الأسير كايد الفسفوس يواجه "جريمة الصمت"

الأسير كايد الفسفوس يواجه "جريمة الصمت"

19 نوفمبر 2021
تدهورت حالته الصحية وبلغت مرحلة خطرة جداً (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه الأسير الفلسطيني كايد الفسفوس (32 عاماً)، المتحدر من مدينة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، خطر الموت في أي لحظة، بعدما تدهورت حالته الصحية، وبلغت مرحلة خطرة جداً، في ظل تمسكه برفض إنهاء إضرابه المستمر منذ نحو 130 يوماً، ويرقد حالياً في مستشفى بارزلاي الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة وحيداً من دون أي من أفراد عائلته أو ابنته جوان (8 أعوام) التي تكثر أسئلتها عن صحة والدها، ما يؤلم العائلة.
وكانت جوان الصغيرة قد زارت والدها خلال إضرابه عن الطعام وقبّلت يديه وأسقته الماء في كأس بلاستيك، ثم استراحت على صدره في غرفة المستشفى فضمت يده شعرها رغم وهن جسده. وعندما عادت إلى المنزل رسمته في الدفتر المدرسي.

ورغم محاولة عائلة جوان الإجابة عن أسئلتها بطريقة لطيفة تتجنب غالباً نقل حقيقة الصحة السيئة لوالدها، من أجل إرضائها أو تهدئة حالتها النفسية، لكن ذلك لا يجدي نفعاً، فيما يؤكد عمها خالد الفسفوس أن "الوضع النفسي لابنة شقيقه سيئ، وانعكس على تحصيلها في المدرسة التي أخبرتنا إدارتها، استناداً إلى متابعة مسؤولي الإرشاد النفسي، أن جوان باتت لا تتفاعل مع زميلاتها أو صديقاتها، ولا تتابع بتركيز مناسب الشرح في الحصص، ما جعل معدلها الدراسي يتراجع، في ظل مؤشرات واضحة لانطوائها وعزلتها".

كذلك تعاني حلا، أم جوان، من حالة نفسية سيئة بسبب احتمال استشهاد كايد في أي وقت، وهو ما تحذر منه مؤسسات فلسطينية تعنى بحقوق الأسرى إضافة إلى أطباء في مستشفى بارزلاي، ما يمنعها من منح ابنتها أي دعم.

الصورة
جوان تسقي والدها الماء (العربي الجديد)
جوان تسقي والدها الماء (العربي الجديد)

ويقول خالد الفسفوس: "تحاول زوجة كايد بقدر ما تستطيع دعم جوان، ومتابعة وضعها مع المرشدة النفسية والاجتماعية في المدرسة، لكنها مُتعبة أيضاً، وتحتاج إلى دعم".
وبدأت تظهر علامات صحية في غاية الخطورة على الأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس، وآخرها بحسب ما تروي عائلته لـ"العربي الجديد" فقدانه القدرة على النطق والكلام في شكل شبه كامل، وتضرر جهازه العصبي لدرجة عدم القدرة على الإحساس بقدميه، وهو معرّض لمخاطر محتملة عالية تشمل عمل الكبد والقلب والكليتين.
وتشير مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة لـ"العربي الجديد" إلى أن علامات لتجلط في الدم، وربما فطريات أو بثور، ظهرت على جسد كايد الفسفوس أخيراً، فيما هبط وزنه كثيراً، وتأثر جسده الرياضي بدرجة كبيرة، و"هناك مخاوف جدية من استشهاده أو تعرضه لموت مفاجئ".

الصورة
لهفة جوان كبيرة إلى والدها (العربي الجديد)
لهفة جوان كبيرة إلى والدها (العربي الجديد)

ويناشد خالد الفسفوس إنقاذ حياة أخيه كايد في شكل عاجل، ويقول: "يتعرض أخي كايد لجريمة ترتكبها مخابرات الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع المحكمة، والصمت الفلسطيني السائد في شأن وضعه بمثابة مشاركة في الجريمة. من هنا يجب أن يتحرك الجميع قبل فوات الأوان".
وينفذ الأسير كايد الفسفوس حالياً قرار اعتقاله الإداري للمرة الرابعة. وأمضى حتى الآن ما مجموعه خمس سنوات في سجون الاحتلال، كما أن ثلاثة من أشقائه في السجن، وهم محمود (30 عاماً) الذي أمضى 13 عاماً في الاعتقال الإداري في شكل متقطع، وأكرم (38 عاماً) وحافظ (37 عاماً) اللذان أمضيا نحو خمس سنوات في سجون الاحتلال.
وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إصدار تصاريح زيارة دائمة لباقي أفراد عائلة كايد، وهم أخوان وخمس أخوات، إضافة إلى والدته.

وقبل اعتقاله، عمل كايد الفسفوس في بلدية مدينة دورا، واستأنف دراسة علم الكومبيوتر في جامعة الخليل، قبل أن تتعثر دراسته خلال السنوات الماضية بسبب الاعتقالات المتكررة.

المساهمون