الأبنية المتصدعة خطر يهدد منكوبي الزلزال في سورية

الأبنية المتصدعة خطر يهدد منكوبي الزلزال في سورية

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
18 فبراير 2023
+ الخط -

تحوّلت الأبنية المتصدعة إلى مصدر قلق لسكان مناطق شمال سورية، فهي آيلة للسقوط، وقد تدفن تحت ركامها من يحاولون العودة إليها بحثاً عن المأوى بدلاً من المكوث في العراء في ظل درجات حرارة متدنية خصوصاً خلال ساعات الليل.

يخشى غالبية الأهالي دخول تلك المباني لإحضار الاحتياجات الضرورية مثل الأغطية، في ظل معايشتهم مآسي فقدان جيران وأقرباء لهم تحت أنقاض الزلزال.
تجلس مريم حمو مع عائلتها في العراء، وتقول لـ"العربي الجديد": "نخاف أن ندخل منزلنا لأن المبنى المجاور الذي يتألف من أربعة طوابق معرض لانهيار قد يهدد بيتنا. ننام في الخارج بعدما عشنا أوقات رعب، وقد نقِل زوجي إلى المستشفى بعدما أصيب بنوبة خوف. سقطت خلال الساعات الماضية أربعة من جدران المبنى الذي يقع خلف بيتنا بعد رياح شديدة، وقريبتي وأولادها الخمسة دفنوا بعد الزلزال تحت الأنقاض، وقد انتشلت فرق الإنقاذ أربعة أولاد موتى. نحاول تدبر أمورنا، وننام فوق بعضنا البعض في السيارة". 
ومعظم الأبنية الآيلة للسقوط حالياً كانت متصدعة سابقاً بسبب القصف والغارات الجوية خلال الحرب. وتسبب الزلزال في تصدعات إضافية فيها، لتصبح خطرة في الوقت الحالي، ويتوجب إخلاؤها كونها لم تعد صالحة للسكن، ومهددة بالسقوط مع تكرر الهزات الأرضية. 
تضم بلدة عزمارين الكثير من الأبنية والمنازل المعرضة للانهيار كونها متضررة ومتصدعة جراء الزلزال. ويقول مواطن يدعى أيمن عربو لـ"العربي الجديد": "دمر الزلزال أكثر من 50 في المائة من الأبنية والمنازل، وقسم آخر من الأبنية تصدع فباقي السكان يخشون العودة إليها. نجلس في الوقت الحالي بين أشجار الزيتون، ونحتاج إلى أدوية ومواد تدفئة وخيم حتى تنجلي الأزمة، ونطلب فقط أن تزودنا المنظمات الإنسانية بها".

الصورة
يحاول الناجون تدبر أمورهم في العراء (عامر السيد علي)
يحاول الناجون تدبر أمورهم في العراء (عامر السيد علي)

يضيف أن "الليالي صعبة جداً نتيجة البرد، ووجود أطفال، وعدم توفر أبسط مقومات الحياة. نرجو أن تستقر الأمور، وأن توفر المنظمات الإنسانية مساعدات وأدوية لنا فوضعنا سيئ إلى أبعد الحدود نتيجة الكارثة وقلة الأدوية".
ويؤكد يونس طقيّة لـ"العربي الجديد"، أن أبنية عدة انهارت فوق رؤوس سكانها في مدينة سلقين، وما زال أشخاص تحت أنقاضها، ويقول: "نمكث في العراء فالبيت الذي نقيم فيه تصدّع في شكل كبير، وهو مهدد بالسقوط في أي لحظة مع تجدد الهزات، وهو ما يحصل يومياً، وتصيبنا الهزات بالخوف من انهيار المباني علينا إذا عدنا إليها".

يتابع: "في الليل تصبح درجات الحرارة منخفضة جداً، وقد انخفضت عن 4 درجات تحت الصفر في الأيام التي تلت الزلزال، فنحاول أن نشعل الحطب أو أي شيء للحصول على تدفئة. وضعنا أغطية داخل السيارة كي ينام الأطفال والنساء داخلها، أما الرجال فيتناوبون على النوم قرب النار إلى جانب السيارة. وفي الوقت الحالي نحتاج إلى خيام ومراكز إيواء، الوضع يرثى له، علماً أن منظمات إغاثة أحضرت أغطية ومواد غذائية للناجين من تحت الأنقاض".

ويتحدث محمد الخالد الذي يسكن في بلدة أرمناز بريف إدلب الشمالي الغربي، ويقبع في العراء حالياً لأن بيته لم يعد صالحاً للسكن لـ"العربي الجديد"، ويقول: "تصدّع بيتي كثيراً وقد ينهار. العواميد داخل المبنى متشققة وهذا أمر خطر جداً، وأخبرني صديق متخصص في الهندسة أن البيت غير صالح للسكن ومن الخطر العودة إليه، لذا ما زلنا في العراء، وقد اشتريت خيمة لعائلتي أقيم فيها في الوقت الحالي، لكن البرد قارس ولا يحتمل خصوصاً في ساعات الليل، وزوجتي وجميع أطفالي مرضى ويعانون من نزلات برد".

يتابع: "ما زلنا نشعر بهزات ارتدادية، ما يزيد من خوفنا. لن نعود إلى بيتنا أو إلى بيت آخر، علماً أن غالبية  منازل البلدة تصدّعت، ونحتاج إلى توفير مساعدات إنسانية وخيام للأشخاص بلا مأوى. مصائبنا كبيرة، وهول الكارثة يجعلنا في حال هلع مستمرة".

ذات صلة

الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
محمد حبوب.. إعاقة ونزوح بسبب الحرب السورية (عامر السيد علي)

مجتمع

خلفت الحرب السورية مآسي مروعة بكل تفاصيلها، طاولت مدنا وبلدات وعائلات بأكملها، وشكلت تلك المآسي انقلابا في حياة الكثير من السوريين
الصورة
ناج من زلزال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاماً)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير.
الصورة
مخيمات النزوح في سورية (عامر السيد علي/العربي الجديد)

مجتمع

يعيش مئات آلاف النازحين في سورية ظروفاً إنسانية قاسية للغاية مادياً ومعنوياً، في مخيمات تفتقر لأدنى مستويات الحياة، وما يزيد معاناتهم هو اليأس من تغير حالهم.

المساهمون