استنفار "شتوي" ضد ألغام الشمال السوري

استنفار "شتوي" ضد ألغام الشمال السوري

13 يناير 2022
مخاطر كبيرة على المزارعين في الشتاء (Getty)
+ الخط -

كثفت فرق برنامج الذخائر غير المنفجرة "أوكسو" التي تعمل ضمن منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عملها في تفكيك ذخائر غيرة منفجرة وإتلافها في مناطق سيطرة المعارضة السورية (شمال غرب)، وذلك بالتزامن مع بدء موسم الزراعة الشتوية، في سبيل تقليل خطر الذخائر غير المنفجرة على المزارعين.
يقول محمد سامي المحمد، الذي ينسق مهمات "أوكسو" ضمن منظمة "الخوذ البيضاء" لـ"العربي الجديد": "نفذت فرقنا أكثر من 600 عملية لتفكيك ذخائر غير منفجرة عام 2021، وأتلفت نحو 700 ذخيرة من أنواع مختلفة، أكثرها قنابل عنقودية من مخلفات قصف قوات النظام وتلك الروسية". يضيف: "لا يقتصر خطر العمليات العسكرية لقوات النظام وحليفه الروسي على الأثر المباشر والآني الذي ينجم عن قتل السكان وجرحهم وتدمير البنى التحتية، إذ يمتد إلى مدى طويل من خلال الإرث الثقيل للموت المرتبط بأيّ قذائف أو صواريخ لم تنفجر تشكل قنابل موقوتة قد تسبب كارثة في أية لحظة، في حال عدم التعامل معها قبل فوات الأوان".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويوضح المحمد أنّ "ملايين المدنيين في سورية يعيشون في مناطق مليئة بألغام وذخائر غير منفجرة نتجت من سنوات من قصف قوات النظام وتلك التابعة لروسيا. وتتركز جهود الخوذ البيضاء في التعامل مع هذا الواقع المؤلم والحفاظ على أرواح المدنيين عبر إزالة الذخائر وتوعية المدنيين على خطرها". ويشير المحمد إلى توثيق سقوط 140,702 صاروخ وقذيفة متنوعة منذ بداية عام 2019 وحتى نهاية عام 2020، وذلك رغم فترة وقف إطلاق النار التي شهدها معظم عام 2020. ويقول: "لا تزال توجد أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام بين منازل المدنيين وفي الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، التي نتجت من القصف الممنهج للنظام طوال سنوات. وستبقى هذه الذخائر قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود، ووجودها وانتشارها في أنحاء سورية سيجعل الخسائر تمتد فترة طويلة حتى إذا انتهت الحرب".

الصورة
إرث ثقيل للذخائر غير المنفجرة (الأناضول)
إرث ثقيل للذخائر غير المنفجرة (الأناضول)

فرق متخصصة
يتابع: "أنشأ الدفاع المدني السوري 6 فرق متخصصة في إزالة الذخائر غير المنفجرة تضمّ متطوعين مدربين في شكل جيد على التعامل مع أنواع محددة من مخلفات الحرب. وتتوزع هذه الفرق في كل المناطق السورية، حيث أتلفت أكثر من 23 ألف ذخيرة متنوعة حتى الآن، بينها 21 ألف قنبلة عنقودية، رغم أن إمكاناتها محدودة جداً وتواجه غالباً ظروف عمل صعبة للغاية حتّمت سقوط 3 شهداء في صفوفها". ويوضح أنّ "4 فرق للمسح تزور أيضاً قرى تنتشر في الشمال السوري لتحديد المناطق الملوثة بالذخائر، ورسم خرائط ترسل إلى فرق التفكيك كي تعمل بدورها للتخلص من كل ذخيرة في شكل منفرد من دون نقلها من مكانها". ويشير إلى أنّ فرق تفكيك الذخائر في الدفاع المدني السوري عملت في الأعوام الخمس الأخيرة على توثيق استخدام 60 نوعاً من الذخائر المتنوعة لقتل مدنيين منها 11 من أنواع القنابل العنقودية المحرّمة دولياً التي لم يتردد النظام وحليفه الروسي في استخدامها.

ثلاث مراحل عمل
وحول عمل برنامج الذخائر غير المنفجرة، يقول المحمد: "تشمل آلية العمل ثلاث مراحل متداخلة لإزالة الذخائر غير المنفجرة من مخلفات القصف، أولها تنظيم جلسات لتوعية المدنيين وتنبيههم إلى خطر هذه الذخائر، التي تعتبر من أهم إجراءات مواجهة خطرها، علماً أن فرقنا نظمت نحو 1100 جلسة توعية حضرها 13 ألف شخص أكثر من 90 في المائة منهم من الأطفال.

وقد ركزت مواضيع الجلسات على خطر الذخائر المتفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المتخصصة عنها فوراً. وتساعد فرق التوعية في الدفاع المدني فرق برنامج الذخائر غير المنفجرة في هذه المهمة التي تشمل طلاب المدارس وسكان المخيمات والتجمعات السكنية". يضيف: "تتمثل المرحلة الثانية بالقيام بعمليات المسح التي تحصل في كل مناطق الشمال السوري، حيث تحدد الفرق المناطق الملوثة بالذخائر، تمهيداً لإزالتها. وهي قامت بـ600 عملية مسح عام 2021 حددت فيها أكثر من 400 منطقة ملوثة. أما المرحلة الثالثة، فتشمل التخلص النهائي من الذخائر بعد الوصول إلى المنطقة الملوثة وإطلاق عملية بحث دقيق في المكان، تمهيداً لإتلاف الذخائر كل بمفردها بحرفية عالية ومهنية من الفرق التي تحرص على إتلافها بالكامل".

المساهمون