مخلّفات الحرب تواصل تهديد السوريين

مخلّفات الحرب تواصل تهديد السوريين

02 يونيو 2021
لغم خلّفه مقاتلو "داعش" وراءهم (فرانس برس)
+ الخط -

تستمرّ مخلّفات الحرب، ولا سيّما الألغام، بتهديد حياة المدنيين عموماً في كلّ أنحاء سورية، والعاملين في الزراعة خصوصاً. 

وتزداد خطورة هذه المخلّفات مع موسم الحصاد الحالي في مناطق عديدة من سورية سبق أن شهدت عمليات عسكرية مختلفة الأطراف.

وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ شخصَين من العاملين في حصاد موسم القمح أصيبا، أمس الثلاثاء، بجروح من جرّاء انفجار لغم أرضي زُرع في حقل قمح بقرية جب الجراح في ريف حمص الشرقي وسط سورية.

وانفجر اللغم بآلة الحصاد التي يعملان عليها، الأمر الذي تسبّب في إصابتهما بجروح وتعطّل الآلة عن العمل، فيما عمّت حالة من الخوف بين المزارعين الآخرين.

وأضافت المصادر أنّ الانفجار أدّى إلى نشوب حريق في حقل القمح، التهم مساحة واسعة، قبل أن يهرع الأهالي لإطفائه بهدف منع انتقال النيران إلى الحقول المجاورة.

وكانت الألغام قد حصدت أرواح عشرات من المدنيين، سواء في ريف حمص الشرقي أو امتداده في محافظة حماة المجاورة، وتحديداً في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش". ولا يقتصر ذلك على هذه المنطقة، إنّما يشمل كل المناطق التي شهدت معارك.

وأوضحت المصادر نفسها أنّ مخلّفات الحرب من قذائف غير منفجرة وألغام أرضية وقنابل وعبوات ناسفة تهدّد حياة المدنيين، خصوصاً الذين يعملون في الأراضي الزراعية. وثمّة حوادث كثيرة وقعت نتيجة انفجار مخلفات أو ألغام زُرعت في الطرقات الزراعية التي تصل الحقول ببعضها.

وفي السياق، صرّح أحد المدنيين من قرية جب الجراح، لـ"العربي الجديد"، بأنّه "على الرغم من حراثة الأرض سابقا، فإنّ اللغم لم ينفجر حينها. وبالتالي، قد لا يكون الجسم الذي انفجر لغماً، وإنّما قنبلة انفجرت اليوم نتيجة ارتطام آلة الحصاد بها، وهو أمر تسبب في خوف الأهالي من مخلّفات أخرى قد تنفجر لاحقاً".

ويعاني أهالي المنطقة بشكل مستمر من مخلّفات الحرب على تنظيم "داعش"، وكذلك من الهجمات والكمائن التي تنفّذها خلايا التنظيم مستهدفة حواجز قوات النظام ودورياته.

في سياق متصل، أشار تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء، بشأن الضحايا المدنيين في سورية الذين قُتلوا في خارج نطاق القانون في شهر مايو/ أيار الماضي، إلى أنّ ثمّة صعوبة كبيرة في تحديد الجهة التي زرعت الألغام وتسبّبت في وقوع ضحايا في عموم سورية. أضافت أنّ أيّاً من القوى الفاعلة في النزاع السوري لم تكشف عن خرائط للأماكن التي زرعت فيها ألغاما.

وبحسب التقرير نفسه، فإنّ ضحايا الألغام المدنيين الذين سقطوا في شهر مايو/ أيار توزّعوا في محافظات ومناطق متفرقة تخضع لسيطرة قوى مختلفة. وقد سُجّل مقتل تسعة مدنيين بالألغام، من بينهم أربعة أطفال، لتصير حصيلة الضحايا الذين قُتلوا بسبب الألغام منذ بداية عام 2021 الجاري 105 مدنيين، بينهم 39 طفلاً.

وأكّدت الشبكة في تقريرها أنّ ذلك يُعَدّ مؤشراً على عدم قيام أيّ من القوى المسيطرة ببذل أيّ جهود تُذكر في عملية إزالة الألغام أو محاولة الكشف عن أماكنها وإقامة سياج حولها، وتحذير السكان المحليين منها. وطالبت كل أطراف النزاع بتقديم خرائط تفصيلية للمواقع التي زرعت فيها الألغام، خصوصاً المواقع المدنية أو القريبة من التجمّعات السكنية، إلى جانب توصيات أخرى.

المساهمون