوريون في تركيا عن مخاوفهم من ترحيلهم قسراً، لا سيّما مع استمرار العمليات في هذا الإطار. ويشيرون إلى أنّهم مهدّدون بالترحيل إلى سورية، على الرغم من أنّهم يحملون بطاقة الحماية المؤقتة (كملك).
الصورة
استقلال الجزائر/سياسة/العربي الجديد

سياسة

رغم الجدل الذي أثارته إعادة مقطع كان محذوفاً منذ عام 2007 إلى النشيد الوطني الجزائري يتضمن إشارة إلى فرنسا، احتفل الجزائريون بالذكرى الـ61 للاستقلال، منشدين "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب".

المساهمون