الأردن: تحركات الدم الواحد لدعم فلسطين

الأردن: تحركات الدم الواحد لدعم فلسطين

27 أكتوبر 2023
يتمسك الأردنيون بأي جهد لنصرة فلسطين (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

تركز مؤسسات المجتمع المدني في الأردن، وبينها النقابات المهنية والجمعيات والمنظمات الإنسانية، في حملاتها لتقديم تبرعات ومساعدات لغزة، على توفير معونات طبية وأدوية تشكل احتياجات رئيسية لمواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
يقول نقيب الصيادلة محمد عبابنة لـ"العربي الجديد": "تفاعل أعضاء النقابة بمجرد وضع إعلان على صفحتها من أجل الدعوة للتبرع للأهل في غزة، وأقبلوا على ذلك بكثافة، ما سمح بجمع تبرعات نقدية ومستلزمات طبية وأدوية، كما تبرعت شركات صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في المملكة بمئات الآلاف من الدنانير".
ويؤكد أن الحملة مستمرة ولن تتوقف، فالمطلوب ليس المساعدة خلال فترة العدوان فقط، بل المساعدة لتجاوز آثاره، داعياً المواطنين وأعضاء النقابة إلى التبرع بأي مبلغ لمساعدة الأهل في غزة، ويشدد على أن النقابات المهنية جسد واحد، وتحاول تقديم ما تستطيع للأهل في غزة بحسب تخصصها.
بدوره، يقول عضو مجلس إدارة الهيئة العربية لإعمار فلسطين نقيب المهندسين السابق وائل السقا لـ"العربي الجديد": "قررت الهيئة تنفيذ عدد من الأنشطة لدعم الأهل في غزة، خاصة في مجال الإعمار، والهيئة التي تمثل نقابتي المهندسين والمقاولين فتحت باب التبرع لحملة غزة معاً ننصرها للإيواء وإعادة الإعمار في غزة".
يتابع: "تحتاج غزة وشعبها أكثر من أي وقت مضى إلى العون والإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار. ويجب التركيز على عمليات الإيواء العاجل التي تشمل إزالة المباني الخطرة وترميم البيوت المتضررة، وفتح الطرق وتعبيد بعضها بسرعة حين تسمح الأوضاع الميدانية".
بدوره، يقول المدير التنفيذي لجمعية المستشفيات الخاصة نصر المجالي لـ"العربي الجديد": "انطلاقاً من الواجب الوطني والمهني، وحرصاً منها على تقديم ما تستطيع من أشكال الدعم والعون الطبي للأهل في فلسطين الذين يتعرضون إلى هجمة صهيونية غاشمة، تضع الجمعية كل إمكاناتها لتقديم العون الطبي ومعالجة المصابين، والمساهمة في سدّ النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية من خلال تقديم مساعدات تعتبر مهمة جداً في ظل هذه الظروف القاسية".

ويوضح أن "الجمعية تنسق عمليات تهدف إلى إيصال تبرعات إلى المستشفيات الخاصة في غزة، وتنظيم حملات للتبرع بالدم في هذه المستشفيات بالتعاون مع بنك الدم، كما تنسق مع نقابتي الأطباء والصيادلة ولجنة مساندة القطاع الصحي في غزة لتحديد الاحتياجات الملحة وإعطاء أولوية لها، والإسراع في إيصال المساعدات، وإخراج جرحى للعلاج في مستشفيات خاصة بالأردن إذا أمكن فعل ذلك. كما أبدت 58 مستشفى تنتمي إلى الجمعية استعدادها لتقديم تبرعات مادية وطبية.

يضع الجسم الطبي في الأردن كل إمكاناته لتقديم العون لغزة ومعالجة المصابين (غريغ ستينيت/ Getty)
يضع الجسم الطبي في الأردن كل إمكاناته لتقديم العون لغزة ومعالجة المصابين (غريغ ستينيت/ Getty)

ويؤكد عضو لجنة الإغاثة الطبية في نقابة الأطباء الأردنية، الدكتور مظفر الجلامدة، لـ"العربي الجديد"، أنه "تبقى الجهود مكبلة ومحدودة في ظل هذا العدوان، لكننا نحاول أن نكون مستعدين عند السماح بمرور كوادر طبية ومستلزمات وأدوية. واللجنة تعمل لفتح باب التطوع للاختصاصات الطبية التي يجب أن تتوفر في هذه الظروف، والانتقال للمساعدة في إسعاف الجرحى بمستشفيات قطاع غزة فور فتح ممرات إنسانية أو السماح بدخول كوادر طبية، وقد التزم نحو 250 طبيباً من اختصاصات مختلفة بالتطوع للذهاب إلى غزة، وأبدى عدد كبير جداً جاهزيتهم للمساعدة في أي وقت من خلال البعثات الطبية".
ويشير إلى أن "النقابة تنسق مع وزارة الصحة الفلسطينية لمعرفة احتياجات القطاع، حيث جرى حصر الأدوية والمستلزمات الطبية والاختصاصات التي تحتاجها المستشفيات. وقد أبدى عدد كبير جداً من الأطباء استعدادهم لعلاج جرحى مجاناً بالتعاون مع المستشفيات فور إحضارهم من قطاع غزة إلى الأردن. ويشمل التنسيق أيضاً وزارة الصحة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية ومنظمة أطباء بلا حدود".

من جهتها، تقول رئيسة جمعية نشميات الأردن الخيرية، النائبة السابقة الدكتورة ردينه العطي، لـ"العربي الجديد": "نظمت الجمعية حملة تبرع بالدم بشعار دمنا وحدتنا في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بهدف دعم أهل قطاع غزة الذين يعانون من أبشع أشكال العدوان من الكيان الصهيوني الغاصب. وجاءت هذه الحملة انطلاقاً من شعور الشعب الأردني بالمسؤولية الكبيرة، وعكست حسن استجابته لنداء الواجب والارتباط المطلق بالشعب الفلسطيني، وتمسكه بأن الدم واحد ولا يمكن أن ينفصل ابداً، حيث سنبقى ندافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
تتابع: "نحن مستعدون لجمع تبرعات طبية أو غذائية أو حتى أدوات معيشية لمساندة أهل غزة، والكثير من الأردنيين يريدون تقديم تبرعات لأهل غزة، خصوصاً أننا على أبواب الشتاء، وربما نحتاج إلى طرف رسمي لإيصال المساعدات".

المساهمون